الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العلمين.. نقطة فارقة في الحرب قديماً.. وعلامة مضيئة للتنمية حديثاً

العلمين.. نقطة فارقة في الحرب قديماً.. وعلامة مضيئة للتنمية حديثاً
25 أغسطس 2014 20:00
العلمين تقع عند الكيلو 106 من طريق الإسكندرية -مرسى مطروح وتبعد عن شمال غرب القاهرة بمسافة 300 كم وعدد سكانها يقرب من 5 آلاف مواطن وتزرع النخيل والزيتون. وذاع صيتها أثناء الحرب العالمية الثانية، ففي 23 أكتوبر من العام 1942 من القرن الماضي دارت على أرضها أهم معارك التحول في هذه الحرب بين جيوش المحور بقيادة الفيلد مارشال “إرفين روميل”، الملقب بثعلب الصحراء، وبين جيوش الحلفاء بقيادة مونتجمري. وقد أمضت القوات المتحاربة في أفريقيا بتونس وليبيا عامين قبل أن تصل إلى مصر في ختام لهذه المعركة التي نال فيها روميل الهزيمة على أرض العلمين. وخلفت وراءها آلاف القتلى وتركت لمصر 25 مليون لغم قاتل يحصد أرواح الآلاف من المصريين ومازال الأهالي يعانون منها، بالإضافة إلى تسببها في تعطيل تنمية واستغلال أكثر من مليوني فدان للزراعة. على طريق التطوير تنتشر المنتجعات السياحية على سواحلها الممتدة على البحر الأبيض المتوسط وكانت ومازالت قبلة المستثمرين لإنشاء القرى السياحية والتي من أشهرها قرية مارينا السياحية وبورتو مارينا، وهي من أكبر المصايف في مصر، ويصلها السائحون من مختلف بلدان العالم، لاسيما أوروبا عبر مطار العلمين الدولي. ومؤخرا أعلنت الحكومة المصرية إنشاء محافظة باسم “العلمين الجديدة” ضمن 3 محافظات جديدة، على مساحة 88 ألف فدان في منتصف الطريق بين الإسكندرية ومرسى مطروح، وتضم محافظة العلمين الجديدة مدينة العلمين والحمام وفوكة والضبعة والمعروف أنها -الضبعة- أحد أنسب المواقع الصالحة لبناء أول مفاعل نووي مصري. وسيربط المحافظة طريق وادي النطرون- العلمين بما حولها بطول 135 كم مما يخلق تنمية عمرانية شاملة، حيث إن المنطقة زاخرة بالمياه الجوفية مع توافر مصدر للري من مياه النيل من خلال ترعة الحمام مما يمكن من زراعة واستصلاح آلاف الأفدنة. وتتميز العلمين بوجود موارد تخدم صناعات البناء منها الحجر الجيري عالي النقاء والطفلة والجبس ورمال الكوارتز والملح الصخري شديد النقاء ذو القيمة الاقتصادية العالية. فضلا عن وجود البترول عند حافة منخفض القطارة واستكشاف الزيت الخام والغاز الطبيعي. وستنفذ كمدينة ذات طابع بيئي عمراني متميز ضمن نطاق الساحل الشمالي الغربي الممتد لنحو 500 كم حتى السلوم والمنتظر أن يستوعب الزيادة السكانية المستقبلية لمصر خلال الـ40 عاما المقبلة بحوالي 34 مليون مواطن. كما سيتم إنشاء مركز سياحي عالمي على مساحة 2420 فدانا ومدينة ترفيهية بيئية على مساحة 3050 فدانا. السياحة التاريخية في الذكرى الخمسين لمعركة العلمين في عام 1992 أعيد افتتاح متحف العلمين العسكري الذي أنشئ في عام 1965 بعد تطويره ويعد من أفضل المتاحف العسكرية في مصر، ويتكون من 5 قاعات وبهو رئيس يتوسطه النصب التذكاري. وينقسم العرض في المتحف إلى قسمين؛ الأول الداخلي ويحتوي على أسلحة وذخائر وأزياء عسكرية للجنود، وعن طريق تسجيلات الصوت يتم التعرف على قصة وتفاصيل المعركة، والثاني الخارجي ويضم دبابات ومدافع ومركبات عسكرية شاركت في الحرب. وعند الكيلو 105 طريق الإسكندرية- مطروح نجد النصب التذكاري البريطاني والذي يعرف باسم مقابر الكومنولث لضحايا الحرب، ويعد من أروع المواقع في العلمين، وتم ترتيب المقابر البيضاء في صفوف طويلة منتـظمة عددها 7367 مقبرة للجنود البريطانيين والنيوزيلانديين والأستراليين والجنوب أفريقيين والفرنسيين والهنود والماليزيين. كما نحتت أسماء 11945 من الجنود المفقودين. أما أكثر النصب التذكارية ارتيادا في العام والأكثر مهابة بين مواقع النصب التذكارية في العلمين هو النصب التذكاري الإيطالي ويقع في الكيلو 11 غرب العلمين، والمبنى يضم مسجدا وكنيسة ومتحفا صغيرا منقوش عليه عبارة تذكر الزائرين بأن الصحراء ابتلعت 38 ألف ضحية. أما النصب التذكاري الألماني الذي بني عام 1959 فهو أشبه بحصن ومبانيه على شكل ثماني الأضلاع غاية في الروعة ويقع غرب العلمين في الكيلو 7. ويحتوي على مسلة فرعونية ولوحة تمثل أحداث الحرب. وبه مقابر جماعية تضم رفات 4280 مقاتلا. محمد أحمد(القاهرة) الوعاء الأبيض عرفت العلمين في العصر الروماني اليوناني باسم locassisأي الوعاء الأبيض لما تتميز به شواطئها الرملية البيضاء الجميلة. وقال عنها تشرشل، إنها تتمتع بأفضل مناخ في العام، في الصيف تبلغ درجة الحرارة بين 22-30 درجة مئوية، بينما تبلغ 17 درجة في الشتاء. تحية للموتى الطريف أنه في عام 2005 حضرت فرقة أسترالية موسيقية مغمورة عدد أفرادها 21 عازفاً للقرب والدرامز لزيارة العلمين وقطعت آلاف الأميال لتعزف لمدة 45 دقيقة فقط. بعد أن قامت بارتداء الزي الإسكتلندي المميز وعزفوا مقطوعة موسيقية تسمى «الموتى» تحية للجنود الإسكتلنديين الذين دفنوا في مقابر الكومنولث. وبعدها بدلوا ملابسهم وعادوا إلى بلادهم. ومن الغريب أن هذه الفرقة تعزف في أستراليا واسكتلندا فقط، وكانت هذه هي المرة الأولى التي يعزفون في الخارج. حدائق الشيطان أطلق المصريون على الألغام التي زرعتها القوات البريطانية والإيطالية والألمانية في أرض المعركة بالعلمين أثناء الحرب العالمية الثانية اسم حدائق الشيطان، ففضلًا عن الضحايا الذين يتساقطون بالمئات من المصريين المدنيين، حيث تنفجر فيهم هذه الألغام، فإن التكلفة الباهظة لإزالة حقول الألغام أدت إلى عجز الحكومات المتعاقبة عن تدبير موارد مالية ضخمة لتطهيرها. وتقول الوثيقة الثالثة من اتفاقية جنيف في موادها من 27-32 إن الدول المنتصر والمهزومة مسؤولة عن تطهير أرض المعارك والحفاظ على المدنيين والموارد الطبيعية وترك الأرض نظيفة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©