طالب رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض أمس، المجتمع الدولي بالتدخل الفاعل لضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإلزام إسرائيل بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي ووقف انتهاكاتها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني، فيما زعم وزير الخارجية الإسرائيلي المستوطن المتطرف أفيجدور ليبرمان أن السلطة الوطنية الفلسطينية تستعد لإثارة العنف وسفك الدماء لدى تقديمها طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة في شهر سبتمبر المقبل.
كما دعا فياض، خلال استقباله مبعوث اليابان الخاص إلى الشرق الأوسط يوتاكا إيمورا في رام الله، إلى تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية ضمن حدود عام 1967.
من جانبه، شدد إيمورا على ضرورة التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي الذي يشكل أساس السلام في المنطقة. وأكد التزام اليابان باستمرار تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
في الوقت نفسه، أكد عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني دعم بلاده الكامل للسلطة الفلسطينية في سعيها لتحقيق تطلعات وآمال الشعب الفلسطيني في التحرر وإقامة دولته على ترابه الوطني. وقال خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان “إن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يعالج جميع قضايا الوضع النهائي، وفي مقدمتها قضيتا اللاجئين والقدس وصولاً إلى السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق إلى أصحابها وينهي حالة التوتر في المنطقة”. وأضاف أن استمرار إسرائيل في سياساتها الاستيطانية يقوض مساعي السلام ولا يساعد على بناء الثقة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
وصرح عباس بأنه بحث مع العاهل الأردني “استحقاق سبتمبر” وموضوع المصالحة الوطنية الفلسطينية و”الوضع الساخن” في العالم العربي. وقال “إن موضوع المصالحة متوقف عند تشكيل الحكومة. وقلنا أكثر من مرة إن الحكومة الفلسطينية التي نريد أن نشكلها ليست حكومة وحدة وطنية وليست حكومة مشاركة، وإنما هي حكومة مستقلين انتقالية”.
من جانب آخر، قال ليبرمان في تصريح بثته الإذاعة الإسرائيلية “إن السلطة الفلسطينية تجري استعدادات للقيام بأعمال عنف وسفك دماء على نطاق لم يسبق له مثيل في سبتمبر المقبل”.
وأضاف أنها تعتزم إرسال الآلاف من الفلسطينيين لمهاجمة الحاجزين العسكريين الإسرائيليين في الرام وقلندية بين القدس الشرقية ورام الله والاعتداء على جنود الاحتلال الإسرائيلي هناك. ودعا المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر إلى قطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية في المجالين الأمني والسياسي ولجان المياه.
لكن القيادة الفلسطينية أكدت دعمها الكامل للمقاومة الشعبية الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، خلال مرحلة «استحقاق سبتمبر» .
وقال المتحدث باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري في بيان أصدره في رام الله “إن القيادة الفلسطينية تقف بجانب المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال والمحصنة من الفوضى والانفلات أو الانزلاق إلى مصائد العنف الدموي الإسرائيلي”. وأضاف “يجب أن تأخذ المقاومة الشعبية طابعاً جماهيرياً سلمياً وليس نخبوياً فقط”.
وحذر الضميري من سعي سلطات الاحتلال لتفجير حالة العنف في الأراضي الفلسطينية باعتبارها الملاذ الذي تلجأ إليه لمواجهة الضغوط السياسية وإحباط التحرك الدبلوماسي الفلسطيني وخلط الأوراق من جديد. وقال “إن إسرائيل تروج للعنف وتسعى لتحقيقه عبر ممارسات قواتها القمعية اليومية في المناطق الفلسطينية كافة، وتوظيف وسائل إعلامها للترويج لمواجهة أكيدة وموجة عنف عارمة خلال الشهر المقبل”. وأضاف “إعلان إسرائيل التعبئة في صفوف قواتها لمواجهة التظاهرات الفلسطينية المحتملة، تدبير مسبق لتفجير الوضع ونشر حالة الفوضى والفلتان التي ترى فيها الوصفة السحرية للخروج من الضغوط السياسية الخارجية”.
وكانت منظمة التحرير الفلسطينية دعت الأسبوع الماضي إلى تنظيم تظاهرات شعبية حاشدة في الأراضي الفلسطينية وجميع أنحاء العالم، لدى بدء دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 20 سبتمبر المقبل، لتأييد طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة.
ميدانياً، نصب عمال فلسطينيون أمس أعلام 122 دولة اعترفت بالدولة الفلسطينية حول الساحة المحاذية لمقر الرئاسة الفلسطينية ولضريح الرئيس الفلسطيني السابق الراحل ياسر عرفات، حيث سيشارك نحو 3 آلاف طفل فلسطيني بعد بضعة أيام في مهرجان ختامي لمخيمات صيفية، يتضمن تكريم تلك الدول. وقالت المسؤولة في “اللجنة الوطنية للمخيمات الصيفية” الفلسطينية ميسون حجة إن 1200 طفل سيشاركون في رسم علم فلسطيني على الساحة البالغة مساحتها نحو ألف متر مربع.
عدد اليوم
