الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خطوط الأنابيب تقدم طوق النجاة لصناعة المناطيد

27 سبتمبر 2006 23:33
إعداد - أيمن جمعة: عندما نتحدث عن المناطيد فإن أول ما يتبادر الى الذهن هو انها وسيلة كلاسيكية للتحليق في الهواء لاغراض الاستمتاع والترفيه·· لكن هذا المفهوم ربما يتغير تماما بعدما فتح خبراء صناعة النفط والغاز الباب أمام ازدهار صناعة المناطيد من خلال استخدامها للمساعدة في تقليص النفقات الباهظة لمشاريع مد خطوط الانابيب!· وتشير مجلة ''الايكونوميست'' في عددها الاخير الى ان الدافع لاستخدام المناطيد هو حقيقة ان الاستغلال التجاري للنفط والغاز الموجود في مناطق نائية أو مغلقة (ليست لها سواحل) ينطوي على زيادة كبيرة في التكاليف التي يتم تخصيصها لمد خطوط الانابيب خاصة وان التوقعات تفيد بأن العالم سينفق حوالي 50 مليار دولار لمد خطوط أرضية خلال السنوات العشر المقبلة· وتقول ''في محاولة لتقليص هذه النفقات فإن صناعة النفط والغاز تفكر في استراتيجية جديدة وهي استخدام المناطيد· لن يتم استخدام المناطيد كوسائل نقل جوي عملاقة لنقل النفط والغاز من الآبار الى المستهلكين·· بل كشاحنات لنقل المواد والمعدات اللازمة لمد خطوط الانابيب الى مناطق نائية''· وتلتهم نفقات نقل هذه المستلزمات حوالي ربع تكاليف أي مشروع لمد خط أنابيب وذلك حسب تقديرات لوك هنريود من الرابطة الدولية لمقاولي المشاريع البحرية وخطوط الانابيب ومقرها جنيف· ومن مفارقات الدراسة ان مد خط أنابيب في قازاخستان يتطلب شق 800 كيلومتر من الطرق الجديدة اضافة الى تحسين 800 كيلومتر اخرى من الطرق حتى يمكن للشاحنات التي تنقل معدات ومستلزمات خطوط الانابيب أن تصل الى مواقعها المطلوبة· ويرى أنصار استخدام المناطيد في صناعة النفط والغاز، ان تسليم تلك المعدات والادوات بشكل جوي مباشر سيؤدي من الناحية النظرية لخفض كبير في النفقات، ولتسريع وتيرة التشييد· ويشيرون الى ان المناطيد تتميز على الطائرات بانها لا تتطلب مدرجات، كما تتميز على السفن بانها تستطيع وبسهولة الوصول الى أعماق المناطق المغلقة· ويشير رون هوشستتلر من ''الشركة العالمية للتطبيقات العلمية'' ومقرها كاليفورنيا الى ميزة اخرى وهي ان استخدام هذه الاستراتيجية سيقلص تأثير مد خطوط الانابيب على البيئة· ونظريا فان المناطيد تستطيع رفع أحجام ثقيلة وذلك بفضل قوانين الجاذبية والطيران·· فزيادة طول المنطاد الى الضعف يزيد المساحة المتاحة للتحميل الى أربعة أمثالها بينما يرتفع الحجم وبالتالي الطاقة القصوى للحمل الى ثمانية أضعافها· لكن هناك مخاوف بسبب التاريخ السيء للمناطيد، وآخرها فشل محاولة الجيش الاميركي لتطوير مناطيد قادرة على نقل حمولات ضخمة· ففي اغسطس ،2005 أطلقت الوكالة العسكرية لمشاريع الابحاث المتقدمة مشروعا بحثيا بتكلفة 6,3 مليون دولار تحت اسم ''والروس'' لتطوير مناطيد قادرة على نقل 500 طن لمسافة 22,2 ألف كيلومتر في أقل من أسبوع· وكان الهدف هو ايجاد طريقة لنشر مواد مساعدة للجيش بشكل سريع·· وتخلت الوكالة عن المشروع بشكل مفاجيء وغامض في وقت سابق هذا العام· وقال مراقبون إن المشروع كان طموحا بشكل مبالغ فيه وان استخدام مناطيد أكثر تواضعا كتلك القادرة على نقل 75 طنا لمسافة تصل الى 800 كيلومتر ربما يكون خيارا أفضل· والمشكلة ليست مجرد تشييد منطاد أكبر من سابقيه، فقد فشلت شركة كارجوليفتر الالمانية في تشييد منطاد بطول 245 مترا عام ،2002 رغم انها شيدت أكثر من 120 منطادا مماثلا ولكن أصغر حجما· ويقول المحللون من مصاعب المناطيد انه اذا ارتفعت المقدمة عن المؤخرة خلال الاقلاع فان المنطاد قد يهوي بشكل رأسي· ويتعين عند الهبوط تفريغ الحمولة بحرص بالغ حتى لا ينطلق المنطاد بعيدا· ويقول الخبير فيليب لوبيز ''هذه المناطيد كبيرة جدا لدرجة انها تضع قوانينها الخاصة·'' وربما يكون الحل هو تصميم المناطيد بطريقة تجعل جزء من حمولتها تعمل عمل أجنحة الطائرات بما يجعل المنطاد أثقل من الهواء وبالتالي يكون أسهل في الهبوط· ورغم ان هذه الفكرة قديمة وتعود الى عدة عقود ماضية فان لوكهيد مارتن أطلقت أول منطاد من هذا النوع قبل شهور قليلة فقط· وتقول الايكونوميست ''قبل وفاته عام 1917 كان الكونت فون زيبيلين مخترع المنطاد يوصف بانه أعظم الماني في القرن العشرين، وتبين بعد ذلك ان هذا الوصف ربما يكون مبالغا فيه·· غير ان ارتفاع أسعار النفط واستخدام بعض التقنيات الجديدة قد يجعلان اختراعه أكثر فائدة مما يتوقع كثيرون في القرن الحادي والعشرين''·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©