السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

منى القمزي: منتوجات المرأة الإماراتية كانت تعكس أسلوب الحياة في الماضي

منى القمزي: منتوجات المرأة الإماراتية كانت تعكس أسلوب الحياة في الماضي
25 أغسطس 2014 11:11
تظل منتوجات المرأة الإماراتية منذ القدم إلى وقتنا الحاضر تراثاً يحاكي الزمن، وأسلوب حياة يدل على جهدها المبذول عبر السنين. وعلى الرغم من تطور الزمن ووصول دولة الإمارات إلى مستوى حضاري فائق، إلا أن الموروث الشعبي لا يزال علامة أصلية دالة على أن الماضي بكل معاناته صورة مشرقة ومشرفة للحاضر، تعبر عنها مسيرة منى القمزي، مديرة مركز أبوظبي النسائي التابع لنادي تراث الإمارات، العلمية وتعمقها في مجال البحث التراثي، وهي تلقي الضوء على إبداعات المرأة ومدى تفردها في المنتوجات التراثية. علامات بارزة حول هذه المنتوجات التي تتميز بخصوصيتها، ومدى تأثيرها في واقع الحياة الإماراتية قديماً لتنتقل اليوم إلى حيز المورث الشعبي، تقول القمزي «لعبت المرأة قديماً دوراً مهماً في الحياة، واستطاعت أن تكون عالمها الخاص، وأن تسهم في حل جميع المشكلات الخاصة بخياطة الملابس وصناعة الأدوات المنزلية من سعف النخيل والخوص، وكذلك قدرتها على تحضير الحنة الطبيعية داخل البيت، ومن ثم عمل الكحل، بالإضافة إلى العديد من الأشياء الأخرى التي لم تزل علامات بارزة في سجل الموروث الشعبي، مشيرة إلى أنها برعت في نسج التلي وصناعة السدو وقدمت أشهى المأكولات الشعبية، التي لا تزل تتمتع بحضورها الطاغي في المناسبات والأعياد، وهذا دليل قوي على أن كل ما قدمته المرأة قديماً سيظل يحظى بنوع خاص من التقدير. وتجزم القمزي أن نادي تراث الإمارات يلعب دوراً مهماً في إثراء الحياة الإماراتية، ويعمق قيمة الموروث الشعبي في نفوس الجيل الجديد بصورة أوسع، ما يجعل الفتيات على وجه التحديد يرتبطن بالماضي، ومن ثم يتمثلن صورة المرأة قديماً في كل ما كانت تقوم به في مجال الصناعات المنزلية والحرفية حتى غدت الكثيرات من بنات اليوم أصحاب خبرات في مجال الغزل وصناعة الملابس وعمل المفارش وأدوات المائدة. وتذكر القمزي أن صناعة ملابس النساء والبنات كانت تقوم بها المرأة قديما، قبل أن تنتشر محال الخياطة. وعلى الرغم من براعة التصاميم الحالية وجمال القصات إلا أن المرأة الإماراتية قامت بجهد يعبر عن ذوق رفيع في صناعة ملابس النساء والبنات. ملابس وزينة تؤكد القمزي أنه في الماضي كان التلي عبارة عن خيط فضة وتحاك منه الملابس لكن في هذا العصر أصبحت تستخدم خيوط الحرير والقطن، مضيفة «في مركز أبوظبي النسائي نعمل على أن تتعلم الفتيات طريقة التلي والسدو، وذلك عبر وجود مدربات تراثيات على أعلى مستوى، بحيث يكون التطبيق إلى الجانب النظري، وهو ما يشبع حاجة الصغيرات ويدفعهن إلى التعلم بشكل سريع». وترى القمزي أن الفتيات بطبيعة الحال لديهن شغف كبير بالتراث، وهو ما يجعل من عملية خبرات الماضي إلى الجيل الحالي أمراً سهلاً ومستساغاً إذ إن الموروث الشعبي غني، وبه الكثير من الإغراء، وهو ما يجعل الجيل الحالي يسعى بجدية إلى محاكاته والسير على دروبه. وتوضح أن المرأة قديماً احتفلت بأدوات الزينة وحاولت أن تكون هذه الأدوات مميزة، ولها طابعه الحلو الذي يدخل البهجة على النفوس، وهو ما جعل للحنة حضوراً مميزاً في المجتمع الإماراتي إذ إن المرأة كانت تعد حنة الشعر من الأساسيات، فضلاً عن أنها كانت تصنعها للرجال الذين كانوا يصبغون بها الشعور ومناطق اللحية والشوارب، كما أن الحنة كانت ولم تزل أثيرة لدى البنات حيث تستخدم نقوشها في تزين الكف والقدم، بالإضافة إلى الكحل الذي كان لها نوعان الأسمد وهو للكبار وفراي وهو للفتيات إذ إن فراي كان يعطي شكلا جميلاً للفتيات ويقوي الأهداب ويجعلها قوية. أدوات منزلية بالنسبة لأدوات البيت التي كانت تصنعها المرأة قديماً، تذكر القمزي أن النخلة كانت ولم تزل تتمتع بمكانة كبيرة إذ إن كل جزء منها يستخدم من دون استثناء، ومن سعف النخيل صنعت المرأة قصتها التراثية التي تحاكي الزمن؛ فصنعت أدوات المشروبات والسمار والتاوه والمحماس والكير أو المنفاخ والسلة والكوار والدلال، وكذلك أدوات للطعام مثل الرحى الذي يعد من أقدم أدوات تجهيز الأغذية استعداداً لطهيها، وكذلك الجفير الذي يطلق عليه اسم السلة التي تحمل بها الأشياء، والسف وهو صينية يوضع بها الطعام والمأكولات تقدم للضيوف، والمنخل والجفنة والمجبة والمضراب، كما أنها صنعت أدوات الطهي مثل القدور والمشخلة والكفشة، بالإضافة إلى أدوات الطعام مثل حصيرة الطعام التي تسمي السرود والخنجة، وهو الطبق الكبير الذي تقدم فيه الأطعمة على الرغم من ذلك فهي صنعت العديد من الأدوات الأخرى لحفظ الطعام. وترى القمزي أن المرأة الإماراتية لا تزال تحافظ على مائدتها الشعبية على الأقل في الأعياد والمناسبات، وعلى الرغم من كثرة أنواع الأطعمة مثل الهريس والبلاليط والمرقوقة والبسيسة والعصيدة والمجبوس والعيوش والشيلاني والمحمر والثريد وغيرهم إلا أن الهريس والبلاليط والثريد من الأطعمة الأساسية التي أبدعتها المرأة الإماراتية قديما، والتي تقدم في جميع المناسبات لتبقى منتوجات المرأة الإماراتية تراثا يحاكي الزمن ونظام معيشة على مر الأيام والسنين. (أبوظبي - الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©