«بازار رمضان الفني» يُقدِّم التجارب الشبابية الجديدة في أبوظبي

نظَّمت الفنانة الإماراتية سمية السويدي الخميس الماضي في معرض الغاف جاليري للفنون التشكيلية بأبوظبي معرضاً تشكيلياً حمل عنوان “بازار رمضان الفني” اشترك فيه 25 فناناً من الإمارات ومختلف الدول العربية والأجنبية وحضره نخبة من الفنانين والصحفيين والمهتمين بالفن، ويستمر المعرض حتى الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري. وتضمن المعرض أعمالاً فنية في مختلف صنوف الفن ومنها الفن التشكيلي والذي نفذت فيه الأعمال بالزيت والألوان المائية والماكس ميديا وفن الديجيتال آرت مع ما يجاورها من أعمال التصوير الفوتوغرافي. واشترك في المعرض فنانون إماراتيون عرف عنهم تأثيرهم الفاعل في الفن الإماراتي ومساهمتهم المؤثرة في الحركة التشكيلية الإماراتية ومنهم مطر بن لاحج وخليل عبدالواحد وعبدالرحيم سالم وجلال لقمان وسمية السويدي وحمدان الشامسي وسعود الظاهري ونبيل المحيربي وروضة المزروعي . كما اشترك في المعرض فنانون عرب، ومنهم فهيمة فتاح من العراق، وكولوديا حبيب من لبنان، وبجانبهم غربيون وشرقيون، ومنهم كريتش من فرنسا وجنيفر سايمون من بريطانيا، ونينا راي وراجو إكس آربي شيزبن من الهند، وليز راموس من بيرو، ولندا ستيفانين من أرمينيا، وسعدية سليمان من ماليزيا، وبنا طاهر من بريطانيا وغيرهم. قدم الفنانون 70 لوحة توزعت على قاعات الجاليري الخمس بمعدل كحد أقصى 4 أعمال لكل فنان، وامتازت الأعمال بتنوع مدارسها وتوجهاتها واستخدام المواد فيها مع اقتناصها العوالم المختلفة. كان مطر بن لاحج متميزاً في حروفياته “العين والميم والباء” في لوحات ثلاث نفذت بمساحات كبيرة، وبدا سعود الظاهري متنوع المواد التي استخدمها في تنفيذ أعماله الفوتوغرافية والمكس ميديا والكريستال. واستخدم خليل عبدالواحد الاكرليك الأسود على الجمفاص في تنفيذ لوحته الملفتة للنظر وهي بورتريه لشاب. أما ليز راموس بادو “من بيرو” فقد قدمت عملاً واحداً في أربعة أجزاء منفذة بالخشب المحروق، وهي بذلك قد تفردت عن زملائها بالرسم المنحوت والذي يثير الانتباه. وكانت لوحتا فهيمة فتاح لافتتين للنظر وهما “النساء الثلاث” و “النساء الريفيات الواقفات”، لوحتان يشع منهما روح الموروث العراقي الذي اشتغل عليه جيل الرواد، وسبق لفهيمة فتاح أن قدمت هذا المفهوم في معارض مشتركة، وتعد هاتان اللوحتان الصورة التي يمكن أن نقرأ من خلالها طبيعة الفن العراقي وعلاقته بمجتمعه. حاولت البريطانية بنا طاهر أن تقدم الحروفيات بشكل موحٍ، حيث نرى في لوحتها الزرقاء “روح” تجسيداً جميلاً لهذا المعنى الكوني ما بين الازرقاق والتكور. وتبدو أعمال جنيفر سايمون “4 نساء” في لوحتين بشكل طولي، في الأولى وبشكل مربع في الثانية محاولة لتقديم نص تشكيلي يعتمد على المفارقة الشكلية. وأسهمت كلوديا حبيب في لوحتها “جمال وسماء حمراء” بتقديم نص جمالي عن الطبيعة بشكلها الذي لم نعتد عليه، إنه من يحمل روح الفنان ورؤاه. وفي لقاء مع “الاتحاد” قالت الفنانة التشكيلية سمية السويدي منظمة المعرض والمشرفة عليه “أقيم هذا المعرض سنوياً لكي أعطي فرصة للفنانين وللناس كي يطلعوا على أعمال فنية لفنانين معروفين ويشترون بأسعار مخفضة أعمالهم دعماً لعدم احتكار الأعمال الباهظة التي لايستطيع الكثير من المهتمين بالفن التشكيلي شراءها، وهي فرصة للناس المتابعين للفن لشراء اللوحات الفنية القيمة”. وقالت الفنانة السويدي “لقد تم اختيار اللوحات لفنانين معروفين مثل عبدالرحيم سالم ومطر بن لاحج وجلال لقمان وخليل عبدالواحد وهناك فنانون من جنسيات مختلفة تعيش في الإمارات وهم معروفون في مجتمعهم الفني، ولهذا فإن الإقبال على اقتناء اعمالهم يبدو واضحاً لدينا “. وأكدت الفنانة سمية السويدي “من الغريب أن أغلى لوحة نعرضها لا تتجاوز جزءاً بسيطاً من مبالغ خيالية تعرض فيها الأعمال الأخرى في معارض تقام سنوياً”. وأشارت السويدي إلى أن استقبال الناس لبازار رمضان الفني عاماً بعد عام كبير، وقد تعود الجمهور المتذوق للأعمال الراقية على هذه الاحتفالية الرمضانية لذا تراهم يعودون كل عام للاحتفال بالفن واقتناء الأعمال التي نعرضها لهم. وأكدت السويدي أن هناك بعض الأعمال الخاصة بها شخصياً كونها مشاركة في المعرض، وهي تحتفي بها مع الأعمال التي تعرض للفنانين الآخرين. وترى سمية السويدي أن أعمال كريتش الفنانة الفرنسية التي عاشت في مصر لفترة طويلة تبدو الأكثر تميزاً لما لها من خبرة في فن الرسم، وما تقدمه من جديد في كل مرة، وما امتازت به اعمالها من تفرد. وقالت “إن هناك تغيراً هذا العام بدخول فنانين جدد وأعمال جديدة وبعضهم يشارك للمرة الأولى في “بازار رمضان الفني”.