أكد قادة الثوار استيلاءهم على بلدة بئر الغنم الاستراتيجية التي تبعد 80 كيلومتراً جنوبي العاصمة الليبية طرابلس، في حين أفاد مراسل لفرانس برس رافق مئات عدة من المقاتلين أثناء تقدمهم شمالاً على طريق تناثرت عليها حطام مركبات محترقة لكتائب العقيد معمر القذافي، بأنه لم يبلغ بئر الغنم نفسها.
من جهتها، ذكرت مراسلة لقناة “الجزيرة” الفضائية أن قتالاً شرساً وقع بالمنطقة منذ صباح أمس، حيث تبادل الجانبان قصفاً ثقيلاً، مبينة أن 6 على الأقل من مقاتلي المعارضة الليبية لقوا مصرعهم بالمعارك. على الجبهة الشرقية، قالت المعارضة الليبية أمس، إنها بدأت زحفها للسيطرة على بلدة البريقة الساحلية النفطية لكنها تتقدم ببطء بسبب الألغام الأرضية التي زرعتها القوات الموالية للعقيد القذافي عند مداخل البلدة، مضيفة بقولها على لسان المتحدث باسمها محمد الزواوي إن”هناك حركة كبيرة على كل الجبهات حول البريقة. نحن نهاجم من 3 اتجاهات”، وذلك بعد استيلاء الثوار على تل يطل على جزء من المدينة من أيدي قوات القذافي وإزالة الألغام من طريقها.
وبالتوازي، أعلن متحدث باسم الثوار الليبيين يدعى رائد حسين أن قوات القذافي تحاصر مدينة القصبات الصغيرة (نحو 100 كلم شرق طرابلس)، والتي انتفضت على النظام الحاكم، قائلاً إن مجموعة من الثوار مسلحين ببنادق بقيادة خميس نوري الكاسح، هاجموا الخميس الماضي، مدرسة كانت تحتلها قوات القذافي، فقتل قائدهم نوري الكاسح مع اثنين من جنوده.
من ناحيته، أعلن حلف شمال الأطلسي “الناتو” أنه نفذ 116 طلعة جوية الجمعة بينها 43 طلعة هجومية للتعرف إلى الأهداف وقصفها، موضحاً أن الأهداف التي استهدفها القصف تضمنت مركبة مسلحة في منطقة الجوش، ومنشأتين عسكريتين ودبابتين و19 مركبة مسلحة وبطارية إطلاق صواريخ متعددة الفوهات ومركبتي إمداد عسكريتين و5 شاحنات عسكرية و6 مبان عسكرية ومركبة قتالية مدرعة قرب البريقة، إضافة إلى موقع عسكري لإطلاق النار وموقع للقيادة والتحكم قرب غريان، ومنظومة إطلاق صورايخ متعددة الفوهات ونقطة تفتيش عسكرية قرب تاجوراء، و7 مركبات مسلحة قرب تيجي، وقطعتي مدفعية قرب مصراتة، وموقع رادار عسكري ومنشأة تخزين عسكرية قرب زليطن.
وتمركز مقاتلو المعارضة المسلحة منذ أسابيع عدة عند بلدة بئر عياد في وادي جبل نفوسة، على بعد 30 كيلومتراً إلى الجنوب من بئر الغنم، عندما هاجموا صباح أمس، الحاميات الموالية للقذافي عند بئر الغنم في الطريق إلى طرابلس. وذكر الثوار أنهم أسروا اثنين من المرتزقة التشاديين بالمنطقة.
وفي تطور موازٍ يواصل مئات المقاتلين المتمردين على القذافي التقدم شمالاً على بعد نحو 40 كيلومتراً من بلدة صرمان القريبة من الساحل المتوسطي، وتصاعدت أعمدة الدخان مما يعتقد أنه مركبات تابعة للقوات الحكومية وقد حوصر جنود حكوميون داخل بعضها وتفحمت جثثهم. وغالبية المقاتلين الثوار على تلك الجبهة من “كتيبة طرابلس” وهم في معظمهم من المتطوعين الوافدين من طرابلس ومدن ساحلية أخرى لتلقي التدريب في جبل نفوسة، واضعين نصب أعينهم أن يكونوا من القوات الأولى التي تدخل طرابلس لإطاحة النظام.
وعلى الجبهة الشرقية التي يتعثر القتال بين تقدم وتقهقر، أعلن الزواوي أن قوات الثوار أصبحت على مرمى البصر من منطقة سكنية بالبريقة النفطية وأنها تعتقد أنها يمكن أن تسيطر على البلدة. وأضاف المتحدث باسم المعارضة في أجدابيا، أن ذلك قد يحدث “قريباً جداً”، لكن المعارضة لا تريد أن تفقد أي مقاتل لذلك تتقدم ببطء ولكن بثقة. وأكد الزواوي، أنه “قريب جداً جداً من البريقة .. من هذا التل الذي تم الاستيلاء عليه، يمكننا أن نرى بسهولة المنطقة السكنية في البريقة”. وأضاف أن المعركة لم تشهد سقوط قتلى.
إلى ذلك، قال رائد حسين عضو المجلس العسكري في القصبات إن مجموعة من المتمردين مسلحين ببنادق هاجموا الخميس الماضي مدرسة كانت تحتلها قوات القذافي. وذكر أن الثوار كانوا بقيادة خميس نوري الكاسح وكانوا مسلحين ببضع بنادق. وأضاف رائد حسين في اتصال معه من بنغازي عبر القمر الاصطناعي “قتل 3 من الثوار بينهم خميس الكاسح”. وتقع القصبات التي تعرف كذلك باسم مسلاتة، على بعد 70 كلم من خط الجبهة في زليطن، في منطقة يسيطر عليها نظام القذافي. وقال حسين إن قوات القذافي تحاصر المدينة منذ ذلك الحين. وأضاف “كل الطرق المؤدية إلى القصبات مغلقة. لقد قطعوا الكهرباء وخطوط الهاتف منذ أمس الجمعة”. وأضاف “لقد اعتقلوا بعضاً من سكان الأحياء الطرفية في المدينة. قوات القذافي لا تسيطر على البلدة بأكملها، لكننا نخشى أن يفعلوا ذلك اليوم ويحدث حمام دم”.
عدد اليوم
