محمد عبدالسميع (الشارقة)
تشتغل فرقة «مزلِشْ الفكر» الفنية بالجزائر، على ثيمة فنية وجمالية لافتة، هي الاندماج بين موسيقات أفريقية متعددة للخروج بصيغة موسيقية، جمالية، تعكس عمق الثقافة الأفريقية، وقدرتها على أن تكون صوتاً نابعاً من روح (المشترك العام) بين بلدان القارة السمراء.. ولقد نجحت الفرقة كما ظهر من حفلاتها التي قدمتها مؤخراً في الشارقة، في هذا المسعى إلى حد كبير.
ويقول الفنان الجزائر أمين لهليشي مدير الفرقة أن الفكرة بدأت من الجزائر، ففي العام 2014، وُلدت الفرقة من الرؤية الفنّية لأربعة موسيقيين جزائريين ومخرج لأفلام وثائقيّة بالتوغل في جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية. ولأن هدفنا هو إمتاع واستمتاع الناس بالموسيقى، بات الترحال طريقنا، وانضم إلى الفرقة أعضاء من جنسيات متعددة ومن بلاد مختلفة، كسهل أفريقيا وبوركينا فاسو، كوت ديفوار، غانا، جمعتنا أصولنا الأفريقية المشتركة، وصارت الموسيقى سبيل الاندماج، فروابطنا المشتركة تكمن في الموسيقى الأفريقية من الشمال والجنوب، وخاصة الإيقاع الذي يتشابه كثيراً بين هذه الدول التي ننتمي إليها، كما أننا وجدنا الموسيقيين لا يستمتعون فقط بالموسيقى وإنما يفهمونها وكأنها موسيقى بلادهم، ما ساهم في عملية دمج الإيقاع والآلات والأصوات، وإنتاج موسيقى تعبر عن شخصياتنا وثقافتنا معاً.
وأضاف: في فترة المشروع التجريبيّة، سافرت الفرقة إلى محافظة «جانت» جنوب الجزائر، عند الحدود الجنوبية الشرقيّة مع ليبيا والنيجر، ثم اتبعت ذلك برحلات وجولات موسيقية إلى غانا ودول أفريقية أخرى، وذلك للعمل على مشروع موسيقيّ مع مجموعة من الطوارق والهاوسا، والاحتفال بالبعد الأفريقيّ للهُويّة المغاربية، ولفت انتباه شّباب الشّمال الأفريقيّ إلى الإمكانيات الهائلة الحاضرة في الصحراء الجنوبيّة الكبرى، إضافة إلى استكشاف الأفكار الموسيقية الأفريقية وتقاطع ثقافة الأعراق مع الأنماط الموسيقية المعاصرة، وذلك بهدف تعزيز الإنتاج الثقافي المستقل بين شمال أفريقيا ومناطق أخرى في القارة السمراء.
وأوضح لهليشى أن الفرقة أنتجت «تريلور» قصيراً عن مشروعها مدته 5 دقائق، وفيلم أطول، مدته 18 دقيقة، بعنوان «القصّة الكاملة» عن الفرقة، وصدر عام 2016. الألبوم الأول بعنوان: «انظر جنوباً»، وسوف يصدر الألبوم الثاني قريباً بعنوان «أكرا أفير» ويتضمن موضوعات معاصرة تتناول ثيمات الانتماء وهجرات الشباب.
وأشار أمين إلى أن أعضاء الفرقة تجمعهم سمات عديدة، وغرضهم تقديم موسيقا تعبر عن محاولة فهم النفس وفهم الآخر، والسعي إلى مشاركة أفكارهم وطموحاتهم مع الناس بغض النظر عن اللغة أو العرق أو اللون، فنحن نتغنى بحوالي خمس أو ست لغات منها: الإنجليزية، العربية الفصحى، الدارجة الجزائرية، لغة غانا وبوركينا فاسو، ما يُشعر المتلقي من خلال مقطوعاتنا متعددة الأوجه بأننا مرآة له، لقد وجدنا التقبل والترحاب والتفاعل مع الفرقة على الرغم من تعدد جنسياتها، وموسيقاها.
عدد اليوم
