السبت 4 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«المغنى حياة الروح» رحلة في كواليس الأغاني والألحان

«المغنى حياة الروح» رحلة في كواليس الأغاني والألحان
5 ديسمبر 2017 21:55
محمود عبد الله (أبوظبي) نحن نسمع الأغنية، ولا نفكر بها كيف جاءت، وغالباً ما نتغافل عن أسماء كتابها، وحتى ملحنيها، ولا نذكر سوى مغنيها، كما أننا نتلقى الأغنية جاهزة، لا نعرف كيف صارت بهذا اللحن، الذي يبدو لنا أنه لا يمكن أن يكون على صورة أخرى، لا نعرف كيف جاءت الكلمات، وكيف جاء اللحن، ولا يخطر ببالنا السؤال: ماذا لو لحّن هذه الأغنية موسيقارٌ آخر، هل سيكون اللحن كما هو عند ملحِّنها الأصلي؟ وهل حاولنا أن نُميَّز ألحان الملحنين كما نميِّز بين كلمات الشعراء من خلال أساليبهم؟ مع كتاب الدكتور مازن عميش «المغنى حياة الروح» الصادر مؤخراً عن الآن ناشرون وموزعون، سيطوف القارئ على كواليس كثيرٍ من الأغاني والألحان والكلمات، كيف ولدت، وكيف اعتنى كبار الفنانين باختيار الكلمات، والألحان، وكيف تشكَّل «الزمن الجميل»، من خلال جَدِّ واجتهاد تلك النخبة من الفنانين العظام. يقول المؤلف عن دوافعه لكتابة هذا الكتاب: «ظمأ الشوق إلى الزمن الجميل، والتّوق إلى الفن الأصيل، هو دافعي للقيام بهذه الرحلة عبر النصف الثاني من القرن العشرين الذي شهد ولادة أساطين اللحن، والكلمة، والصوت في العالم العربي». ومن حكايات الأغاني التي يوردها الكتاب، حكاية أغنية «ضي القناديل» التي غناها عبد الحليم حافظ، كتب الدكتور عميش: «في أوائل الستينيّات من القرن الماضي تم الاتفاق على أغنية جديدة يلحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب لفيروز، من كلمات الأخوين رحباني، وهي أغنية «ضو القناديل»، التي أصبحت لاحقاً«ضي القناديل»، وبعد أن أنجزها عبد الوهاب وأرسلها للرحابنة بقيت تراوح مكانها لأكثر من عام، وهما يتذرعان بشتى الأعذار بمماطلة لم ترُق للموسيقار، وبالرغم من تضارب الآراء حول تردّد فيروز في غنائها، وتذرعها بأن الضي، والليل، والقناديل، وشارع الضّباب، فيها إيحاءات لبنات الليل، مما لا يليق بمقامها وسمعتها، إلا أن الحقيقة هي أن الرحابنة أدركوا خطورة هذا اللحن على مملكتهم الرحبانية، بكوبليهاته الثلاثة، مما يجعلها في تصنيف الأغنية الطويلة، وهو ما لم تكن فيروز تتعامل معه، بالإضافة إلى رهافة اللحن، وانسيابيته، وأليجراتة الراقصة كما في لازمة «تحت القناديل نشكي، والضي العليل يبكي، حكينا، حكينا»، وقفلاته الساحرة، اللحن الذي كان سيأخذ فيروز إلى أبعاد جديدة، خارج النمط الرحباني، وهنا حدثت المفاجأة، عندما تلقف العندليب الأغنية وأدّاها بصوته، لتكون من أجمل أغانيه». ويستمر الكتاب على هذا النحو يتنقل من حكاية إلى حكاية بكل سلاسة، وبأسلوب سردي، ولغة أدبية شفافة، حتى يضعنا في أجواء عالم الفن، في زمنه الجميل، يذكر أن الدكتور مازن عميش من مواليد عمّان سنة 1952، تخرج في كلية الحسين سنة 1972، وحصل على شهادة البكالوريوس في الطب في جامعة أثينا في اليونان سنة 1979، والدكتوراه في التخدير والإنعاش سنة 1987 من ذات الجامعة. عمل طبيباً استشارياً في القطاع الخاص(1991-1999)، ثم انتقل للعمل في دولة الإمارات (2000-2012)، ليعود إلى وطنه الأردن، ويعمل مستشار تخدير وإنعاش في مدينة الحسين الطبية وما زال على رأس عمله، نشرت له مقالات عدة في الصحف المحلية في المجالين الطبي والثقافي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©