السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

"بنات الثانوية" يفرض نفسه بمعارك "التواصل الاجتماعي"

"بنات الثانوية" يفرض نفسه بمعارك "التواصل الاجتماعي"
6 أغسطس 2011 10:48
أثار عرض مسلسل "بنات الثانوية" على قناة "دبي" خلال رمضان ردود فعل متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين المؤيدين والرافضين لعرض العمل الدرامي المثير للجدل، ولكن برز أن الأغلبية تؤيد عرضه وتتعجب من منعه في الكويت. وبرز حجم الاهتمام الخليجي بعرض المسلسل، الذي ثارت حوله ضجة إعلامية وسياسية قبل عرضه، في مشاهدة ما يزيد عن 3 ملايين شخص لنحو 700 مقطع من "تتر" وحلقات المسلسل على موقع "يوتيوب" خلال أربع أيام فقط. وكان تلفزيون "دبي"، منتج "بنات الثانوية"، أصر على عرض المسلسل رغم التراجع عن عرضه من قبل عدد من القنوات بسبب حملات المحافظين، بحجة أنه ينتهك الأعراف والتقاليد الخليجية. والمسلسل مقتبس من رواية "بنات الثانوية" للمؤلف الكويتي محمد النشمي والتي طرحت في الأسواق قبل عام وأثارت جدلاً في الكويت، بسبب تعرضها لتفاصيل حياة الطالبات في المدارس الثانوية. واعترف الروائي الكويتي أن القصة تحتوي في بعض أجزائها على جراءة، وأنه تم حذفها من العمل الدرامي، مؤكداً أنه كويتي ولا يمكنه أن يسيء إلى بنات الكويت من خلال المسلسل. ودشن النشطاء الكويتيون والخليجيون 6 صفحات على موقع "فيسبوك" لدعم عرض المسلسل، شارك فيها أكثر من 10 آلاف شخص. وأبدى أغلب المشاركين على الموقع تعجبهم من الحملة التي تعرض لها العمل الدرامي، بل أعتبروها بمثابة دعاية للمسلسل خاصة بعد قيام قناة "الوطن" الكويتية بمنع عرضه بأوامر من وزارة الإعلام الكويتية، بالإضافة إلى استغرابهم من نتيجة استفتاء جريدة "الوطن"، الذي اعتبر فيه 69% من المشاركين أن العمل يمثل إساءة بالغة للمجتمع الكويتي. وكتب شاب كويتي يدعى بسام على حسابه الشخصي بـ"تويتر": " شفت 3 حلقات حتى الآن من بنات الثانوية ولا شفت أي مشكلة سبب للضجة". وعلق نادر هواري على "فيسبوك" قائلاً: "كل ما أشاهد حلقة جديدة من هذا المسلسل يزداد تعجبي وغضبى من كل من حاربوه لا لشيء، فقط سوى أنه اسمه "بنات الثانوية" وكأن أي شيء يخص المرأة أو البنت يعد كبيرة من الكبائر. إلى متى التعصب وأخذ الدين على أهواء بعض من يدعون التدين؟ إلى متى أفكار الجاهلية التي لا تزيدنا إلا رجوعنا للخلف مئات السنين؟". وكتبت شابة كويتية تدعى دلال القنديري: "منع عرض (بنات الثانوية) لأنه يناقش قضايا تخل بالأخلاق. بس بعرف.. إللي منعه ما شاف بوقتادة و بونبيل؟ أكثر المسلسلات تناقش قضايا مخله بالأخلاق، اليس هذا تناقضا". وعلق الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم على حسابه بـ"تويتر": "أضحكني وزير التربية حين أيد منع بث مسلسل (بنات الثانوية) قائلاً: إن المجتمع الكويتي له خصوصية، أرجو أن يشرح لي معنى.. (خصوصية المجتمع الكويتي)". وأبدت كويتية تدعى نور استغرابها قائلة: " ??70% من الكويتين صوتوا لا لعرض "بنات الثانوية".. في حين إن 70% من الكويتين يشاهدون المسلسل الآن على قناة دبي". وكان النائب الكويتي محمد هايف وزير التربية والتعليم العالي أحمد المليفي طالبا بالتصدي للمسلسل قبل عرضه بأسبوع، باعتباره يتضمن إساءة بالغة للقطاع التعليمي وللمربيات والطالبات على حد سواء. وانضم إليهم النائب وليد الطبطبائي داعياً القنوات الفضائية إلى منع عرضه، معتبراً أن العمل الدرامي يغرس قيما خطيرة تؤثر على النشء، الأمر الذي يحتم على وزارة الإعلام أن تتحرك لمنع عرضه. ونفت قناة "دبي" الاتهامات بشأن تضمن المسلسل أفكاراً ومشاهد تتنافى مع خصوصية المجتمع الخليجي والعربي. وأكدت القناة أن "بنات الثانوية" يستوفي كافة شروط وقواعد الإنتاج الدرامي في المؤسسة، والتي تحرص على عدم المس بالقيم الاجتماعية لكافة شرائح المجتمع، وتمت الموافقة عليه بعد الاطلاع أولاً على النص الدرامي المأخوذ من الرواية الأصلية للمؤلف الكويتي محمد النشمي. والمجازة أصلاً من وزارة الإعلام الكويتية ومتداولة في الأسواق. وأكدت القناة أنه تم استلام كامل حلقات المسلسل والتي لا تحتوي أبداً على أية مشاهد مخلة أو منافية للآداب العامة. في المقابل، أيد عدد من الكويتيين منع عرض المسلسل، وكتب عبد الوهاب العيسى على "تويتر": "أشكر قناة "الوطن" لوقفها بث مسلسل "بنات الثانوية" وقد اتصلت بالمسؤولين بقناة "الوطن" وشكرتهم على القرار، وكنت أتمنى من دول الخليج عدم بثه". ومسلسل "بنات الثانوية" من إخراج الأردني سائد الهواري، ويقوم ببطولته شهد أبرار وفاطمة الحوسني وعبير الجندي وعبد الله بوشهري. وتدور أحداثه حول 5 فتيات مراهقات بإحدى المدارس الثانوية، ويرصد العمل علاقة هؤلاء بمجتمعهن وأسرهن. وتتناول كل حلقة حدثاً جديداً في حياة الفتيات من ناحية طرح مشكلات المراهقات وقضاياهن ونظرتهن إلى المجتمع وللمبادئ والمعتقدات وتأثير المشاكل الأسرية والاجتماعية. وامتدت ورشة تحضيرات المسلسل الدرامي قرابة الشهرين وقد رصد الحالة الإنسانية لطالبات الثانوية وشملت أبحاثا تربوية متعددة ويتناول ثقافتهن وفكرهن وسلوك حياتهن اليومي داخل أسوار المدرسة وخارجها وتصرفاتهن من الواقع الذي نعيشه كما يتطرق إلى العلاقات العاطفية اللاتي يعشنها، إضافة إلى قضايا أخرى مثل الصراع الأزلي بين الزوجة وزوجة الأب والطليقة. وبعيداً عن الجدل السياسي والإعلامي، فقد تناقل عدد كبير من جمهور "فيسبوك" الخليجي مواعيد إذاعة الحلقات على قناة "دبي"، فيما أعاد البعض نشر الحلقات الأولى من المسلسل على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي. وبرز خلال التعليقات تأييد عدد من الشابات الكويتيات لأحداث المسلسل بصفتها أقرب للواقع.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©