الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تباين عواطف المصريين تجاه مبارك واتفاق على تجريم نجليه

تباين عواطف المصريين تجاه مبارك واتفاق على تجريم نجليه
6 أغسطس 2011 01:10
انتابت عواطف متباينة الكثير من المصريين منذ الأربعاء الماضي، وهم يستعرضون الصور التي بثت مباشرة ونشرتها الصحف وأذيعت مرات عديدة على شاشات التلفزيون لرئيسهم السابق، وهو يخضع للمحاكمة بعدما أمضى 30 عاماً في موقع القيادة. والشيء الذي اتحد المصريون بشأنه هو الغضب من ابني مبارك: علاء الابن الأكبر الذي اهتم بمصالحه التجارية وجمال الذي كان ينظر إليه على أنه يجري إعداده لخلافة والده في الرئاسة. ويشعر كثيرون بأنهما استخدما والدهما في تكوين الثروات والنفوذ. وجاء العنوان الرئيسي لصحيفة “الأخبار” أمس الأول، أعلى صورة لحسني مبارك وهو يرقد على سرير طبي خلف قضبان قفص الاتهام في المحكمة “مبارك في القفص .. الآن نجحت الثورة”. وكتبت صحيفة “الأهرام” وهي صحيفة حكومية أخرى كانت في وقت ما تشيد بكل إجراء لمبارك في عنوانها “مبارك ونظامه في قبضة العدالة حضورياً”. وقال بعض المصريين الذين رأوا مشهد المحاكمة، إن ظهوره في سرير طبي كان الهدف منه استدرار العطف، في حين رأى آخرون أن هذه ليست الطريقة التي يعامل بها رجل عجوز. غير أن الكثيرين ممن طلب منهم أن يعبروا عن آرائهم، أبدوا تعاطفاً لكنهم قالوا إن العدالة يجب أن تأخذ مجراها. وقال ميشيل عاطف وهو محاسب عمره 27 عاماً، إنه شعر بالأسف من أجله لكن هذا لا يعني أنه يجب عدم محاسبته على ما فعل. وأضاف أن هذه المحاكمة ضرورة. أما الذين كانوا في المحكمة فقد فتحوا أفواههم دهشة عندما شاهدوا مبارك (83 عاماً) قائد القوات الجوية الأسبق يرقد في سرير طبي داخل القفص حيث يحتجز عادة المتهمون في قضايا جنائية، والمرة الأخيرة التي ألقى مبارك فيها كلمة كانت في أكاديمية الشرطة التي تقع على مشارف القاهرة، حيث تجري المحاكمة وكان آنذاك ما زال في السلطة وأشاد وقتها بدور قوات الشرطة، وكان ذلك في 23 يناير الماضي. وبعد يومين تفجرت الاحتجاجات ضد حكمه، وخلال الأيام التي أعقبت ذلك، استخدمت الشرطة الذخيرة الحية والطلقات المطاطية والغاز المسيل للدموع لمحاولة قمع الاحتجاجات، وقتل نحو 850 شخصاً في الانتفاضة التي استمرت 18 يوماً. ويواجه مبارك الآن اتهامات بقتل محتجين وقد يواجه عقوبة الإعدام، والكلمات الوحيدة التي قالها الأربعاء الماضي من سريره كانت “أفندم أنا موجود. كل هذه التهم أنا أنكرها كاملة”. وبالنسبة للبعض، فإن رؤية رئيسهم وقد وهنت قوته لم تخفف غضبهم. وقالت سمية سعد (63 عاماً) وهي امرأة متقاعدة، إنها تفضل أن يكون لديها رحمة “بكلب أو قط” ولكن ليس بهذا الرجل. وأضافت أن هذا المشهد كله الذي يرقد فيه على سرير طبي هو تمثيل وكان يمكنه أن يجلس ويتحدث، وقالت إنها محاولة لكسب عطف الأمة. ومضت تقول إنه سبب الكثير من القمع لهذا البلد طوال الأعوام الثلاثين الماضية ويجب عدم نسيان ذلك. وبالنسبة لآخرين، فإن صوره وهو يرقد في سرير ويرفع رأسه من وقت لآخر لمتابعة الإجراءات، يمثل قدراً كبيراً من الإهانة لرجل قاد القوات الجوية لمصر ضد إسرائيل في حرب 1973 وأشاع الاستقرار في بلاده بعد اغتيال سلفه أنور السادات عام 1981، وقال بدر الدين جبر (56 عاماً) الذي يعمل في مجال الإعلانات إن دموعه سالت وهو يشاهده عاجزاً على ذلك النحو. وأضاف أنه يجب عدم نسيان الصفات الجيدة التي تحلى بها عندما كان رئيساً. وقال إنه ما كان يجب أن يوضع في القفص بينما العالم كله يشاهده وأن هذه إهانة لمبارك وإهانة للمصريين، والمحاكمة التي أذيعت تلفزيونياً في أنحاء العالم، أذهلت المصريين والعرب الذين أمضى معظمهم حياتهم في ظل نظم اهتزت بفعل “الربيع العربي” هذا العام. وقالت أمل عبد الحليم وهي زوجة عمرها 40 عاماً إنه سلوك بشري أن يخطئ المرء ولأننا بشر يجب أن تكون لدينا رحمة في مثل هذا المشهد وإنها لا تتمنى هذا حتى لألد أعدائها. لكنها أضافت أن هناك فرقاً بين تعاطف القلب والإيمان بضرورة تحقيق العدالة والحساب. يشعر كثيرون بأن علاء وجمال نجلي مبارك استخدما والدهما لمراكمة الثروات والنفوذ، وقال وائل بدر وهو محام إنه لا يتعاطف معهما وإنهما يدركان ما تسببا فيه لوالدهما. وأضاف أنهما اهتما فقط بمصالحهما على حسابه من خلال تركه يحكم في سن متقدمة من أجل أن يحققا مكاسب.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©