الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

لا لفوران الدم والقلم

لا لفوران الدم والقلم
8 نوفمبر 2018 00:00

ما يتداعى هذه الأيام على مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً على بعض الموائد الحوارية، يجعلني أمضي مع الكثيرين صوب رادس ملعب إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، ويدي على قلبي، مخافة أن يتسبب الاحتقان في حوادث مأساوية، سنحتاج بالطبع إلى سنوات لننزع وشمها من على الذاكرة، تماماً كما احتجنا لسنوات لنسقط من الذاكرة الفصول المروعة لمواجهة المنتخبين الشقيقين المصري والجزائري المؤهلة لمونديال البرازيل، قبل أربع سنوات.
هناك حاجة فعلاً لضبط النفس، وفرملة الأحاسيس، ومصادرة مشاعر الكراهية ونزع فتيل الاشتعال، من فضاء المباراة التي ستجمع غداً بالملعب الأولمبي برادس، بين الترجي التونسي، والأهلي المصري، مواجهة فاصلة وحاسمة ستسمي البطل الجديد لدوري أبطال أفريقيا، والذي سيسعد بالوجود بإمارة السعادة أبوظبي قبل نهاية السنة الحالية، للمشاركة في كأس العالم للأندية.
طبعاً لم يرض الكثيروًن، ما شاهدوه في مباراة الذهاب باستاد برج العرب، حيث جانب حكم المباراة الجزائري مهدي عبيد شارف، الصواب في تقدير الخطأين اللذين احتسب منهما ركلتي جزاء للأهلي، ومنهما وقع وليد سليمان الهدفين الأول والثالث للأهلي، برغم أنه كان في إعلانه عن الجزاءين، مساعداً من تقنية الفيديو التي اعتمدها الاتحاد الأفريقي لكرة القدم لأول مرة في منافسة يشرف عليها، وبالقدر نفسه لا يمكن أن يرضينا ما جنحت إليه خيالات بعضهم، في صياغة سيناريوهات لا تمت للواقع بصلة، سيناريوهات مفبركة لترتيبات مشبوهة أو لطبخات معدة سلفاً للإجهاز على الترجي، كما لا يمكن أن نسمح بالتهييج الذي يمارسه بعض الناس، ليصور لمن حوله أن مباراة الجمعة ستكون هي العقاب القاسي للأهلي على شطحاته، وأن ملعب رادس سيكون بمثابة محرقة للاعبي المصري.
ومع يقيني الكامل بقدرة الأمن التونسي، بما توفر له من خبرات في الاستباقية بالتصدي لكل الانفلاتات، على إخماد نار الكراهية، حفاظًا على نظافة النزال وعلى قوة الوشائج بين الشعبين التونسي والمصري، فإن هناك حاجة لكي يمارس الإعلام التونسي، بما توفر له من عقلاء، وبما يتمتع به من قامات صحفية محصنة ضد فوران الدم والقلم، دوره في إخراس ألسنة الحقد والعداوة، لتكون مباراة رادس بين الكبيرين الترجي والأهلي من أولها إلى آخرها، عنواناً للإبداع ومجسماً للروح الرياضية العالية، وصورة معبرة عن سمو العروبة فوق كل الهذيانات العابرة.
هو نهائي عربي صرف، لن يخرج بكل تأكيد عن كل النهائيات العربية الخالصة التي ترددت كثيراً على دوري الأبطال بمسماه الجديد، والذي سيعطينا بطلاً عربياً تسير بذكره الركبان.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©