الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مشكلات تواجه عمليات استخراج الغاز الصخري في القارة الأوروبية

5 أغسطس 2011 22:40
كان مارك ميلر يصبو الى إشعال ثورة طاقة في المملكة المتحدة غير أن وقوع زلزال حال دون تحقيق طموحاته ولو مؤقتاً. يعتبر ميلر خبير صناعة النفط المخضرم من بنسلفانيا أحد الرواد القلائل الساعين الى نقل نجاح الغاز الصخري الذي تحقق في أميركا الشمالية الى أوروبا. واستوردت شركته كوادريلا ريزورسيز تقنية مستخدمة بنجاح في الولايات المتحدة سعياً منه الى تحويل منتجع بلاكبول البحري الواقع على ساحل انجلترا الغربي الى مشروع هائل لاستخراج الغاز الصخري. غير أن التقنية المسماة التفتيت الهيدروليكي المستخدمة في استخراج الغاز الصخري تعرضت لكثير من الجدل. إذ تشمل العملية ضخ كميات هائلة من المياه والرمل والمواد الكيميائية في صخور مسامية عميقة لتحدث تشققات تتيح تدفق الغاز المحصور داخل الصخر. غير أن منتقدين يخشون من أن تتسبب عملية التفتيت هذه في تلويث المياه الجوفية وتسريب غاز الى صنابير مياه المنازل القريبة. واعتقد ميلر، المهندس البترولي البالغ من العمر 57 عاماً أنه نجح في إقناع الأوساط المحلية بسلامة عملية التفتيت الهيدروليكي. وبعد ذلك، وخلال الربيع ضرب المنطقة المحيطة ببلاكبول زلزالان. وبعد الزلزال الثاني علقت شركة كوادريلا عمليات التفتيت الهيدروليكي انتظاراً لنتائج تحقيقات تقرر إجراؤها في المنطقة. فإن كان هناك أي علاقة بين الهزتين الأرضتين وأنشطة كوادريلا ستكون المرة الأولى في التاريخ ينجم عنها زلزال عن عمليات تفتيت هيدروليكي بترولية، حسب ميلر. وقال فيليب ميتشيل رئيس حزب الخضر المحلي إن الزلزال أثار قلق بعض السكان وأفزعهم وأشعرهم كأنهم فئران تجارب. بينما أبدى آخرون قدراً أقل من القلق. إذ قال أحد المسنين، الذي يقطن في قرية سينجلتون الصغيرة التي لا تبعد عن موقع عمل كوادريلا إلا بمرمى حجر: “إذا وجدوا غازاً لا أعتقد أن ما يفعلونه خطأ، لقد عملت في صناعة الطاقة النووية لسنوات، ولذلك فإن مثل هذه الأشياء لا تقلقني”. ما حدث لشركة كوادريلا يظهر تحديات تطوير حقول الغاز الصخري في أوروبا رغم قلق القارة من حدة تناقص احتياطيات غازها التقليدي وتزايد اعتمادها على واردات من دول مثل روسيا والجزائر. ومن ضمن المشاكل أن الكثافة السكانية في أوروبا أعلى من كثافة الولايات المتحدة السكانية، ما يعني أنه من المرجح أن عدداً أكبر من السكان يقطنون قريباً من مواقع عمليات التفتيت الهيدروليكي. قارن ميلر مقاطعة لانكشاير التي تقع فيها ستينجلتون بمناطق حقول بارنيت ومارسيلوس وهاينز فيل المحتوي على الغاز الصخري في الولايات المتحدة والتي اكتشفت فيها كميات هائلة من احتياطيات الغاز الصخري المستخرج بعمليات التفتيت الهيدروليكي، الأمر الذي أعاد صياغة أسواق الطاقة. كما أنه من المعتقد أن في أوروبا كميات هائلة من الغاز الصخري. وهناك دراسة أجراها مؤخراً أحد مراكز صنع القرار المتمركز في لندن تفيد بأن في أوروبا احتياطيات قابلة للاستخراج من الغاز غير التقليدي تكفي لسد احتياجاتها لفترة لا تقل عن 60 عاماً. جذبت هذه التقديرات بعضاً من كبريات شركات الطاقة العالمية. إذ تنشغل إكسون موبل فيليبس مع شركة بريطانية صغيرة تسمى ثري بجز ريزورسيز في التنقيب عن الغاز غير التقليدي في حوض بحر البلطيق قبالة سواحل بولندا. غير أن هناك عراقيل، إذ تمارس بعض جماعات المحافظة على البيئة في عدة دول تشمل المملكة المتحدة ضغوطاً لحظر عملية التفتيت الهيدروليكي. ورغم رفض الحكومة البريطانية مؤخراً مطالبات تنادي بفرض ضوابط صارمة جديدة على عمليت الحفر صارت فرنسا في شهر يونيو أول دولة تحظر تلك العمليات حظراً تاماً. في العام الماضي اكتشفت كوادريلا أول حقل غاز صخري في المملكة المتحدة بالقرب من بلاكبول. وقالت الشركة منذ البداية إن إجراءاتها سليمة تماماً. ومنعاً لحدوث تسريبات في المياه الجوفية المحلية تحفر الشركة على عمق 1000 قدم أسفل المستوى الذي تكون الأرض تحته مشبعة بالمياه تحت غطاء صخري يحجز الغاز لملايين السنين. غير أن الخطر الأكبر الذي واجه عمليات كوادريلا جاء من مصدر غير متوقع هو الزلزالان اللذان هزا لانكشاير في أول ابريل و27 مايو الماضيين. في سينجلتون كانت الأوساط مؤيدة لعمليات الحفر التفتيتي عموماً، غير أن البعض غير رأيه بعد الهزات الأرضية. وقالت إحدى السيدات القاطنات في المنطقة: “كان ينبغي عليهم أن يدرسوا كافة الاحتمالات قبل أن يبدأوا”. كلفت كوادريلا فريقاً من الخبراء المستقلين لمعرفة ما إن كان هناك أي علاقة بين عملية التفتيت والنشاط الزلزالي الذي أكدت الشركة أنه لم يلحق أي أضرار أو أي إصابات بشرية. فيما بدأ ميلر عقد سلسلة من الاجتماعات العمومية سعياً الى تهدئة وطمأنة السكان المحليين. وقال مدير تنفيذي شركة كوادريلا إنه لم يتوقع رد فعل الرأي العام بهذا الشكل. وأضاف أنه يعتزم استئناف الأعمال حين يقتنع الجمهور بسلامة كافة الإجراءات وتثبت التحقيقات أنه لا خوف على المياه الجوفية من عمليات الحفر المستخدمة. نقلاً عن: “وول سريت جورنال” ترجمة عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©