صنعاء (الاتحاد)
اخترقت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، أمس، المواقع الإعلامية التابعة للمؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، بعد أن قامت بمداهمة محطات تلفزيونية وإذاعية، واعتقلت العشرات من الصحفيين العاملين فيها.
كما حجبت الميليشيات عدداً من مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت في اليمن، أبرزها موقع «فيسبوك»، وذلك في سياق محاولاتها لقمع الحقوق والحريات الإعلامية والفكرية في البلاد.
واقتحمت ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، ليل السبت، مبنى تلفزيون «اليمن اليوم» المملوك لصالح، ويقع في منطقة بيت بوس جنوب صنعاء.
وأوقفت الميليشيات الحوثية بث المحطة التلفزيونية واحتجزت 31 إع`لامياً وموظفاً كرهائن داخل مبنى المحطة التي تعمل منذ عام 2012.
وقال مسؤول إعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح إن الحوثيين الذين يسيطرون على التلفزيون الحكومي في شمال العاصمة، هاجموا قناة «اليمن اليوم» بعد ساعات على إيقاف بثها مساء السبت، مشيراً إلى أن الميليشيات استغلت وجود مجاميع تابعة لها بمناطق متفرقة جنوب صنعاء في السيطرة على المحطة التلفزيونية.
وذكرت وكالة خبر للأنباء، التابعة للرئيس اليمني السابق، أمس، أن ميليشيا الحوثي «تحتجز الصحفيين العاملين في القناة وتحاول إرغامهم على بث مواقف لا تعبر عن المؤتمر الشعبي العام»، لافتة إلى أنه «يتم حالياً الترتيب لإعادة بث القناة من موقع بديل» خلال الساعات القادمة.
وطالبت نقابة الصحفيين اليمنيين، أمس، ميليشيا الحوثي بسرعة إخلاء مبنى قناة «اليمن اليوم» والإفراج عن جميع أفراد طاقمها المحتجز. وقالت النقابة في بيان إن الحوثيين يحتجزون مدير القناة و30 من موظفيها، تعرضوا للضرب بالأسلحة عند عملية الاقتحام.
كما أوقفت ميليشيا الحوثي بث إذاعة «يمن إف إم» التابعة لصالح ومحطات إذاعية أخرى لا تدين بالولاء للجماعة المسلحة التي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ أواخر سبتمبر 2014. وحجبت جماعة الحوثي موقعي حزب المؤتمر الشعبي العام ووكالة خبر المحلية، وحظرت موقع التواصل الاجتماعي العالمي فيسبوك في اليمن.
وقال الأكاديمي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة صنعاء، عادل الشجاع، وهو قيادي ومتحدث باسم حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح، إن ميليشيا الحوثي اخترقت الموقع الإلكتروني للحزب ونشرت بياناً لا يعبر عنه.
وقال السياسي اليمني علي البخيتي، وهو مقرب جداً من صالح، في تغريدة على تويتر «لا صحة للبيان الصادر عن المؤتمر الشعبي العام والمنشور في موقع المؤتمر نت»، مؤكداً أن ميليشيا الحوثي تمكنت من اختراق الموقع بعدما اعتقلت أحد الصحفيين العاملين فيه، وأجبرته على البوح بكلمة السر للموقع.
وأضاف «الكثير من الكوادر القيادية والإعلامية في المؤتمر الشعبي العام بصنعاء باتت معتقلة من قبل ميليشيات الحوثيين أو تحت الإقامة الجبرية».
وأكد قياديون بحزب المؤتمر العام، تعرض موقع الحزب للاختراق من الحوثيين وتزويرهم لبيان يدعو للحوار مع ميليشيات الحوثي.
وأشارت مصادر يمنية إلى أن خبراء إيرانيين وعناصر من ميليشيات حزب الله قاموا باختراق الموقع. وأكد مصدر إعلامي مقرب من صالح، أن موقف المؤتمر واضح بتخليص اليمن من ميليشيات الحوثي، والمحافظة على الثوابت الوطنية والنظام الجمهوري.
وكان بيان مزور باسم حزب «المؤتمر الشعبي العام» بزعامة صالح، أعلن ترحيبه بأي جهد لإزالة أسباب التوتر مع الحوثيين.
وقال الرئيس اليمني السابق علي صالح، أمس، إن اليمن لا يستقيم بمعادلة «دويلة داخل دولة»، وإنه «لا تعايش بين الدولة والميليشيات».
وأضاف في تصريحات خاصة لصحيفة «الرأي» الكويتية: «زمن الميليشيات انتهى ولا تعايش بعد اليوم بين الدولة والدويلة»، مشدداً على أن المكان الطبيعي لليمن هو الفضاء الخليجي.
وقال صالح: «تحملنا الكثير من أنصار الله، لكننا فضلنا سلوك طريق التفاهم، وكان الخيار أمامنا بين حماية الدولة والمؤسسات وأرواح أهلنا في كل اليمن، وبين استمرار النهج الميليشيوي، فلا بد أن نفعل ما فعلناه لأن التاريخ لا يرحم».
وأكد أن الحوثيين سبب رئيس من أسباب ما يعانيه اليمن من الخارج والداخل، قائلاً: «هم ينتقمون من الثورة والجمهورية والوحدة»، مشدداً: «على فتح صفحة جديدة مع دول الجوار والمتحالفين معها».
كما تعهد الرئيس اليمني السابق بالدخول في تفاوض مباشر عبر سلطة شرعية ممثلة بمجلس النواب، والقضاء على الحوثيين من أي طرف كان، ثم العمل على مرحلة انتقالية.
قيادة المؤتمر المؤيد للشرعية تدعو إلى فتح صفحة جديدة
عدن (وكالات)
أعلنت قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام المؤيد للشرعية في اليمن مباركتها للانتفاضة الشعبية في العاصمة صنعاء وكل المحافظات الأخرى التي اكتوت بنيران الانقلاب الحوثي الإرهابي ولازالت ترزح تحت سيطرة هذه الميليشيات. وقالت القيادة في بيان تلقت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إنها حرصت طيلة الثلاثة الأعوام الماضية على عدم إعطاء إيران وعملائها في البلاد الفرصة في شق صف ووحدة الحزب، مضيفة انه مازال الشريك السياسي للعملية السياسية التي تقوم على قاعدة المرجعيات الثلاث وأن الميليشيا المتمردة لن تكون شريكا في أي سلام.
ورحب البيان بدعوة قيادة المؤتمر الموجودة في صنعاء إلى فتح صفحة جديدة من أجل مواصلة الكفاح والعودة لاستكمال العملية السياسية التي تم الانقلاب عليها وفق المرجعيات الثلاث.
كما دعت القيادة السياسية والعسكرية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس الحكومة إلى التعاطي الإيجابي مع الثورة الشعبية ودعمها وتوجيه الجبهات بالتحرك لعدم إعطاء الميليشيا فرصة للتجمع وقتل المواطنين في صنعاء والمحافظات الثائرة، وفتح صفحة جديدة وتوجيه قواعدهم للمشاركة في الانتفاضة. وعبر البيان عن شكره لدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية وإسناد فاعل من دولة الإمارات العربية المتحدة وكل الدول التي ساندت اليمن. وأكد البيان أن المؤتمر الشعبي العام حزب يمني عروبي وإسلامي أصيل ولن يكون حاملا لمشروع إيران البغيض.
عدد اليوم
