الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس النواب الأميركي يقر عقوبات إضافية على إيران

2 أغسطس 2013 01:04
أحمد سعيد، وكالات (طهران) ــ أقر مجلس النواب الأميركي أمس الأول فرض عقوبات جديدة على إيران تهدف إلى منعها من حيازة سلاح نووي، موجها بذلك رسالة استفزاز إلى طهران قبل أيام قليلة من تولي الرئيس الإيراني المنتخب حسن روحاني مهامه الرسمية. واتهمت روسيا الولايات المتحدة بمحاولة “خنق” الاقتصاد الايراني، وقالت إن ذلك لن يساعد في تسوية الخلاف حول برنامج طهران النووي، فيما اعتبرت إيران أن من شأن العقوبات الجديدة عليها أن “تعقد أكثر” السعي إلى معالجة هذا الملف. والقرار الذي أقره المجلس بغالبية ساحقة بلغت 400 صوت مؤيد مقابل 20 رافضا، يقر قيودا صارمة إضافية على قطاع النفط الإيراني الذي يخضع أصلا لعقوبات قاسية، وكذلك على قطاعات اقتصادية أخرى بينها المناجم والسيارات. وبعد إقراره في مجلس النواب ينتقل مشروع القانون هذا إلى مجلس الشيوخ للتصويت عليه، وإذا تم ذلك يبقى أن يصادق عليه الرئيس باراك أوباما ليصبح نافذا. ورأى بعض منتقدي مشروع القانون أن توقيته سيئ كونه يأتي قبل 3 أيام من تنصيب روحاني رئيسا لإيران. واقترح أنصار الدبلوماسية أن تنتهز واشنطن فرصة انتهاء ولاية محمود أحمدي نجاد للحصول على مزيد من الالتزام الإيراني، بدل الاستمرار في موقف متشدد. لكن رئيس مجلس النواب الجمهوري جون باينر شدد على وجوب إقرار “قانون تجنب إيران نووية” قبل أن يبدأ الكونجرس عطلته الصيفية نهاية الأسبوع. وقال باينر أمام المجلس الذي يهيمن عليه الجمهوريون إن “التشريع يقر بحقيقة أن إيران تمثل تهديدا عالميا، وهو يعمل بشكل حاسم لمعالجته”. وأضاف “نعلم أن إيران تحاول أن تبني بشكل غير شرعي قدرة نووية عسكرية متحدية مجلس الأمن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية”. ووصف إيران بأنها “أكثر راع عالمي للإرهاب عدائية”، مشددا على أن “أميركا وبالأخص الكونجرس عليهما واجب الرد على أعمال إيران وليس أقوالها”. وحذر النائب الديمقراطي براد شيرمان “في أثناء عطلتنا ستعمل أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا وسرعة على مدار الساعة بلا توقف”. بدورها دافعت زعيمة الأقلية الديمقراطية نانسي بيلوسي عن العقوبات الجديدة، معتبرة أن الاعتراف بـ”حيازة إيران السلاح النووي ستشكل تهديدا وشيكا” لأمن المنطقة والعالم أجمع. وأضافت أن طهران “تشعر بوطأة عقوباتنا، لكن ينبغي علينا إبقاء الضغط عليها”. وصرح النائب جيم ماجوفرن بأنه ينبغي اعتبار تسلم روحاني منصبه “فرصة محدودة مفتوحة لبداية جديدة في الحوار والعمل”. وأضاف “لدينا الآن الكثير من العقوبات المفروضة على إيران”، مضيفا أن الضغط على طهران مع بدء روحاني عهده سيؤدي إلى “تقويض الدبلوماسية الأميركية قبل أن تسنح لها فرصة التبلور”. ولا تزال هناك ست دول تشتري الخام الايراني هي الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان وتركيا، غير أنها خفضت مشترياتها منذ 2012 مقابل إقرار واشنطن إعفاءات لها. ومشروع القانون الجديد المقترح يطالب هذه الدول بالتخلى عن النفط الإيراني عبر تقليص وارداتها منه بمقدار مليون برميل يوميا على مدى العام المقبل كشرط لبقاء الإعفاء، ما يوازي شبه حظر على صادرات إيران من النفط الخام. كما أنه يسد ثغرة في العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على احتياطي العملات الأجنبية الإيراني، عبر معاقبة أي مؤسسة تؤدي دور الوسيط في تسهيل تصريف العملات لصالح طهران. وانتقدت روسيا أمس العقوبات الجديدة وقالت إنها لن تساعد في حل النزاع حول الملف النووي. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن نائب وزير الخارجية جينادي جاتيلوف قوله “العقوبات الإضافية تهدف إلى خنق إيران اقتصاديا، لا حل مشكلة منع الانتشار النووي”، مضيفا أن عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على إيران كافية. وأكد أن مشروع القانون الأميركي سيأتي بنتائج عكسية. واعتبرت إيران بدورها أن موافقة واشنطن على فرض عقوبات جديدة عليها، من شأنها تعقيد السعي إلى معالجة الملف النووي. ونقلت وكالة الانباء الطلابية (إيسنا) عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عباس عراقجي قوله إن “هذه العقوبات ستزيد من تعقيد وصعوبة السعي إلى أي حل للمشاكل، وخصوصا في شأن المحادثات النووية”. وأضاف أن “فرض عقوبات على إيران سياسة أخفقت، ولن تساعد في إيجاد حل عقلاني، والتشديد على هذه السياسة لن يغير مواقف إيران”. من جهته رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس بالعقوبات الجديدة على إيران، وقال بيان صادر عن مكتبه “إن مجلس النواب الأميركي بعث رسالة واضحة للنظام الإيراني بأن الضغوطات الدولية التي تمارس على إيران ستتزايد حتى توقف محاولاتها لامتلاك الأسلحة النووية”، وأضاف “سنحكم على إيران طبقاً لأفعالها فقط”. وفي شأن متصل قال مسؤول تركي أمس: إن تركيا ستجد صعوبة في إجراء مزيد من الخفض على وارداتها من النفط الخام الإيراني. وأضاف: إن “تركيا خفضت بالفعل حجم النفط الذي تشتريه من إيران بأقصى قدر ممكن، ومن شأن مزيد من الخفض أن يرهق تركيا بدرجة كبيرة”. وخفضت شركة التكرير التركية الوحيدة توبراش وارداتها من النفط الإيراني نحو 40% إلى 110 آلاف برميل يوميا وزادت مشترياتها من السعودية وليبيا والعراق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©