الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

المطلك يدعو الى تشكيل جبهة إنقاذ وطني في العراق

19 سبتمبر 2006 00:42
حسن ولد المختار: رأى رئيس كتلة ''جبهة الحوار الوطني'' في البرلمان العراقي صالح المطلك ان معظم الاخطاء في الممارسة السياسية في العراق حاليا مردها الى اعتماد الطائفية والمحاصصة المبنية عليها والتي تعتبر دخيلة على المجتمع ودافعا نحو الفرز المذهبي، متهما بعض الاطراف بامتطاء هذه الموجة لايجاد قاعدة انتخابية في غياب اي برنامج مقنع لديه او تنفيذا لمخطط خارجي· وقال في ندوة حوار سياسي مفتوح استضافها المجمع الثقافي في ابوظبي مساء امس الاول بحضور عدد كبير من ابناء الجالية العراقية انه حذر مرارا من تغليب الطائفية على المصلحة الوطنية لانها اشبه بوصفة مؤكدة للفشل السياسي لكن مع ذلك تم تقاسم الحكومة وفقا للطائفية بذريعة نتائج الاستحقاق الانتخابي· لكنه اضاف ان الاغلبية الصامتة عادت الى الصورة الآن وبقوة وان مشروع المصالحة في حال تحقق سيؤدي الى احلال الاستقرار ما لم يصطدم بما وصفه ''اجندات البعض''· داعيا الى تشكيل جبهة انقاذ وطني يشارك فيها الجميع على اسس غير طائفية لتخرج العراق من وضعه الحالي وتعالج ما تضرر من مظاهر الوحدة الوطنية بين العراقيين· كما شدد على ضرورة وجود تحرك عربي فعال يساهم بتقديم الحلول لاخراج العراق من النفق ويمنح شعبه بؤرة ضوء ونافذة امل على المستقبل· وكانت جلسة الحوار بتقديم استهل باستدعاء لصورة ذهنية جميلة للعراق رسمها شاعر العرب بدر شاكر السياب بكلمات ''عراق·· عراق·· عراق·· حتى الظلام فيك أحلى يا عراق·· لأنه يحتضن العراق''، ثم تحدث المطلك الذي عبر بداية عن امتنانه الشديد للإمارات العربية المتحدة حكومة وشعباً على ما يلقاه العراقيون في ارضها من معاملة كريمة تجعل المرء يشعر بأنه بين إخوته حقاً، وقال ''ما قدمته وتقدمه الإمارات لشعبنا داخل العراق وخارجه لم تقدمه أي دولة اخرى ولدينا عتب أخوي على كثير من الدول العربية لأنها لم تقف مع الشعب العراقي بالقدر الكافي خاصة في الجانب السياسي الذي نحن في أمسِّ الحاجة فيه إلى العون لوقف المحنة''· وفي بداية توصيفه للحالة الراهنة في العراق، قال المطلك ''إن الوضع اليوم في العراق تنقله الشاشات بشكل محموم وفي أخبار الإعلام عنه ما يغني عن الكثير من الاستطراد أو العودة إلى المقدمات التي نرى إسقاطاتها اللاحقة الآن، من وقائع ما جرى منذ الاحتلال الأميركي في أبريل 2003 وحتى المرحلة الراهنة مروراً بكل ما وقع من تخبط من قبل الأميركيين الذين جاؤوا حاملين تصورات خاطئة ورؤى مغايرة عن الواقع القائم على الأرض''، لكنه اضاف ''ان المهم اليوم هو الخوض في النتائج وتجاوز سلبياتها لا العودة إلى المقدمات ذاتها واجترار سلبياتها''· وقال المطلك ''لقد ترتبت معظم الأخطاء في الممارسة السياسية الآن في العراق على خطأ محوري هو اعتماد الطائفية والمحاصصة المبنية عليها كجزء من تقاليد الممارسة السياسية في التعيين وفي التمكين وبطريقة الأقساط وهذا كله دخيل بطبيعة الحال على الشعب العراقي وثقافته الأصيلة، اذ لطالما تعايش أبناء الرافدين في سلام وسكينة ومحبة دون أن يجد الجار ما يدعوه للسؤال عن مذهب جاره أو قوميته أو دينه لانه لا فرق قائم ولا يوجد سبب للفرز بين سُني وشيعي ولا بين عربي وكردي أو تركماني أو غيرهم''· واضاف ''لكن الحقيقة أن ما دفع بعض الساسة إلى امتطاء موجة الطائفية كان محاولة السعي لايجاد قاعدة انتخابية لهم، لأنه ليس لديهم برنامج سياسي مقنع يمكن أن يغني عن ذلك ويجذب إليهم الأصوات دون حاجة إلى العودة بالناس إلى انتماءات أولية طائفية أو عرقية أو غيرها مما يعد الولاء له بمثابة فاقد حقيقي في الولاء للوحدة الوطنية في نهاية الأمر، فيما اقدم آخرون على ذلك أيضاً تنفيذاً لمخطط خارجي''· واشار المطلك الى انه نصح ونبه مرارا بكل الطرق المناسبة إلى خطورة إحياء النعرات الطائفية على الشعب العراقي لأن تغليب الطائفية هو بمثابة وصفة مؤكدة للفشل السياسي ومدخل غير مأمون العواقب للاحتقان والتشنج والتجاذب بكل أشكاله السلبية والدخول في متاهة الفعل الخطأ ورد الفعل الخطأ أيضاً· وقال ''كنا في جبهة الحوار الوطني على يقين كامل بأنه يستحيل بناء عراق على أساس طائفي وعبرنا مراراً وتكراراً عن الخطر الكامن في كل ذلك وأنه مقدمة لحرب أهلية ولكن عندما بدأت اجتماعات الكتل السياسية وكنا جزءاً منها اقترحنا عليهم عدم الاحتكام إلى الطائفية في تقسيم مواقع الحكومة تحديداً وقلنا إن البديل عن الطائفية لتشكيل الحكومة جاهز وواقعي ويمكن المراهنة عليه للمستقبل ألا وهو تغليب الكفاءة والنزاهة لبناء الممارسة السياسية على أسس سليمة ومتينة، لكن بدل أن يستجيب البعض لهذه الدعوات العقلانية تحجج بأنه يقتسم الوزارات على أساس الاستحقاق الانتخابي، فقلنا لهم حسناً خذوا نصف المقاعد ودعوا النصف الباقي للمستقلين لكن لا حياة لمن تنادي وبالتالي لم يبقَ أمامنا أي خيار آخر سوى الامتناع عن المشاركة في حكومة من هذا القبيل''· وقال المطلك ان لديه رغبة كامنة في ألا يقتصر على عرض الجانب السلبي من الصورة خاصة أمام جمهور في معظمه من أبناء العراق يتحرّق لسماع أية أخبار مطمئِنة عن بلده، قبل ان يضيف مستطردا ''ان الخبر الطيب الذي يمكن قوله هنا هو أن ثمة شيئاً ما يتحرك في وعي الناس في اتجاه إيجابي لمصلحة العراق ومستقبل شعبه·· إنها بوادر أمل حقيقية نلمسها حتى داخل أداء الكثيرين داخل البرلمان الحالي حيث أصبح البعض ممن كان يصوت ويتحرك وفق أجندة طائفية أو تحت إملاء تأثيراتها الضاغطة يراجع نفسه ويستمع إلى نداء الوطن وصوت الضمير، كما أن الأغلبية الصامتة أصبحت مع مرور الوقت رقماً مهماً يعود إلى المعادلة الآن بقوة خاصة بعد أن تبين لمعظم أبناء الشعب خطر الهاوية السحيقة التي يندفع الوضع إليها إن لم تتداركه الجهود الوطنية والنوايا الطيبة المهمومة بحب العراق ومستقبله''· كما أكد على ضرورة تحرك عربي فعال تجاه العراق بنفس فاعلية التحرك العربي تجاه لبنان بحيث يظهر لوبي قوي ضاغط على المشهد الدولي والقوى العظمى بهدف تسريع الوتائر والحلول لإخراج العراق من عنق النفق وإعطاء شعبه نافذة أمل وبؤرة ضوء في النهاية نحو مستقبل حافل بالوعود·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©