بيروت - ''الاتحاد'': تراجعت وتيرة السجال السياسي في لبنان وتوقفت نسبياً اندفاعة المطالبة بتغيير حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بعدما اصطدمت بالعديد من العقبات والعراقيل ولعل أهمها عدم إمكانية أي فريق تشكيل حكومة جديدة من دون التوافق بين القوى السياسية المختلفة·ويخشى الطامحون الى تغيير الحكومة ولاسيما ''حزب الله'' والتيار الوطني الحر حصول فراغ حكومي في ظل الانقسام الحاصل في البلاد، ولذلك يفضلون التروي في هذا الموضوع ريثما تتوفر الظروف التي تسمح بتحقيق هذه الخطوة بأقل الخسائر الممكنة·· سياسياً· والسؤال المطروح، كيف ستتصرف الحكومة الحالية في ظل حالة انعدام الثقة بين مكوناتها؟ وما هي الملفات التي ستتصدى لها؟من البديهي القول ان حكومة السنيورة في وضع لا تحسد عليه، فهي أولاً تحت المراقبة الدائمة من قبل المعارضين الذين يأخذون عليها مواقفها خلال العدوان الاسرائيلي من جهة ويتهمونها بالتقصير بعده لاسيما على صعيد إعادة الإعمار وكيفية التعاطي مع القرار ·1701 وهي ثانياً، مكبلة برزنامة فريق الاكثرية الذي ما زال يضع في سلم أولوياته التخلص من سلاح المقاومة وتحميلها مسؤولية الحرب وما خلفته من خراب ودمار وهو الأمر الذي سيرد عليه حزب الله في ''مهرجان النصر'' الذي دعا لإقامته حسن نصرالله شخصياً في الضاحية وتحديداً في المربع الأمني الذي دمرته إسرائيل·
ومع ذلك تؤكد مصادر سياسية ان الوضع الذي يمر فيه لبنان في هذه المرحلة الدقيقة لا يتحمل خضات سياسية كبيرة وبالتالي لا بد من البحث عن مساحة تعاون وتلاق بين جميع الأطراف·
والواضح ان الرئيس السنيورة الذي يتلقى السهام نيابة عن فريق الاكثرية، يسعى الى تدوير الزوايا وترطيب الاجواء ودعوة الاطراف الى ''المحافظة على هدوء أعصابنا'' لانه ما زالت أمامنا معركة طويلة لتحرير الأراضي التي احتلتها اسرائيل مؤخراً وإطلاق الاسرى والمعتقلين واستعادة مزارع شبعا وخرائط الالغام، وبالتالي لا داعي لحملات التشكيك والتخوين التي لا تساهم في معالجة أي من هذه القضايا لا بل تؤثر سلباً على الوحدة الوطنية وتوفر الاجواء للفتن الطائفية والمذهبية ·
عدد اليوم
