الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الملنجتونيا أزهارها الأنبوبية عطرة ومبهجة

الملنجتونيا أزهارها الأنبوبية عطرة ومبهجة
1 نوفمبر 2010 20:33
تظل النباتات على اختلاف أنواعها وأشكالها وطبيعتها من أهم العناصر الرئيسية في عملية تنسيق الحدائق وتجميلها، فهي ذات طبيعة حية ومتغيرة مع مرور الزمن وهي تطلق رائحة عبقة بين فترة وأخرى وفقاً للموسم الذي تزدهر فيه وتنتعش، وعندها تبدي زينتها ومظهرها الجذاب بأكاليل الزهور المحملة بها، والمتباينة في شكلها وألوانها، تغدو مكسوة بحلة خضراء يانعة، تبعث على الراحة والهدوء، لذا لابد أن تنتقى النباتات بحيث تؤدي دورها الوظيفي والهدف من زراعتها ووجودها في ثنايا الحديقة. ومن بين الأشجار التي تبدي تبرجها والكشف عن جمالها في هذا الفصل من السنة شجرة الملنجتونيا التي نطلع في هذه السطور على كيفية رعايتها والعناية بها. يقول الخبير الزراعي مدحت شريف، من إدارة الحدائق ببلدية دبي: تعتبر الملنجتونيا من أشجار المناطق الاستوائية السريعة النمو المستديمة الخضرة، والتي تزرع لجمال نموها الخضري، ولأزهارها الأنبوبية البيضاء ذات الرائحة العطرية، ولهذا تم استخدامها بالعديد من مشاريع الزراعة التجميلية بدبي، سواء بمشاريع تشجير شوارع المدينة، أو في الحدائق، وقد جرى إدخالها إلى مشاتل بلدية دبي عام 1993 واستخدمت لأول مرة بمشروع حديقة خور دبي. هوية الملنجتونيا ترجع تسميتها العلمية Millingtonia إلى عالم النبات الإنجليزي توماس ملنجتون، أما المقطع الثاني من الاسم hortensis فيعني النمو في الحدائق. وهي شجرة مستديمة الخضرة سريعة النمو ذات ساق قائمة مبيضة، والقلف مغطى بطبق اسفنجي. يصل ارتفاع الساق إلى 25 مترا والأوراق مركبة متقابلة غير متساوية الوريقات بيضاوية الشكل مسننة ذات قمة مدببة. الأزهار أنبوبية شمعية بيضاء، مشوبة بلون قرنفلي، عطرية الرائحة يبلغ طول الزهرة 8-10 سم، تزهر خلال الشتاء والربيع وأوائل الصيف، الثمرة قرن أصفر اللون يحتوي بداخله على البذور. تعتبر بورما الموطن الأصلي لأشجار الملنجتونيا ومنها انتشرت لبقية دول العالم. وهي تتمتع بوجود ملحوظ في الأراضي الطينية والرملية جيدة الصرف. وتحتاج هذه الشجرة إلى العناية بالري خلال مرحلة زراعتها الأولى في المكان المستديم ( بالحديقة أو الشارع )، حيث تحتاج إلى ري معتدل منتظم، ويستمر ذلك إلى أن يكتمل هيكل الشجرة بعدها يمكن زيادة الفاصل الزمني بين مرات الري لتشجيع المجموع الجذري على النمو والتغلغل في التربة ويعتبر نظام الري بالتنقيط هو أفضل نظام لريها. وتقاوم الملوحة حتى 2500 جزء في المليون. كما تحتاج أشجار الملنجتونيا إلى التدعيم باستخدام دعامتين خشبيتين يربط بهما الساق بطريقة تضمن النمو القائم واستقامة الساق، وتحتاج أيضاً إلى الحماية من الرياح وأشعة الشمس المباشرة، ومن عبث الإنسان والحيوان بعد الزراعة مباشرة بالمكان المستديم، وذلك عبر استخدام قفص حماية مناسب لحجم الشجرة المزروعة، على أن يبقى القفص حول الشجرة لمدة لا تقل عن ستة أشهر. ويتم التسميد العضوي مرة واحدة سنوياً خلال شهر يناير بمعدل 12,5 كجم، تقلب جيداً مع تربة حفرة الشجرة. ويتم ذلك باستخدام أسمدة كيميائية مركبة تحتوى على عناصر النيتروجين والفوسفور والبوتاسيوم، بالإضافة إلى العناصر الصغرى بحيث يضاف 150 – 250 جراما من الأسمدة المركبة بمعدل 2-3 مرات سنوياً على أن تضاف الدفعة الأولي في شهر فبراير، والثانية في شهر يونيو والثالثة في شهر أكتوبر. ضرورة التقليم يشير شريف قائلا: كل نبته بحاجة إلى عملية تقليم، وتقليم الأشجار هي عملية تهدف إلى تجديد الأشجار، والتحكم في نموها، وتهذيبها وإزالة الأفرع الميتة، وتجهيز الشجر المثمر لموسم إثمار جديد. والعملية قديمة ومعروفة، وهي لها تأثير كبير على الشجر، ويبدو ذلك بشدة مع الشجر المثمر عند موسم الإثمار، من خلال قطع الأفرع الخضرية للنباتات، وذلك لتقوية الساق الرئيسة ومنع زيادة تفريعها مع إزالة الأجزاء الجافة والمتشابكة والقريبة من سطح التربة. ويتيح التقليم وصول الضوء إلى كل أجزاء الشجرة، كما يسهّل رش الأشجار وقطف الثمار الناضجة. وتتم هذه العملية وفقاً لنوعية النبات والغرض من زراعته. وفي السنة التالية، يختار البستاني أقوى وأجود الأغصان لتبقى في الشجرة، ويقطع الأخرى. ومن الضروري جداً الاهتمام بعملية التقليم لأشجار الملنجتونيا لضمان الحصول على أشجار قوية النمو تستطيع مقاومة الرياح، نظرا لأن هذه الشجرة تزرع بمشاريع تجميل شوارع المدينة وتقاطعاتها، ولتحقيق ذلك يجب اتباع التالي: تقليم تربية (بنائي) خلال السنوات الأولى من عمر الشجرة حيث يتم ترك الشجرة تنمو إلى أن يصل ارتفاع ساقها إلى الطول المناسـب، مع مراعاة إزالة أي نموات خضرية على الجزء السـفلي من الساق (2 - 3 م ) بعدها تُنتخب ثلاثة إلى أربعة أفرع تخرج بتوزيع منتظم حول الساق لتكون الهيكل الرئيس للشجرة، وتزال بقية الأفرع. ويقتصر التقليم بعد ذلك على تقليم خفيف لإزالة الأفرع المكسورة والجافة والميتة والمريضة أو المصابة والشاردة للمحافظة على شكل الشجرة، ويتم ذلك مرة واحدة سنويا بعد انتهاء موسم التزهير مباشرة، يمكن تقليم أشجار الملنجتونيا تقليماً جائراً في حالة الرغبة في تصغير حجم الشجرة، أو نقلها إلى موقع آخر أوفي حالة الرغبة في تجديد نمو الأشجار المتدهورة والمسنة أو التي فقدت قيمتها التنسيقية. قيمة تنسيقية عالية حول الآفات التي تهاجم هذه الشجرة، يوضح شريف أنها يمكن أن تصاب بالبق الدقيقي، والعناكب والديدان، بالإضافة إلى التصمغات الناتجة عن الأمراض الفطرية والبكتيرية والفسيولوجية، ويجب هنا التدخل فورا ومكافحة الآفات التي تظهر أعراضها على الأشجار باستخدام المبيد المناسب دون انتظار، حتى لا يتسبب ذلك في تدهور حالة الأشجار المصابة، ويؤدي إلى فقدها لقيمتها التنسيقية، مايؤثر سلبيا على المظهر العام للمنطقة. أما التكاثر فيتم عن طريق البذور وبالعقل الجذرية. ومن حيث القيمة التنسيقية يوضح شريف قائلا: تعتبر من أهم الأشجار التي تصلح للزراعة على جوانب الممر الواسع، كما يمكن أن تزرع في خط مواز للجدار وأمام مدخل البيت كونها تضوع منها رائحة عطرية آسرة، ولكن يجب أن ألا تقل مسافة الزراعة بين الأشجار عن 8 أمتار . كما وتعتبر من أهم الأشجار التي تصلح للزراعة بالحدائق العامة كشجرة مزهرة في صورة فردية على جاني الطرق والمشايات، وتعتبر من أهم الأشجار التي تصلح للزراعة في مجموعات بالحدائق الطبيعية والمختلطة الطراز بحيث لا تقل المسافة بين الأشجار داخل المجموعة عن 6 أمتار، حيث تمت زراعتها بحدائق الخور والممزر والقرهود ، وتعتبر من أهم الأشجار التي تصلح للزراعة في الحدائق الخاصة وحدائق المستشفيات لجمال أزهارها ولرائحتها العطرية الجميلة التي تنتشر في المساء والصباح الباكر، وتصلح للزراعة في مجموعات بتقاطعات الطرق. ولا ننصح بزراعتها كمصدات رياح لعدم قدرتها على تحمل الرياح الشديدة. ونجد أن ثمارها على النموات الطرفية لقمة الشجرة، والثمرة قرن مستوى لونه بني الي بني مصفر يبلغ طوله من 13 إلى 36 سم وعرضه يتراوح بين 1 و 2 سم، والسطح الظهري للقرن ذو ملمس خشن، ولونه بني إلى بني مصفر، سطحه البطني أملس ولونه أصفر ذهبي اللون، وتوجد البذور مرصوصة في طبقتين يفصلهم حاجز أسود اللون ويتراوح طول البذرة بـدون الجناحين بين 0,8 و 1 سم، بينما يبلغ طول البذرة مع الجناحين حوالي 3 سم، ويبلغ عرض البذرة حوالي 0,7 – 0,8 سم.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©