الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بنين في رمضان.. الزيارات المنزلية ممنوعة من أجل التفرغ للعبادة

بنين في رمضان.. الزيارات المنزلية ممنوعة من أجل التفرغ للعبادة
1 أغسطس 2013 20:50
تعددت الألوان والأعراق والألسنة بتعدد البلاد والشعوب، فاختلفت العادات والتقاليد عبر دول العالم الإسلامي التي يعيش فيها أكثر من مليار نسمة في شتى قارات العالم، ولا يجمعهم إلا الإسلام تحت راية «لا إله إلا الله محمد رسول الله». وفي رمضان من كل عام، يتحول المسلمون في شتى ربوع الأرض إلى كتلة واحدة عملاقة، تهيمن عليها روحانيات الشهر الفضيل، فيؤدي الجميع العبادات نفسها من صيام وصلاة وإقبال استثنائي على فعل الخير ونزعة أقوى للتسامح والتواصل مع الآخرين. لكن رمضان بسماحته، يعطي أحبابه في مشارق الأرض ومغاربها فرصة عظيمة ليضع كل مجتمع بصمته ولمساته المستمدة من عاداته وتاريخه على طقوس استقبال ومعايشة الشهر الفضيل. وتنشر «دنيا الاتحاد» على مدى الشهر سلسلة حوارات مع العديد من زوجات سفراء الدول العربية والإسلامية في الإمارات، لإلقاء الضوء على عادات وتقاليد شعوبهن خلال رمضان. (أبوظبي) - تتحول بنين في شهر رمضان إلى كرنفال كبير بمزيج من الاحتفالات والطقوس في الشوارع والمساجد والبيوت. وتدب في كل مكان روح جديدة مفعمة بالمحبة والتسامح والإقـبال على العبادة وبذل كل جهد من أجل الفوز بالثواب والأجر. تقول السيدة خديجة سايزونو حرم السفير البنيني عيسى موسى توري إن رمضان له مكانة عظيمة عند أهل بنين، حيث يمضون ساعاته في التعبد والاعتكاف بالمساجد. وفي الغالب لا تستقبل العائلات أي ضيوف في البيوت خلال أيام الشهر الكريم تجنباً لضياع الوقت، كما يحجمون بالتالي عن تلبية أي دعوات للقيام بزيارات منزلية أو لقاء مع الأصدقاء، أو الجيران.. فلا وقت لغير القرآن. لكن ما أن يتم الإعلان عن العيد، حتى تعم الفرحة البلاد كلها وتتحول إلى كرنفال مفتوح من الصباح إلى الليل تدق خلاله الطبول من طرف الجموع. التفرغ للعبادة ومن طقوس الشهر الكريم ومظاهره في جمهورية بنين التي تقع في غرب إفريقيا وتطلّ على المحيط الأطلسي، وتصل نسبة المسلمين فيها إلى55% من مجموع سكان الجمهورية، وتتفاوت هذه النسبة من مدينة إلى أخرى بالزيادة أو النقصان، إذ تعيش حوالي 50 مجموعة عرقية إفريقية في هذا البلد، حيث استقرت هذه المجموعات المختلفة في بنين في أوقات مختلفة. وأكثر ما يلفت النظر في عادات أهل بنين خلال رمضان هو ذلك الاهتمام غير العادي بالمساجد، حيث يتم تجديد أثاثها ودهانها، وتقوم المؤسسات الخيرية بزيادة عدد المصاحف في المساجد قبل رمضان بفترة، بينما يتكفل البعض باستضافة بعض المقرئين وعلماء الدين خاصة من نيجيريا لإقامة الصلاة وحلقات الذكر والتفسير في الأماكن والأحياء السكنية التي لا تتوافر بها المساجد، بحيث يخرج الكبار والصغار، النساء والرجال للصلاة في الساحات التي تفرش وتجهز خصيصاً لأداء الصلوات وحضور مجالس العلم التي تقام من بعد صلاة الظهر إلى العصر، ويطلق عليها اسم «تفسير». وبعد صلاة العصر ينصرف الناس لتجهيز إفطارهم. وتشير خديجة سايزونو إلى أن أول مدرسة قرآنية في الشمال البنيني كان يحتضنها بيت أهل زوجها السفير البنيني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة. وتوضح السيدة خديجة سايزونو أن العشر الأواخر يعتبرها المسلمون في بنين فرصة عظيمة للتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، من خلال التهجد والاعتكاف، فتمتلئ المساجد التي تتحول إلى منابر من نور. وتكشف أن الكثير من المسيحيين يصومون تضامنا مع المسلمين، وتتكفل الأسر المسلمة بإرسال الطعام لهم، كما تقوى روح التكافل والتراحم بين الجميع ويكثر المسلمون من التصدق على الفقراء والمساكين. ختم القرآن في ليلة واحدة ومن المفارقات أن حركة التجارة تتراجع خلال شهر رمضان، بسبب تفرغ الكثيرين للعبادة. ويستغل الناس الشهر الكريم لطلب العفو والمغفرة، لذلك تعم روح التسامح بين الناس، ويتكفل الأغنياء بمأكل ومشرب ولباس الفقراء، حيث يشتري المقتدرون كميات كبيرة من القماش ويوزعونها على الفقراء، حسبما تقول السيدة خديجة سايزونو. وتحتل ليلة القدر مكانة خاصة عند الشعب البنيني، حيث يتم ختم المصحف كاملاً في تلك الليلة. وتقوم العائلات باستضافة طلاب المدارس القرآنية، في أماكن مخصصة لإقامة الصلاة، إذا لم يتوافر مسجد في المنطقة ثم يقرأ كل طالب جزءاً من القرآن، ويحاول قدر الإمكان ختمه كاملا قبل صلاة الفجر. وفي هذه الليلة المباركة، يتبادل الجميع أيضاً الأطباق احتفاء بما يسمونه «الليلة الكبيرة». طقوس رمضانية أما بالنسبة لما يتعلق بوجبات الإفطار، فتقول حرم السفير إنه ليس هناك أي تغيير أو وجبات خاصة بالشهر المبارك، لكن يتم التركيز على الأطعمة الشعبية التي تقدم طوال السنة. وتشمل المائدة في العادة أكثر من أربعة أو خمسة أطباق، مع بعض الشوربات، مثل شوربة الفول السوداني، وشوربة الدخن «إلان»، وفطائر من الموز يطلق عليها «تالي تالي». وللعصائر على المائدة البنينية الرمضانية مكانة مهمة، وخاصة مشروب الكركديه المنسم ببعض النكهات، وعصير الزنجبيل الطازج. ويبدأ الإفطار بالماء والتمر أو العصير مع التمر المستورد من النيجر، ثم تقام صلاة المغرب وبعدها يتم تناول الوجبة الرئيسية. وينام أهل البلد مبكراً بعد أداء صلاة التراويح مباشرة، وعند الساعة الثانية صباحاً تستيقظ النساء لإعداد أطباق السحور. تنوع وتعرف جمهورية بنين الاستوائية تنوعا كبيرا في الأطباق التي تعتمد في معظمها على الخضراوات والحبوب والموز وبعض المكسرات. وتشير السيدة خديجة سايزونو إلى أن أهم الأطباق التي تسجل حضورها في الشهر الكريم طبق الذرة البيضاء التي تدق بعصاً كبيرة في آنية مقعرة كبيرة، ثم تنفض من القشور، ويتم تجهيزها قبل الشهر الكريم بأيام، بغليها وإضافة مادة تسمى»بوتاس» وهي مادة طبيعية، تشبه «كاربونات الصودا» كما تجهز فطائر مصنوعة من الفاصوليا، بالإضافة إلى خبز «أبلو» الذي يتكون من الذرة والطحين والسميد، ويتم تناوله مع الدجاج وهناك العديد من الشوربات بالسمك، واللحوم والدجاج. أزياء تقليدية وكما تتنوع الأطباق بحسب المناطق في بنين، تتنوع أيضا الملابس التقليدية بين أهل الشمال والجنوب الذين يتحدرون من نحو 50 مجموعة عرقية. ومن العادات الخاصة هناك أن يرتدي جميع أفراد الأسرة الواحدة الزي نفسه خلال المناسبات. وتقول السيدة خديجة سايزونو «مثلا زوجي السفير من شمال بنين، وأنا من جنوبها، وهناك بعض الاختلافات في التقاليد، لكن هناك تمازج بينها، سواء فيما يتعلق بالأطباق أوالمأكولات». ويوجد قماش يطلق عليه اسم «بومبا»، للملابس العادية التي يرتديها الجميع وقت العمل، لكن هناك قماش فاخر مثل «بوبو لان» و»بوزان»، يستخدم في حياكة ملابس المناسبات والأعياد. كرنفال العيد والإعلان عن الحج فور الإعلان عن عيد الفطر، تتحول بنين كلها إلى كرنفال كبير تتويجا لشهر الصيام، ويخرج جميع أفراد الأسرة من أطفال ونساء ورجال الساعة العاشرة صباحا، بأفخم الملابس والحلي لأداء صلاة العيد. وبعد انتهاء الصلاة، يتواصل قرع الطبول في الشوارع طوال اليوم وتعم الفرحة، ويرقص الجميع وتتوجه المواكب إلى قلب المدينة، الذي يعتبر مركز الاحتفالات خلال أيام العيد. ولأن البيوت تضم العائلة الكبيرة في العادة، أي الآباء والأبناء بزوجاتهم وأولادهم والأجداد، فهي تضج بالحركة والفرحة في العيد مع استقبال الأقارب والجيران لتبادل التهاني. وغالباً ما تقوم زوجات الأبناء صغيرات السن بتجهيز الطعام، حسب التقاليد، التي تقضي أيضاً بضرورة أن يستضيف أهل المدن أقاربهم المعوزين القادمين من الريف، إلى حين تحسن أحوالهم سواء بالعثور على فرصة عمل أو الانتهاء من رحلة علاج. وحسب العادات أيضاً يستغل البعض مناسبة عيد الفطر للإعلان عن عزمه القيام بزيارة مكة المكرمة لأداء فريضة الحج. وتوضح خديجة سايزونو أنه تربطها علاقات طيبة بأبناء بنين في الإمارات منذ وصولها للإمارات قبل ست سنوات، مشيرة إلى أن عددهم محدود للغاية وبعضهم يدرسون علوم الشريعة والفقه في العين. وهي حريصة على استضافتهم لإقامة حلقات للذكر وختم القرآن في يوم واحد سواء في رمضان أو في غيره. وتقول إن تجربة صيام رمضان في مكة المكرمة هي الأحب إلى قلبها. مملكة داهومي قديماً تقع بنين في غرب أفريقيا، تحدها من الغرب توغو، ومن الشرق نيجيريا، ومن الشمال بوركينا فاسو والنيجر، أما من الجنوب فتطل على خليج بنين، حيث يعيش غالبية السكان، وعاصمتها هي بورتو نوفو، لكن مقر الحكومة يقع في كوتونو، أكبر مدينة في البلاد، نحو تسعة ملايين نسمة، وهي دولة إستوائية جنوب الصحراء الكبرى، تعتمد بدرجة كبيرة على الزراعة. واللغة الرسمية في بنين هي الفرنسية، ومع ذلك تستخدم عادة لغات السكان الأصليين مثل الفون واليوربا. وهناك مجموعات غير مسلمة من السكان، يدين بعضهم بالكاثوليكية. وهناك أيضاً الفودون والبروتستانت. وقد حكم أرض بنين الحالية، مملكة داهومي، بين القرنين السابع عشر والتاسع عشر. وعرفت المنطقة باسم ساحل العبيد في بدايات القرن السابع عشر، نظراً لانتشار تجارة الرقيق عبر المحيط الأطلسي. وفي 1892 تم حظر تجارة الرقيق، وتراجعت القوة الإقليمية، فقامت فرنسا بفرض سيطرتها على المنطقة، وتسميتها داهومي الفرنسية. ونالت داهومي الاستقلال التام عن فرنسا في عام 1960. زوجات الأبناء وفقاً للتقاليد، تقوم زوجات الأبناء صغيرات السن بتجهيز الطعام في العيد. كما تقضي العادات أيضا بضرورة أن يستضيف أهل المدن أقاربهم المعوزين القادمين من الريف، إلى حين تحسن أحوالهم سواء بالعثور على فرصة عمل أو الانتهاء من رحلة علاج.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©