السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أبوظبي وجهة استثمارية مفضلة للشركات الأميركية في مجال الطاقة المتجددة

أبوظبي وجهة استثمارية مفضلة للشركات الأميركية في مجال الطاقة المتجددة
22 يناير 2012
أكد بيل ريتشاردسون وزير الطاقة الأميركي السابق أن الإمارات باتت وجهة استثمارية مفضلة لدى الشركات الأميركية لاسيما في قطاع الطاقة المتجددة، في ظل تميزها باقتصاد مفتوح، واستقرار سياسي ملحوظ. وأوضح ريتشاردسون في حوار أجرته معه “الاتحاد” أن السنوات الأخيرة شهدت تعزيزاً للتعاون بين الولايات المتحدة والإمارات في مجال الطاقة المتجددة، وهو ما انعكس على زيادة حجم الاستثمارات بين الجانبين في القطاع، مضيفاً أن “شركات أميركية تتسابق على الاستثمار بأبوظبي في مجال الطاقة المتجددة”. وأوضح أن نحو 20 شركة أميركية شاركت في دورة العام الحالي من القمة العالمية لطاقة المستقبل التي اختتمت الخميس الماضي بأبوظبي، فيما تستثمر “مصدر للاستثمار”، الذراع الاستثمارية لشركة “مصدر”، نحو 367 مليون درهم (100 مليون دولار) في 9 شركات أميركية. يذكر أن مصدر للاستثمار تقوم حالياً، وعبر صندوقي “مصدر للتقنيات النظيفة” و”دويتشه بنك - مصدر للتقنيات النظيفة” بإدارة استثمارات تفوق قيمتها ملياري درهم “540 مليون دولار”. وتشمل المجالات الاستثمارية للصندوقين الخلايا الكهروضوئية ذات الأغشية الرقيقة، وتحويل النفايات إلى طاقة، وتنقية المياه، إضافة إلى مشاريع الطاقة النظيفة، وإدارة الموارد البيئية، وكفاءة الطاقة والمواد، والخدمات البيئية. وأشار ريتشاردسون إلى تعاون “مصدر” مع وزارة الطاقة الأميركية فيما يخص ألواح الطاقة الشمسية، لاسيما فيما يتعلق بتقليل نسبة الشوائب في هذه الألواح، بما يضمن كفاءتها، بخلاف التعاون بين معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا وعدد من المعاهد والجامعات الأميركية. وتوقع ريتشاردسون أن يشهد العام الحالي زيادة ملحوظة في حجم الاستثمارات بين البلدين في مجال الطاقة المتجددة. وفيما يتعلق بتأثر الاستثمارات بقطاع الطاقة المتجددة بالأحداث السياسية في المنطقة، توقع ريتشاردسون تأثر القطاع بصورة إيجابية بهذه الأحداث، موضحاً أن الأوضاع السياسية الحالية أدت إلى ارتفاع أسعار النفط، وهو ما سيزيد الطلب على الطاقة المتجددة. وقال “سعر النفط سيمثل عائقاً أمام الدول النامية، ويجعلها بحاجة ماسة للاستثمار في الطاقة المتجددة”. وأوضح ريتشاردسون أن الأمم المتحدة تبنت خلال 2011 سياسات تجاه قطاع الطاقة المتجددة مكنتها من خلق آلاف الوظائف في قطاع الطاقة الشمسية. وأشار إلى وجود 119 دولة حول العالم تقوم بتطوير الطاقة المتجددة، نصفهم دول نامية، متوقعاً أن تشهد الفترة المقبلة زيادة في فاعلية الطاقة المتجددة وتنفيذ الشبكات الذكية. وتوقع وزير الطاقة الأميركي السابق أن تشهد السنوات المقبلة منافسة قوية بين الولايات المتحدة والصين في القطاع، مرجحاً أن تلعب الإمارات الدور الرئيسي بالقطاع خلال العقد المقبل. وقال إن تبني الإمارات لمبادرات عديدة، وفي مقدمتها مبادرة “مصدر”، واستضافة المقر الرئيسي للوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، فضلاً عن جائزة زايد لطاقة المستقبل، لعب دوراً رئيسيا في دعم مكانة الإمارات عالمياً بالقطاع، بخلاف مجمع دبي للطاقة الذي تم الإعلان عن تأسيسه منتصف الشهر الحالي. وأضاف أن استضافة الإمارات فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي جذبت زعماء العالم والمسؤولين الدوليين المهتمين بالقطاع تؤكد هذه المكانة الدولية. واستضافت دورة العام الحالي من القمة 139 متحدثاً، و53 وفداً رسمياً، منهم مسؤولون في الأمم المتحدة، ورؤساء دول وحكومات، و42 وزيراً، واثنان من نواب الوزراء، فيما ضم المعرض المصاحب للقمة 650 شركة عارضة من 53 دولة، و20 جناحاً وطنياً. وأكد ريتشاردسون أن أبوظبي عززت موقعها القيادي في قطاع الطاقة المتجددة عالمياً باستضافتها مقر الوكالة الدولية للطاقة المتجددة بشكل دائم، مؤكداً أن إعلان أبوظبي تركيزها على الطاقة المتجددة كان بمثابة خطوة تاريخية، لاسيما أنها جاءت من دولة نفطية وتعتمد بشكل رئيسي على موارد الطاقة الأحفورية. وقال بيل ريتشاردسون إن بلاده دعمت أبوظبي لاستضافة المقر الدائم للوكالة، معتبراً أنها “ستعود بالفائدة على قطاع الطاقة المتجددة في ظل اهتمام القيادة الإماراتية المتواصل بدعم وتطوير الابتكار بالقطاع”. وأكد ريتشاردسون أن الإمارات قدمت نموذجاً يحتذى به من باقي الدول في مجال الاهتمام بالطاقة المتجددة، مشيداً بخطة الإمارات لزيادة مساهمة القطاع في الناتج المحلي. يذكر أن الإمارات تبنت خطة طموحة تهدف لرفع مساهمة قطاع الطاقة المتجددة، ليصل إلى 7% من إجمالي احتياجاتها للطاقة بحلول عام 2020. وأوضح أن توافد العديد من الخبراء والمسؤولين الدوليين في قطاع الطاقة المتجددة إلى أبوظبي يمثل فرصة متميزة لاستقطاب الاستثمارات العالمية في مجال الطاقة المتجددة، مؤكداً أن الإمارات أخذت على عاتقها مهمة جريئة إزاء تسريع اعتماد ونشر الطاقة المتجددة. وحول التحديات التي تواجه قطاع الطاقة المتجددة، قال ريتشاردسون، إن أخطر هذه التحديات يتمثل في الأزمة المالية العالمية التي دفعت كثيرا من البلدان لإقرار خطط تقشف خلال السنوات القادمة. وتوقع وزير الطاقة الأميركي السابق حدوث تغييرات جوهرية بقطاع الطاقة خلال العقد المقبل، تتمثل في تنامي أهمية الغاز الطبيعي ليكون بمثابة الجسر الذي يغطي الفجوة بين الطاقة الجديدة والأحفورية، فضلاً عن اتجاه العالم بصورة أكثر وضوحاً نحو الطاقة المتجددة بسبب الكفاءة الاقتصادية العالية لها. وأضاف أن التغييرات تشمل أيضا زيادة أهمية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ليكون لهما نفس أهمية النفط والغاز الطبيعي، فضلاً عن اقتناع جميع المجتمعات بضرورة التوجه نحو الطاقة المتجددة بسبب ارتفاع سعر النفط والغاز. وزاد “في ظل حالة عدم الاستقرار التي تلقي بظلالها على المنطقة حالياً، تمثل الإمارات خريطة طريق اقتصادية ونموذجاً ناجحاً يمكن للمجتمع الاستثماري أن يقتدي به، في بناء مستقبل أكثر استقراراً واستدامة على المدى البعيد”. ووفرت القمة العالمية لطاقة المستقبل، التي استضافتها أبوظبي الأسبوع الماضي، الفرصة لتسليط الضوء على الإنجازات والخطط المستقبلية في مجال الطاقة، بما أسهم في إبراز المكانة المتنامية لأبوظبي كمركز دولي للطاقة المتجددة. واستطاعت القمة على مدى السنوات الخمس الماضية أن ترسخ حضورها كمحفل عالمي بالنسبة لقادة القطاع والمسؤولين الحكوميين ورجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم، وهو ما يعكس تركيز أبوظبي وحرصها على اكتشاف وتطوير تقنيات من شأنها أن تضمن مستقبلاً أفضل للعالم. جائزة زايد وأكد وزير الطاقة الأميركي السابق أهمية جائزة زايد لطاقة المستقبل في دعم مكانة أبوظبي العالمية بالقطاع. وأشار إلى اهتمام الشركات الأميركية بالمشاركة في الجائزة، وهو ما تم تتويجه بفوز الدكتور أشوك جادجيل من الولايات المتحدة بجائزة أفضل إنجاز شخصي، والذي جاء بسبب اهتمامه بالاستدامة البيئية والتي تعتبر من أهم القضايا العالمية في الوقت الراهن. يذكر أن فرن دارفور، وهو أحدث ابتكارات جادجيل، يستخدم حطباً أقل من بدائله بنسبة تقارب 55%، وتم حتى الآن توزيع 20,7 ألف فرن كجزء من خطة تهدف إلى توفير منافع اقتصادية بقيمة 32 مليون دولار خلال العمر الافتراضي لتلك الأفران والبالغ خمس سنوات، إضافة إلى تخفيف المخاطر التي يواجهها اللاجئون في مختلف أنحاء العالم أثناء جمع الحطب. ولفت ريتشاردسون إلى أن قائمة المرشحين النهائيين للجائزة والتي تألفت من 13 مرشحاً، ضمت من الولايات المتحدة شركة “جنرال إلكتريك” ضمن فئة الشركات الكبيرة، فيما ضمت القائمة ضمن فئة الشركات الصغيرة والمتوسطة والمنظمات غير الحكومية، من الولايات المتحدة “صندوق أكيومن”، و”صندوق الدفاع عن البيئة”، و”دي. لايت ديزاين”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©