سنغافورة - وكالات: دعت مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى خلال اجتماعها أمس في سنغافورة الاقتصاديات الصاعدة بالسماح لعملاتها بالتحرك بحرية أكبر للمساعدة في تقليل الاختلالات الاقتصادية العالمية·
وقال وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية لمجموعة السبع في بيان ان الصين على وجه الخصوص عليها مسؤولية السماح لعملتها بالارتفاع بسرعة أكبر·وقال البيان ''من المستحب ان يكون هناك مزيد من المرونة لأسعار الصرف في الاقتصاديات الصاعدة التي تتمتع بفوائض كبيرة في موازين الحسابات الجارية ولاسيما الصين وذلك من أجل ان تتحقق التعديلات الضرورية· وأضاف البيان ''اننا نؤكد مجددا ان أسعار الصرف يجب ان تعكس العوامل الاقتصادية الاساسية·والتقلب المفرط والتحركات غير المنتظمة لأسعار الصرف غير مستحبة للنمو الاقتصادي·
و حذر وزراء مالية مجموعة السبع التي تضم الدول الصناعية الكبرى في العالم من المخاطر الناجمة عن تباطؤ الاقتصاد الاميركي وارتفاع أسعار النفط وزيادة الاجراءات الحمائية داخل الدول·
وفي مشروع بيان أعرب وزراء مالية بريطانيا وكندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة المجتمعين في سنغافورة لمراجعة شؤون الاقتصاد الدولي عن تفاؤلهم إزاء أداء الاقتصادات العالمية·
وذكر مشروع البيان أنه برغم التوجهات الايجابية للاقتصاد العالمي إلا أنه مهدد ''ببطء النمو'' في الولايات المتحدة فضلا عن ''أسواق الطاقة المحدودة والمضطربة وتوقعات بزيادة التضخم·وانتشار الميل نحو حماية المنتجات·
وحددت مجموعة السبع ارتفاع أسعار الطاقة سببا رئيسيا للقلق·ولمنع المزيد من التذبذب في أسعار النفط أكدت المجموعة ضرورة وجود قدر أوفر من الشفافية والمصداقية فيما يرتبط ببيانات سوق الطاقة بما في ذلك تطوير معيار عام عالمي للكشف عن احتياطيات النفط·
وقال مشروع البيان إن الآفاق الاقتصادية بالنسبة للضفة الغربية وقطاع غزة ستبقى ''تحت المراجعة''·
وبدأ وزراء مالية مجموعة السبع التي تضم الدول الصناعية الكبرى في العالم اجتماعهم اليوم السبت وسط مخاوف متزايدة بشأن وجود علامات على تباطؤ الاقتصاد الاميركي وتأثير ذلك على الاقتصاد العالمي·
ويأتي الاجتماع قبل أيام من عقد الاجتماع السنوي للبنك وصندوق النقد الدوليين المقرر أن يناقش أداء الاقتصاد العالمي في مواجهة زيادة التضخم وارتفاع أسعار النفط واستمرار تجميد محادثات الدوحة·
من جانب اخر حذر صندوق النقد الدولي من أن الهبوط المتوقع للنشاط الاقتصادي الامريكي سيشكل ضربة قاسية للاقتصاديات الاسيوية السريعة النمو والرائدة في التصدير·
كما حذر اقتصاديو صندوق النقد الدولي الذين أصدروا تقريرا في سنغافورة عن المستقبل الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادئ من تنامي الانقسام بين الفقراء والاغنياء في المنطقة وقالوا إن أسعار النفط المرتفعة قد تؤثر على النمو وتسبب التضخم في عموم آسيا·
وقال ديفيد بيرتون مدير صندوق النقد الدولي في آسيا إن على آسيا مواصلة أدائها الاقتصادي القوي في السنوات الأخيرة بنمو اقتصادي في المنطقة قدره 3ر7 في المئة هذا العام و 7 في المئة في·2007 مع ذلك فإن الانكماش المتوقع للاقتصاد الأميركي قد يوجه ضربة قاسية إلى نمو الصادرات الاسيوية·
وقال بيرتون '' إن الخطر الرئيسي الذي تواجهه آسيا هو التباطؤ في الاقتصاد الاميركي والذي يجري بوتيرة أسرع مما هو متوقع له·وأضاف أن انخفاضا حادا في سوق الاسكان الاميركي ''سيكون له تأثير ملحوظ'' على صادرات آسيا·
وشدد بيرتون على أن الحفاظ على النمو الاسيوي المرتفع يتطلب ''تحولا من الاعتماد على الصادرات إلى الطلب المحلي الذاتي''·
وقال صندوق النقد الدولي إن استهلاك آسيا سيرتفع على المدى المتوسط بسبب تزايد الطلب على السلع والخدمات من جانب كبار السن من سكان المنطقة·
لكن الصندوق أضاف أن على حكومات آسيا تخفيض حاجة الافراد إلى ''المدخرات الوقائية'' عن طريق رفع مستوى الانفاق الحكومي في مجالات الصحة والتعليم·
ومشيرا إلى مخاطر الهبوط التي تكتنف المستقبل الاقتصادي الاسيوي قال صندوق النقد الدولي إن ارتفاع أسعار النفط قد يؤثر على النمو ومستوى التضخم في المنطقة·
وأضاف الصندوق : إن انخفاض حماسة المستثمرين في آسيا قد يبطئ النمو ويضعف العملة في المنطقة·
وطالب صندوق النقد الدولي الحكومات الآسيوية بمعالجة الانقسام المتنامي بين الفقراء والاغنياء بزيادة الانفاق على التعليم وإصلاح سوق العمل وتوفير وصول أفضل للفقراء إلى القطاع المالي·
عدد اليوم
