أكد أطباء بيطريون أن ظاهرة «التيس الحلوب » التي اكتشفت في عزبة مواطن في العين ونشرته «الاتحاد» في عدد الأمس، عبارة عن طفرة جينية تحدث نادراً بسبب اعتلال هرموني، وليس لديها تأثير على سلالات « التيس » نفسه، كما ان الحليب الذي يدره « التيس الفحل » حليب طبيعي ويمكن تناوله، فيما شددوا بأن الأمر لا يعتبر معجزة خارقة، بل ظاهرة فريدة الحدوث ولها تفسيرات علمية.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي بالأمس خبر « التيس الفحل » الذي يدر الحليب، وتمت إذاعته من بعض الإذاعات والتلفزيونات نقلاً عن صحيفة «الاتحاد»، وتلقى صاحب العزبة اتصالات كثيرة، تستفسر عن حالات التيس وطبيعة حليبه، وأكد أنه لن يبيع «حليب التيس » إذا أثبتت المختبرات فائدته وإنما سيكون مجانا لمن أراد تذوقه.
وقال مالك التيس المواطن ناصر العلوي إنه ارسل عينة من الحليب إلى المستشفى البيطري، ولكنهم طلبوا منه وضع الحليب في قارورة معقمة مخصصة للحليب للتأكد من نوعيته، لافتا الى أن العينة الاولية عن طريق النظر في المختبر أكدت على انه حليب من حيث الهيئة والرائحة والشكل والكثافة ولكن لم تظهر نتائج التحليل معملياً.
وقال الدكتور سميح أبوطربوش رئيس قسم الطب البيطري في جامعة الإمارات إن حالة « التيس الحلوب » موجودة ولكنها نادرة ولها تفسير علمي، فهي حالة تدرس في الطب البيطري وتحدث نتيجة تطور جيني بالحلمتين في التيس، لافتاً الى أن جميع ذكور الحيوانات تمتلك حلمتين، ونتيجة الاعتلال الهرموني تكبر الحلمة ويتكون الثدي وينتج الحليب، وهو حليب مثل حليب المعزة، ولا تتأثر حياة التيس بذلك من ناحية الفحولة أو من ناحية السلالات التي ينتجها، وهي ظاهرة علمية موجودة وليست خارقة كما يشيع البعض، ويعتبر الحليب طبيعيا لا يعالج الأمراض المزمنة مثل السرطان والعقم أو غيرها من الأمراض.
ولفت أبو طربوش إلى أن « التيس » سوف ينتج الحليب فترة من الزمن مدة سنة أو سنتين ومن ثم يتوقف، وهذا الاعتلال الهرموني لا ينتقل إلى سلالات التيس.
وأكد الخبير البيطري الدكتور عبد اللطيف أحمد ان المختبر طلب من المواطن إحضار «التيس» لفحصه، حيث نعتقد أنه ثنائي الجنس، بسبب وجود ضرع أنثوي كامل، وتوجد الاجهزة التناسلية الذكرية والأنثوية وتسمى تلك الحالة علميا «هيرمافرودايت»، وهي زيادة في الهرمون الأنثوي وعبارة عن طفرات جينية نادرة الحدوث، وأكد الدكتور عبد اللطيف أنه في السنوات الماضية جاءت حالة واحدة إلى المختبر في العين، ولم نتمكن من فحصها.
وتوقع أن يكون الحليب طبيعيا مثل حليب المعزة وذلك قبل الفحص المخبري، واذا ثبت ذلك فسيكون حليب التيس له نفس فوائد حليب المعزة لا يختلف في المكونات الأساسية من نسبة دهون وسكر وجلكوس، واذا ثبت ذلك لا يمنع من تناوله، مؤكداً أن سلالة التيس لن تتأثر بتلك الطفرة الجينية.
عدد اليوم
