تهب علينا مواسم تكثر فيها المشاحنات والخلافات والتي في كثير من الأحيان نكون عاجزين عن حلها ونلتزم الصمت دون تحريك ساكن وتتلاطم امواج الازمات والنزاعات علينا تباعاً وخاصة عندما يقترن شخص ما في حياته بزوجه أو زوج أو صديق أو قريب أو جار أو مسؤول فينغص عليه حياته ويكدر صفوه فيكون أشبه بالسيف المسلط على رقاب الضعفاء··
وقد تندلع النزاعات وتتفجر الخلافات وتتوسع دائرة البغضاء والكراهية وتشتعل نار الفرقة والعداوة وفي أحيان كثيرة قد يتلفظ الانسان أثناء مناقشاته الحادة مع أحدهم بألفاظ نابية وقاسية ضدهم فيخسر من حوله للأبد ويندم بعدها ولكن هيهات هيهات لا ينفع الندم بعدها فهل سمعت يوما ان الماء يجمع بعد انسكابه؟ وهل يصلح الزجاج بعد كسره؟
وكما هو الحال في النجاح الذي لا يأتي الا بالكفاح والمكابدة وتحمل المشاق ولا نحس بطعمه الا بعد ان نتغلب على صعوباته ومعوقاته ونجتازها لنصل في النهاية لتحقيق الهدف الذي نطمح إليه فأنا أرى من وجهة نظري المحدودة ان تغلبك على نفسك وتربيتها على القيم والأخلاق الحميدة وتنقيتها وازالة شوائب الحقد والغل وبراثن الكراهية والعداوة بينك وبين الآخرين أكبر نجاح تحققه في حياتك بل هو النجاح بعينه فابتسامتك الصادقة وكلامك الطيب الذي يسر الخاطر وحبك للآخرين والتعاون معهم والاحسان لهم ونسيان اساءتهم لك أو غض الطرف عنها وتجاوز أخطائهم هو أغلى وسام علينا ان نسعى للحصول عليه والمرآة الحقيقية التي يجب ان تتميز وتتفرد بها شخصيتك وفي نفس الوقت ترتسم بها معالم وجهك فتكون صاحب الوجه السمح الطليق الذي يفرح الناس بلقائه كفرحهم بنزول المطر على الارض الجدباء ولأجل ذلك فلابد ان يكون الواحد منا سهلا لينا في تعامله مع الآخرين ويتعامل بحسن نية ولا يكون مثلهم جافاً ومتعجرفاً وكما قال تعالى ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فبأخلاقك الطاهرة وصفاتك الطيبة وبمعدنك النقي تكسب قلوب الآخرين وتنال رضاهم واستحسانهم وودهم وقد يتغير هؤلاء من تلقاء انفسهم خجلاً من معاملتك الحسنة لهم··
موزة عبد الله العبدولي
عدد اليوم
