الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خميس العبدولي: كنا نقرأ القرآن الكريم في رمضان على ضوء «الفنر»

خميس العبدولي: كنا نقرأ القرآن الكريم في رمضان على ضوء «الفنر»
31 يوليو 2013 22:06
(الفجيرة) - على الرغم من أنه يقيم في قرية جبلية بعيدة عن المدن، وفي فترة لم يكن فيها أي نوع من مظاهر التعليم، باستثناء بعض الكتاتيب في مناطق محدودة جدا، شق خميس بن علي بن محمد بن داود العبدولي طريقه نحو حفظ القرآن، ليكون بعد ذلك إمام وخطيب منطقة الطيبة ولمدة 37 سنة ليتردد صدى ترتيله بين وديان وجبال تلك المنطقة التي ارتبط اسمها بالطيب منذ فجر التاريخ. وعن رحلته في حفظ كتاب الله وذكرياته في شهر رمضان، يقول العم خميس العبدولي: كان الوالد رحمه الله حريصاً كل الحرص على أن أكون مميزاً ولي شأن بين أقراني من أهل الحي، وكان طيب الله ثراه من حفظة القرآن، ويؤم الناس في الصلاة، لذلك قرر أن أكون امتداداً له في حفظ القرآن وإمامة الناس في الصلاة. ويضيف: بدأت في سن مبكرة جداً، لا تتجاوز 7 سنوات، أقرأ القرآن على يد والدي رحمه الله، ويبدو أن الوالد رأى في حماسي واندفاعي في تلاوة القرآن مشروع شاب له مستقبل، فقرر إرسالي إلى دبا، حيث المطاوعة أكثر إبحاراً وتمكناً في القرآن وعلم الحساب، وكان هناك مطوع يدعى عبد الله، ومطوعة تدعى فاطمة، وبالفعل بدأت أقرأ القرآن، وأتعلم بعض المسائل الحسابية البسيطة هناك على يدهما، وأتذكر كانت الرحلة من منطقة الطيبة إلى دبا شاقة جداً، حيث كنا نقطع مسافة 30 كيلو متراً مروراً بمنطقة العيينة التي كانت تشتهر مع الطيبة بالمياه الغزيرة لدرجة أن الطريق كانت تغمره المياه معظم أيام السنة، ونسلك الشعب والوديان الملتوية والوعرة بصعوبة شديدة، مرة على ظهور الإبل والحمير، ومرة مشياً على الأقدام، لنصل إلى دبا ونحن في حالة تعب شديدة. ويشكل الطلبة حلقة تحت السبلة أو العريش أو بيت طين متواضع ويقوم المطوع بالاستماع إلى كل شاب على حدة ويصوب له الأخطاء من خلال الإشارة بالعصاة التي يمررها على سطر الكتاب، ويتم عزل البنات عن الأولاد، وكان عدد المترددين على المطوع لا يتجاوز أصابع الكفين، ونظراً لبعد مناطق بعض طلبة العلم لم نكن نستغرب انقطاعهم عن حضور الدرس، فبعضهم لا تسعفه الظروف لاستكمال حفظ القرآن، وبعد سنوات من القراءة والمتابعة والحرص على حضور حلقات القرآن في دبا رأى الوالد وأهل المنطقة، وأنا ابن 19 سنة أنني أصبحت مؤهلاً لإمامة الصلاة فصليت بهم وبعدها بفترة وجيزة طلبوا مني أن أعتلي المنبر لأخطب خطبة الجمعة، ومن حينها تسلمت هذه المهمة، وأصبحت بعد ذلك إماماً وخطيباً ومن ثم مأذون أهل منطقة الطيبة ولغاية أربعة عقود وأنا في هذه الوظيفة التي يعود الفضل فيها بعد الله عز وجل إلى الوالدين رحمهما الله وتحقق لوالدي أهم أمنياته أن أكون خطيباً في مسجد الطيبة، وأنا فخور جداً بأن أكون من الأشخاص الذين أنعم الله عليهم بهذا الخير. وعن ذكرياته في شهر رمضان وهو شهر الخير والتواصل والرحمة، يقول العبدولي: عندما كان يدخل شهر رمضان نحتفي بقدومه ونسهر الليالي نقرأ القرآن على ضوء الفنر حتى قرب موعد السحور، وبعد أداء صلاة الفجر يتجه الناس إلى مزارعهم ورعاية حلالهم، وكان الناس هنا في الطيبة وما زالوا على قلب شخص واحد يتزاورون ويبادرون لمساعدة الشخص المتأثر، ويهبون لتقديم العون للجار والقريب، ويشاركون بعضهم بعضاً بالمناسبات، وفي رمضان تجد الناس هنا تعيش أجواء من الفرح والبهجة بقدوم شهر القرآن، فموائد الطعام تتنقل بين الأحياء والأولاد يحملون الأطباق لتوزيعها على البيوت، وهذه من فضائل وبركات هذا الشهر. وفي ختام حديثه قال العبدولي يجب على جيل اليوم أن يتمسك بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يحافظ على القيم الإسلامية السمحاء، وأن يشق طريقه لاكتساب العلم والمعرفة، ويتسلح بالأخلاق. كما أشاد العبدولي بالدور الريادي الذي بذله المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه» وإخوانه حكام الإمارات، في سبيل توحيد الدولة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©