العيالة والحربية عبق التراث الأصيل

يسعى المعرض الدولي للصيد والفروسية سنوياً للعمل على استعادة التراث والاحتفاء به وجعله حياً فاعلاً في حياتنا المعاصرة، وذلك إيماناً من القائمين على النادي بمفهوم الهوية الذي لا يتحقق عملياً إلا بالترابط العضوي بين الحاضر والماضي من أجل بلوغ المستقبل المشرق· وفي هذا الإطار ينظم نادي صقاري الإمارات وبالتعاون والتنسيق مع هيئة أبو ظبي للثقافة والتراث ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض استعراضات تراثية متمثلة في ''العيالة'' و''الحربية'' وذلك على أرض المعارض وبشكل يومي· حيث يعود اختيار (العيالة والحربية) لكونهما من أشهر الفنون التراثية وأكثرها انتشاراً في دولة الإمارات العربية المتحدة وكافة دول مجلس التعاون الخليجي، فهما يرمزان لقيم الشجاعة والقوة والحماس، ويؤديان في العديد من المناسبات الاجتماعية كالأعياد والأعراس، وما المعرض الدولي للصيد والفروسية إلا عيد سنوي سعيد يترقبه كافة الناس وعرس اقتصادي وتراثي جميل يسعد به العارضون والزائرون على حدِّ السواء· والعيالة كما هو معروف رقصة عربية أصيلة تؤدى من خلال صفين متقابلين من الرجال وكل صف يقف أفراده متراصين ومتشابكي الأيدي من الخلف، كأنهم بنيان مرصوص، دلالة على التماسك والتآزر القبلي· أما الحربية فإنها نفير البدو، وهي تعادل في الأهمية التراثية والقيمة الفنية رقصة العيالة، وعلى الرغم من التشابه الأدائي بينهما إلا أن ثمة فروقاً دقيقة تمايزهما، كما ثمة نقاط توافق تجمعهما· إن هاتين الرقصتين بما تحملان من متعة جمالية قد استحوذتا على إعجاب آلاف الزوار الذين يرتادون المعرض الدولي للصيد والفروسية سواء من داخل الدولة أو من خارجها، حيث يبرز من خلالهما التراث الوطني فتنته الساحرة وجماله الخلاق·