الثلاثاء 21 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «ياه سات .. رحلة الإمارات إلى الفضاء»

محمد بن زايد يشهد محاضرة حول «ياه سات .. رحلة الإمارات إلى الفضاء»
31 يوليو 2013 12:45
(أبوظبي) - شهد الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلس سموه بقصر البطين مساء أمس محاضرة بعنوان “ياه سات : رحلة دولة الإمارات إلى الفضاء” ألقاها جاسم محمد الزعابي المدير العام للهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني. كما شهد المحاضرة سمو الشيخ محمد بن سعود بن صقر القاسمي ولي عهد رأس الخيمة وسمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية وسمو الشيخ سرور بن محمد آل نهيان وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين بالدولة وعدد من سفراء الدول العربية والأجنبية لدى الدولة وحشد من المدعوين. وأكد جاسم محمد الزعابي في بداية محاضرته أن دولة الإمارات رائدة في مجال الأقمار الاصطناعية في الشرق الأوسط وهي أول دولة يعمل فيها ثلاثة مشغلين أو أكثر للأقمار الاصطناعية، مشيراً إلى أهمية القمر الاصطناعي “ياه سات “ بالنسبة للدولة ووصفه بانه مشروع مهم من الناحية الاستراتيجية والتجارية. وأشار إلى أن نجاح المشروع تم بفضل دعم القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وإشراف ومتابعة ودعم الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأوضح أن تطوير الكفاءات الوطنية هو جزء من استراتيجيتنا في التدريب لاختيار الكفاءات المناسبة لشغل الوظائف المطلوبة بكفاءات وطنية من كافة أنحاء الإمارات وتشكل الموارد البشرية القوة الدافعة لنمو أي شركة ولقد استثمرت “الياه سات” بشكل قوي لتطوير الكفاءات الوطنية الإماراتية وتمكنا من الوصول بنسبة التوطين إلى ما يزيد على 54 في المائة في كافة الأقسام منهم 40 في المائة في الجانب الفني و57 في المائة في الجانب التجاري استفادوا جميعاً من خبرات العاملين الآخرين الذين ينتمون الى 25 جنسية كما أن 50 في المائة من الموظفين خريجون بدأوا من الصفر وتدربوا تدريباً جيداً وأن 21 في المائة منهم أكملوا أكثر من خمس سنوات في العمل. ولفت المحاضر إلى أن الهدف من التعاون القائم بين شركة “مبادلة للتنمية” والحكومة والقوات المسلحة في هذا المشروع هو توفير الاتصالات على نطاق واسع في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا وبعض دول أوروبا. تحديات قبيل إطلاق القمر وتحدث الزعابي عن التحديات التي واجهت “ياه سات” منذ إطلاقه قبل عامين، موضحاً أن أكبر تحد واجه الجميع هو إيجاد مكان شاغر ومدار في الفضاء لوضع القمر الاصطناعي فيه نظراً لأن كثيراً من الدول قامت بحجز معظم الأماكن لأقمارها الخاصة بها. وقال إنه يوجد نحو 300 ألف من مخلفات الأجسام الفضائية منها ثمانية آلاف أو 2 في المائة تقريباً من صنع الإنسان بما فيها 2500 قمر اصطناعي في المدار و5500 من مخلفات الصواريخ الأرضية والفضائية ما يعني صعوبة إيجاد مكان للقمر الاصطناعي. وأوضح أن الحصول على ذلك المدار استغرق ما بين خمس إلى ست سنوات، مشيراً إلى أن التحدي لم يكن تقنياً فحسب بل كان سياسياً واستراتيجياً وتم التنسيق والتعاون عبر خمسين اتفاقية مع 25 دولة ومنظمة عالمية لإرسال القمر وتأمين موقعه المداري. كشف جاسم الزعابي رئيس مجلس إدارة شركة “الياه سات” نجاح الإمارات في الحصول على عدد من مواقع الأقمار الصناعية تضمن توفير فرص نمو وإطلاق أقمار إضافية مستقبلاً، وقال إن المفاوضات التي استغرقت 6 سنوات وجمعت الدولة بأكثر من 50 دولة على مستوى العالم، مكنت الشركة والإمارات من الحصول على تلك المواقع في فضاء مزدحم. وأضاف أن بناء القمر “ياه سات” استغرق أكثر من مليون و200 ساعة عمل وأكثر من 20 ألف خلية شمسية وأكثر من 20 كيلوجراما من الذهب الخالص إضافة إلى عشرة آلاف اختبار على مدار عام كامل. وأشار المحاضر إلى أن فريق العمل كان من المشغلين المحليين المستثمرين وهي “اتصالات” و “دو” و “الثريا” و “دبي سات” و”ياه سات “، لافتاً في هذا الصدد إلى أن الإمارات تفخر اليوم بان لديها استراتيجية للتوسع مستقبلاً في مجال الأقمار الاصطناعية. وبين أن من التحديات الأخرى مسألة تأمين المدار، مشيراً إلى أنه في أبريل 2009 حدث زلزال في إيطاليا قريباً من المصنع الخاص بقمر “ ياه سات “ ما جعل المشروع يتأخر نحو ثلاثة أشهر. وقال إنه تم التغلب أيضاً على تحد آخر هو التصميم الفضائي لقمر اصطناعي الذي يشمل توفير الخدمات الحكومية والعسكرية والتجارية رغم النصائح بعدم الجمع بين هذه الأهداف الثلاثة. وأشار أيضا إلى أن خللاً فنياً غير بشري حدث عند إطلاق القمر الأول في 23 أبريل 2011م من قاعدة الإطلاق في غويانا الفرنسية والى خلل لقمر ثان حدث في بايكونور في كازاخستان بعد عام واحد وذلك بعد خمسة أيام من إطلاقه. وأوضح أن القضية تتعلق بالتأمين لأن شركات التأمين تعتبر نفسها غير مسؤولة عن التعويض في حال رفعت درجة الحرارة من 320 الى 370 درجة، منوهاً إلى أن الإطلاق تم بدرجة حرارة 320 ولم تخسر “ياه سات “ شيئاً على الإطلاق، مشيراً إلى أن الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أجرى أول مكالمة مع أحد الضباط لتجربة النظام للمرة الأولى. وبعد ذلك تحدث المحاضر عن الخدمات الحكومية لـ “ياه سات” أو ما يعرف بـ”ياه سيرفيس” و”ياه كليك” و”ياه لايف” و”ياه لينك” التي تعتبر من أنجح الخدمات، مشيراً إلى أن “ياه سات” ثاني شركة في العالم تستخدم تكنولوجيا “البيمز” التي تغطي 28 دولة من دول العالم وتوفر بذلك خدمات انترنت أرخص مما هو في دول أخرى. وقال إن التطبيقات الأرضية لاستخدامات “ياه سات” تساهم في دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية في البلدان النامية عبر توفير خدمات الانترنت والاتصالات الهاتفية والـ”جي دي بي”. وأكد أن “ياه سات” تصل عبر “ياه كليك” إلى أكثر من مليار شخص في 28 دولة عبر بوابات أبوظبي واثينا ولكسمبورج ومدريد وان “ياه لينك” تقوم بتغطية واسعة تمتد من الدول الاسكندنافية إلى جنوب أفريقيا. وقال إن لدى “ياه سات” مشاريع عديدة لربط المدارس أو الشركات أو المزارعين في نيجيريا وافغانستان والسودان، مؤكداً وجود فرص مستقبلية كثيرة وهامة جداً خاصة في أميركا الجنوبية وأميركا الشمالية. وكان المحاضر بدأ بتقديم نبذة تاريخية عن الأقمار الاصطناعية التي أطلقتها كل من روسيا واميركا والأهداف من وراء إطلاقها. وقال إن الفرق بين”ياه سات “ و” سبوتنيك” مثلاً هو المدى الذي يصل إلى نحو 36 ألف كلم وأن مدة المهمة 22 يوماً وهي اختبارية وليست تشغيلية كما أن أعمار إقمار “ياه سات” ما بين 20 الى 22 عاما وان الكتلة هي 83 كلم مقارنة ب 6200 كلم. وأضاف الزعابي أن “ياه سات” يوفر استخدامات متعددة عبر ثلاث حزم أشعة إقليمية مترابطة تغطي أوروبا وكل المنطقة العربية وجنوب غرب آسيا. وقال إن عملية إطلاق الأقمار الاصطناعية هي من أكثر المراحل حساسية وتتم من خط الاستواء للمساعدة في وصول القمر إلى مداره متجهاً من الغرب إلى الشرق مستفيداً في ذلك من دوران الأرض. وأشار إلى أن وزن القمر عند إطلاقه يجب أن يكون نحو ستة أطنان والوقود 680 طناً لكي يضعه في مداره مضيفاً أن نسبة الفشل في عملية الإطلاق تصل إلى 7 في المائة. وبين أن المدار لابد أن يكون متساوياً للوصول إلى أبعد مدى لتكبيره عبر آلية استخدام جهاز أو ماكينة وذلك خلال خمسة أيام وان الاختبار يستغرق نحو ستة أسابيع. كما بين أن الأقمار الاصطناعية ثلاثة أنواع أولها يطلق عليه أسم “ليوب” ومداه من 160 الى 2000 كلم من سطح الأرض وهو لأغراض المسح والتصوير والثاني “ميو” ومداه من 5 آلاف الى 14 الف كلم ويستخدم معظمها لأغراض الاتصالات. أما النوع الثالث /جيو/ فهو أبعد قمر اصطناعي للاتصال مع الأرض ومداه 35 الفا و786 كيلومترا ويغطي 90 في المائة من سطح الأرض ويوفر عمراً أطول بحكم دوران الأرض كما أن فوائده التشغيلية كثيرة، مشيراً إلى أن الفروقات بين هذه الأنواع الثلاثة قليلة جداً وهي تتعلق ببطء الاتصال وتقدر بأجزاء من الثانية. وفي ختام المحاضرة رد الزعابي على عدد من الأسئلة حول موضوع المحاضرة وكان أول الأسئلة حول مستقبل المنافسة الإقليمية فأكد أن المهم هو أن هذا المجال له مستقبل واعد وأن الأمر يتعلق بطريقة زيادة فرص العمل فيه. وكالة فضاء إماراتية وفيما يتعلق بوجود اقمار “ياه سات” و”الثريا” في مدار 36 ألف كيلومتر/جيو أوضح المحاضر أن قمر “الثريا” يقدم خدمات الاتصال الهاتفي الشخصي وأن “دبي سات” يقدم في مدى ألف كيلومتر أو أقل خدمات التصوير فقط بينما قمر “ياه سات” يقدم خدمات إذاعية وحكومية وتجارية ويركز على المشغلين بخلاف الثريا الذي يركز على الأفراد. وأضاف أن الأقمار الثلاثة ذات حجم أصغر وتصميم مختلف وعمر افتراضي أقل من 15 إلى 20 سنة ومدار غير عادي، مشيراً إلى أن الأقمار الاصطناعية تغطي 90 في المائة من سكان ومساحة دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أن السوق الإقليمي مشجع أيضا وكلما زاد المشغلون زادت الفوائد وكلما زادت الكوادر زاد التطور والتقدم. وقال إنه عند انتهاء العمر الافتراضي يتم نقل القمر الى ما يسمى / سبيس جونكتر/ او زومبي ستلايت، مشيراً إلى الزومبي الروسي الشهير الذي يدور في الفضاء منذ عام 8619. ورداً على سؤال حول إمكانية إنشاء وكالة فضاء إماراتية متخصصة أكد المحاضر أن المسألة إدارية وتنظيمية حيث يوجد لدى الدولة الشيء الأساسي وهو دعم المشاريع والكوادر الفضائية والقوانين أما وضع كل ذلك في إطار وكالة أو مؤسسة فهو عملية إدارية ليست جوهرية. وحول سؤال بشأن دخول الإمارات مجال التصنيع وقيام “ياه سات” بتجميع أو تصنيع أقمار اصطناعية في المستقبل أكد المحاضر أن قمر “ياه سات” يعتبر مشغلاً وليس مصنعاً وليس هدفه الا التركيز على تقديم الخدمات الطرفية والاستفادة من ذلك على المديين المتوسط والبعيد. وأضاف أن التصنيع يعتمد على استراتيجية وتخطيط مشيراً الى أن السويد بدأت عام 1965 تفكر في هذا الأمر وفي عام 2010 أصبح لديها معرفة بقضايا التصنيع في هذا المجال أي أن الأمر يحتاج الى وقت طويل. وأعرب عن تفاؤله بمستقبل الياه سات الواعد وذلك لما تتمتع به من إمكانات تخولها توسيع مكانتها على المستوى العالمي وجلبها تقنيات رائدة في هذا القطاع لتصبح شركة مستدامة في مجال الاتصالات الفضائية العالمية. جاسم الزعابي في سطور يشغل جاسم محمد الزعابي إضافة إلى منصب رئيس مجلس إدارة “الياه سات “ منصب المدير العام للهيئة الوطنية للأمن الإلكتروني. ويشارك أيضاً بعضوية مجالس إدارات كل من شركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو) ومؤسسة الإمارات للطاقة النووية. وعمل الزعابي في مكتب برنامج التوازن الاقتصادي الإماراتي وساهم بشكل فعال في تطوير المشاريع التكنولوجية والصناعية، كما شغل منصب مدير منطقة لتطوير الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. أقمار «الياه سات» تم تأسيس الياه سات، في عام 2007 لتلبية الطلب المتزايد في المنطقة على خدمات الاتصالات الفضائية من قبل الهيئات الحكومية والشركات والأفراد، ولدعم طموحات أبوظبي في تعزيز مكانتها كمركز رائد للبث والاتصالات السلكية واللاسلكية. تم إطلاق أول قمر صناعي للشركة Y1A من محطة إيريانسبيس الفضائية في غوايانا الفرنسية في شهر أبريل 2011، ويقوم القمر بعدة أدوار من ضمنها إيصال البث التلفزيوني وخدمات تجارية أخرى إلى أكثر من 64 دولة. أما القمر الصناعي الثاني Y1B، الذي أطلق من قاعدة بايكونور في كازاخستان بعد ذلك بعام، فيقدم خدمات النطاق العريض الفضائية بأسعار منافسة إلى 28 دولة في الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب غرب آسيا. كما يقدم كلا القمرين خدمات اتصالات فضائية آمنة ومتكاملة للقوات المسلحة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وأطلقت الشركة مؤخراً، خدمة “ياه كليك” التي توفر الاتصال بالإنترنت من خلال الأقمار الاصطناعية، لتكون بذلك ثالث مزود لخدمات الإنترنت في الدولة، إلى جانب كل من مؤسسة الإمارات للاتصالات (اتصالات) وشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو).
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©