السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خصوم شافيز والاستعداد لانتخابات 2012

2 أغسطس 2011 23:37
يبدو الأمر وكأن شيئاً لم يتغير، فبعد عودته من العلاج الكيماوي في كوبا، عاد شافيز إلى الغناء على شاشة التلفزيون وإطلاق النظريات كعادته عن قائد التحرر في فنزويلا خلال القرن التاسع عشر، سيمون بوليفار، والادعاء بأن موته كان مؤامرة حيكت بليل، هذا بالإضافة إلى لسانه السليط بعد رجوعه إلى الانتقادات اللاذعة نفسها التي كان يوجهها لخصومه. وفي حديثه أمام الجماهير نهاية الأسبوع الماضي قال "شافيز" والثقة تملؤه: "قد عدت أفضل حالًا مما كنت عليه، شكراً لله". لكن الضابط السابق في سلاح المظلات، الذي احتفل يوم الخميس الماضي بعيد ميلاده 57 من شرفة قصره الرئاسي، بدا عليه ضعف واضح بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في هافانا، وتعرضه لأولى جلسات علاجه الكيماوي منذ إعلان إصابته بالسرطان في الشهر الماضي. كما أنه بعد سنوات من الحكم، وما يصاحبها من أخطاء وعثرات دفعت خصومه السياسيين إلى الاستعداد للانتخابات الرئاسية في العام المقبل لما قد توفره من فرصة لمنافسة الزعيم وإزاحته من الرئاسة بعد سنوات قضاها مهيمناً على الحياة السياسية. وفي هذا الإطار، أظهر استطلاع للرأي أصدرته في الأسبوع الماضي شركة "داتاناليسس" في العاصمة كاراكاس أن حاكم ولاية "ميراندا" بوسط البلاد "هينركي كابريليس"، احتل مرتبة قريبة جداً من شافيز من حيث الشعبية بنسبة 37 في المئة مقارنة مع 39 في المئة حصل عليها الرئيس، ويوظف حاكم الولاية منصبه بالإضافة إلى الأموال التي يتحكم فيها لتلميع صورته وكسب تأييد الأهالي، وهو ما جعله يظهر كمعارض قوي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط سكان الولاية ومتفوقاً على باقي رموز المعارضة، التي تعاني من الانشقاق والخلافات الداخلية. فالسياسي الصاعد البالغ من العمر 39 عاماً لا يفوت فرصة لانتقاد الأداء الحكومي، مشيراً إلى عجزها في محاربة الجريمة المتفشية والحد من معدلات التضخم المرتفعة، فضلاً عما يسميه بسوء إدارة الاقتصاد الذي يحتل مرتبة متأخرة بين دول أميركا اللاتينية، رغم الموارد النفطية التي يزخر بها، لكن نجم "كابريليس" سطع بشكل خاص خلال زياته إلى المناطق الفقيرة على هامش الحملة الانتخابية المبكرة التي يقوم بها. ومن بين المناطق التي خصها بالزيارة مؤخراً "لاس مرسيديس" الريفية الواقعة في سلسلة الجبال جنوب كراكاس، وعندما وصل السياسي إلى ملعب رياضي عبر طائرة مروحية مرتدياً قميصاً رياضياً وقبعة التف حوله الأهالي الفقراء يتزاحمون لعرض مطالبهم على حاكم الولاية، وهي المطالب التي تعددت بين الحصول على عمل والمساعدة في ترميم البيت وغيرها. وبصوته الجهوري المفعم بالثقة، أكد "كابريليس" أنه سيعمل على تحقيق ما أمكن من المطالب والتعجيل بمساعدة الأهالي. وقد ركز بالأخص على توزيع مساعدات على الأهالي لترميم منازلهم المتداعية لتزداد شعبيته بين الفقراء مثل "جوليا باتشكو" التي تلقت شيكاً من الحاكم سيسمح لها بإصلاح بيتها قائلة: "إنه الحاكم الذي يستحق أن يكون رئيساً"، وهي الكلمات التي لا بد أنها راقت كثيراً لكابريليس الطامح إلى منافسة شافيز في الانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في 2012. وفي لقاء صحفي أجري معه، انتقد السياسي المعارض التدخل الحكومي في الاقتصاد، لا سيما مصادرة إدارة شافيز للأراضي وتأميمها للشركات، الأمر الذي جعل فنزويلا في وضع أقل تنافسية مقارنة مع بلدان أميركا اللاتينية التي انتهجت سياسية أكثر ليبرالية. وقد تحدث في هذا السياق عن الحاجة إلى سياسات مشجعة للشركات ومنتجة للوظائف، ويسعى "كابريليس" إلى توسيع نموذج ولاية "ميراندا" لتمتد إلى باقي فنزويلا. وعن هذا النموذج، يقول "كابريليس": في الولاية نحن لا نعد بشيء بل ننجز على أرض الواقع، نحن نظهر النتائج في مجالات السكن والتعليم والصحة، ولدينا رؤية لما يجب أن تكون عليه سياسة خلق الوظائف"، لكن مع ذلك ورغم الرصيد الشعبي الذي راكمه "كابريليس" في الولاية وخارجها بفضل سخائه المالي والمساعدات التي يغدقها على الأهالي تبرز بعض جوانب السلبية، التي لا تروق لبعض المنتقدين. فالمراقبون السياسيون يرون فيه تشابهاً مع شافيز عندما يتعلق الأمر بالشعبوية واستخدام الخطاب الرنان لخدمة أجندته السياسية، وهو ما يوضحه "كارلوس روميرو"، أستاذ العلوم السياسية بجامعة فنزويلا قائلاً: "يسعى كابريليس إلى أن يكون شافيز آخر لكن في المعارضة، والحال أن الطريقة الوحيدة لفوزه في الانتخابات هي بطرح نفسه كقائد مختلف عن شافيز وملتزم بالديمقراطية. وكقائد جاد فيما يقوله، ولا يلجأ إلى الديماغوجية والشعبوية كما يفعل شافيز اليوم". غير أن شافيز يبقى في جميع الأحول السياسي الأكثر شعبية في البلاد، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن شافيز مازال يتقدم على خصومه، حيث أكد "لويس ليون" المشرف على الاستطلاع أن الفنزويليين مازالوا يفضلون شافيز كرئيس، مفسراً ذلك بأنه الرئيس الذي يعرفونه أكثر من غيره، وهو دائم الحضور في الإذاعة والتلفزيون والإنترنت ليبقى السؤال حول ما إذا كان شافيز سيستعيد عافيته بحلول عام 2012. وفي هذا السياق، كان شافيز قد أدلى بحوار إلى صحيفة "كوريو ديل أورينوكو" الفنزويلية أكد فيه أنه "مصمم على الوصول إلى 2031"، وهو ما يعني بقاءه في السلطة لست سنوات إضافية. خوان فوريرو - فنزويلا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©