إعداد - عدنان عضيمة:
شكلت شركة بوينج مجموعة عمل ضمت خبراء من أكبر شركات الخطوط الجوية العالمية التي تشتري طائراتها من أجل وضع الخطوط العريضة لمواصفات الطائرة التي ستخلف النسخة 737 الحالية وينتظر أن تدخل الخدمة قبل عام ·2014 وتعمل الشركة الآن في هذا المجال مع ناقلين جويين كبار مثل (ساوث إيست إيرلاينز) الأميركية و(جول) البرازيلية من أجل تقييم اقتراحاتهم المتعلقة بخصائص الجيل الجديد من هذه الطائرة التي تعد الأكثر مبيعاً من بين كل طرازات بوينج الأخرى· ومن المحتمل أن يتغير اسمها الرمزي ليصبح (797)·
وسبق لشركة بوينج أن أنتجت ما يربو عن 5000 طائرة من طراز (737) منذ بداية إطلاقها للمرة الأولى عام 1967 ثم أعادت النظر في تصميمها وتعديلها بضع مرات حتى تساير الحركة التطورية السريعة التي شهدتها تقنيات الطيران التجاري منذ ذلك الوقت وحتى الآن· وركزت عمليات التطوير هذه على تخفيض تكاليف التصنيع وزيادة الفعالية· وتعترف مصادر الشركة أن خبراءها واجهوا الكثير من التحديات عندما كانوا يحاولون معرفة الأولويات التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار أثناء أداء هذه المهمة؛ وخاصة عندما كانوا يحاولون إجراء التعديلات الأساسية عليها· وتقول لورا رايت، مديرة الإدارة المالية في شركة ساوث ويست: ''بات من المعروف تماماً بالنسبة لنا ما تبحث عنه شركات الخطوط الجوية''· وتعد هذه الشركة الناقلة التي يوجد مقرها بمدينة دالاس، أكبر مشغّل في العالم لطائرات 737 حيث تمتلك منها طاقماً يضمّ 460 طائرة· وعبرت الشركة مؤخراً عن رغبتها في استثمار طائرة لها حجم البوينج 737 ذاته وبشرط أن تكون أقل استهلاكاً للوقود وذات تكاليف تشغيل وصيانة أقل·
وقالت مصادر الشركة ان أصحاب القرار فيها لم يضعوا حتى الآن أي تصور لخصائص الطائرة البديلة بالرغم من أن المحللين يتوقعون أن تتخذ المظاهر الهندسية الملائمة التي تدفعها إلى خط التنافس مع الطائرات النظيرة من إيرباص التي تنشغل بدورها الآن بتصميم طائرة بديلة لعائلة الإيرباص (إيه 320)·
وتكاد شركتا بوينج وإيرباص تتساويان في مقدار ما تنتجانه من العائلتين المتناظرتين (737) و(إيه 320)، كما أن مبيعاتهما منهما تقارب نصف مبيعاتهما الكلية، ولهذا السبب فإن استبدالهما يمثل مجازفة تجارية حقيقية لهما قد تؤدي إلى كارثة· ولهذه الأسباب، تعمد كل من الشركتين لوضع الأمور في نصابها الصحيح بكل دقة قبل اتخاذ أي قرار في هذا الشأن· وينقل تقرير نشرته صحيفة (الفاينانشيال تايمز) عن محللين متخصصين إشارتهم إلى أن السنوات القليلة المقبلة سوف تشهد تنافساً أكثر حدة بين الشركتين العملاقتين مما يقتضي الحذر الشديد عند اتخاذ أي خطوة حساسة في هذا المجال·
وكانت الأوساط الصناعية العالمية تناقلت قبل أيام خبر انتقال آلن مولالي المدير العام التنفيذي لشركة بوينج إلى شركة فورد ليتسلم هناك منصب المدير التنفيذي فيها خلفاً لريك فورد؛ وهو الذي حرص قبل موافقته على هذه الخطوة أن يعبر للصحافة العالمية عن اعتقاده بأن الطائرة البديلة للبوينج 737 سوف تحلق في الأجواء بين عامي 2012 و2015؛ وهو موعد يكاد يتطابق مع توقعات أخرى صدرت عن خبراء آخرين في الشركة·
وعلى كل حال، يمكن استباق الأمور للإشارة إلى أن التغير الكبير في تصميم وبناء الطائرتين البديلتين لكل من البوينج 737 وإيه 320 هو الذي يتعلق بمادة الهيكل حيث تسارع الشركتان لاختيار صفائح الكومبوزيت الخفيفة بسبب خفتها الكبيرة وما يترتب على ذلك من انخفاض في الوزن العام للطائرتين· ويندرج هذا التوجه في إطار السعي إلى تخفيض استهلاك الوقود وتكاليف التشغيل·
عدد اليوم
