الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«المؤثرون».. أداة جديدة للترويج للوجهات السياحية عبر مواقع التواصل

«المؤثرون».. أداة جديدة للترويج للوجهات السياحية عبر مواقع التواصل
5 فبراير 2017 17:35
برلين (د ب أ) ولَّت تلك الأيام التي كان السائح فيها يتصفح النشرات السياحية ويعتمد على نصائح وكلاء السفر، ففي الوقت الحالي تعرض شبكة الإنترنت فرصاً لا نهاية لها للبحث عن المقاصد السياحية. ويقول ميشائيل بوللر، رئيس الرابطة الألمانية لتسويق مقاصد السفر على الإنترنت، إن الشخص العادي الذي يرغب في قضاء العطلة يزور عشرة مواقع إلكترونية قبل أن يشرع في القيام برحلته. ولكن بينما نعلم تمام العلم أن النشرات السياحية تُظهر أفضل الجوانب لمقصد السفر لجذب الزبائن، فإن كثيراً من الناس يتوقعون أن يكون المحتوى المنشور على «فيسبوك» و«إنستغرام» أكثر صدقاً من تلك النشرات المطبوعة التي تثير توقعاً يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى خيبة الأمل. وفي «فيسبوك» على سبيل المثال، سيصادفك محتوى عن السفر يمكن أن يساعدك في اختيار مقصدك للسفر، ويكون ذلك أساساً من خلال أصدقاء ينشرون صوراً عن فترة تمضية العطلات. ويقول بوللر إن كل صورة من بين كل صورتين موضوعتين على «فيسبوك» تتعلق بالسفر. غير أنه في هذه الأيام يمكن أن تبدو التعليقات المنشورة من جانب أصدقاء ومعارف حول قضائهم العطلات على حسابهم «تايملاين» في «فيسبوك»، مماثلة بالضبط لإعلانات شركات السياحة التي أظهر أصدقاؤهم اهتماماً بها. وإذا كنت تشعر بالقلق من أن تكون شركات السياحة قد أجبرتك على اختيار معلم سياحي معين، فيستحق الأمر منك أن تبحث بدقة عن نصائح حول السفر على «فيسبوك»، ويدور في ذهنك تساؤل حول ما إذا كانت ثمة مصلحة تجارية من وراء ذلك. ويقول نيلز بروجين، من معهد تعليم الإعلام بميونيخ، إن «ذلك يمكن أن يحدث عندما يرسل أحد أصدقائك صورة وصلته، أو يدخل في نوع من العلاقة مع شركة أو شخص شهير من خلال مواقع التواصل الاجتماعي». ويتوقع المستخدمون أن تكون التعليقات التي ينشرها معارفهم على «فيسبوك» صادقة وغير متحيزة، غير أن ذلك ليس هو الحال غالباً، فإذا رغب أحد أصدقائك إعلاناً أو أعاد إرساله إلى أصدقائه جاءه من شركة سياحة أو موقع إلكتروني على سبيل المثال فسوف يظهر ذلك على حسابك في «فيسبوك». ويهتم موقع «إنستغرام» كثيراً بالانطباعات البصرية عن مقاصد السفر، وللعثور على هذه الانطباعات عليك أن تكتب اسم مقصد أحلامك في مجال البحث، وذلك وفقاً لما يقوله ماكسميليان موينش، وهو عامل محترف بالموقع يكسب عيشه عن طريق نشر صور عن السفر، وعند الدخول ستحصل على جائزة مشاهدة مجموعة كاملة من الصور. ومن الناحية الإيجابية، ستُظهر الصور الحديثة لك ما إذا كانت القلعة التي تفكر في زيارتها مغطاة حقاً في الوقت الحالي بالسقالات لزوم عمليات الترميم، أو حالة الطقس في المقصد الذي اخترته. ويضيف موينش أن صور «إنستغرام» تكون أكثر صدقاً من الصور المنشورة في النشرات السياحية. ولكن عليك أن تستمع إلى هذا النصيحة أيضاً، فقد اتضح أن المقاصد السياحية ومنظمي الجولات يطورون علاقات بشكل متزايد مع ما يعرف باسم «المؤثرين»، وهم مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي التي تتمتع بمتابعة أعداد كبيرة من المستخدمين. ويحصل المؤثرون على مكافأة عبارة عن تمضية عطلة مجانية، ومقابل ذلك يوافقون على نشر صور جميلة على الموقع الذي تم ترتيب زيارتهم إليه. ويشير بروجين إلى أن الشخص الذي يحصل على مقابل نظير نشر صور حول فترة تمضيته العطلة، من المرجح بدرجة أكبر أن يضع الصور الجميلة عن المقصد بدلاً من القبيحة. ويقول «عندما يكون هناك حافز مالي وراء إعطاء المعلومات، يجب عليك أن تطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت عملية نشرها محايدة». وبعض المؤثرين يضعون التعليقات المدفوعة الثمن مع هاشتاج أو يكتبون الاسم الرسمي للحملة مع صورهم. ويساعدك «إنستغرام» على الحصول على انطباع عن المكان، ويؤكد بروجين: «ولكن يجب عليك أن تأخذ المشورة من مصادر أخرى للعثور على معلومات، مثل موقع الفندق، للتأكد من أن واقع المقصد لا يختلف تماماً عن الانطباع الذي كونته». ويمكن أن يلعب تصنيف الفنادق على الإنترنت دوراً في التخطيط للسفر، وهو موثوق به بشكل عام -كما يقول بروجين- على الرغم من أن التعليقات الزائفة يمكن أن تكون موجودة، والتصنيفات القائمة على عدد كبير من التعليقات تكون أكثر مصداقية، كما أنه من المفيد الانتباه إلى ما يكتبه القائمون بالعطلات الآخرون «فالتعليقات تكون ذاتية للغاية». ومن هنا قد يعطي شخص على سبيل المثال فندقاً تصنيفاً رديئاً لأن الطعام كان حاراً ومليئاً بالبهارات، لأنه لا يحب بشكل شخصي مذاق التوابل بالأطعمة، ولكن بالنسبة إلى زبون آخر قد يكون الطعام الحار سبباً لاختياره نفس الفندق. ولكن ماذا يعني كل ذلك للراغبين في تمضية العطلات، فمن ناحيةٍ حررهم الإنترنت من الإعلانات المتحيزة التي يقوم بها منظمو الرحلات وشركات السياحة، ومن ناحية أخرى يكون الإنترنت مليئاً بالإعلانات بشكل لا يكون من الواضح معها أنها نوع من الإعلان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©