الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

المنافسة تحتدم بين «اتصالات» و «دو» مع تطبيق خدمة تبادل الأرقام

المنافسة تحتدم بين «اتصالات» و «دو» مع تطبيق خدمة تبادل الأرقام
2 أغسطس 2011 23:05
اشتدت حدة المنافسة بين شركتي “اتصالات” و”دو” عبر العروض السعرية التي تطرحها كل شركة، من أجل الاحتفاظ بعملائها الحاليين، مع قرب تطبيق خدمة تبادل نقل الأرقام بين المشغلين، قبل نهاية الشهر المقبل. وخلال الأسبوع الحالي طرحت الشركتان عروضا سعرية، مغرية يقول خبراء إنها مقدمة لباقات عروض أكثر أغراء يتوقع أن تشهدها الأسواق على مدار الشهرين الحالي والمقبل، قبل تفعيل خدمة تبادل الأرقام، حيث تحاول كل شركة الاحتفاظ بعملائها، خوفا من “خطفهم” من قبل الشركة المنافسة. وتعتزم هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، تفعيل خدمة نقل الأرقام بين مشغلي الهواتف المتحركة في الدولة خلال الربع الثالث العام، وهى الخطوة التي قال محمد الغانم مدير عام الهيئة في تصريحات سابقة لـ “الاتحاد” إنها واحدة من حزمة إجراءات جديدة تعتزم الهيئة تطبيقها لتعزيز التنافسية بين شركات الاتصالات، وستؤدي إلى خفض أسعار المكالمات. وستكون الإمارات الدولة الخليجية الرابعة بعد السعودية والبحرين وسلطنة عُمان التي تطبق خدمة نقل الأرقام بين مشغلي الاتصالات. وتسمح هذه الخدمة لأصحاب الهواتف المتحركة، بالانتقال بنفس أرقامهم وكود الشركة إلى الشركة الأخرى بدون تغيير، الأمر الذي يشجع حملة الأرقام المميزة وممن يحملون أرقاما منذ سنوات طويلة وكانوا يتخوفون من تغييرها، على التحول إلى المشغل الآخر بنفس أرقامهم. ويتوقع خبراء ومحللون ماليون أن تدفع الخدمة الجديدة شريحة كبيرة من المستهلكين الراغبين في الحصول على خدمات متميزة من حيث السعر والجودة إلى الانتقال إلى الشركة الأفضل، وهو ما سيقود إلى تغيير جذري في تركيبة سوق الهاتف المتحرك في الدولة الذي يتوزع حاليا بين 60% لشركة اتصالات و40% لشركة “دو”. ويقدر عدد مشتركي الهاتف المتحرك في الدولة بنحو 11,15 مليون مشترك بنهاية شهر مايو الماضي منها 9,87 مليون مشترك بنظام السداد مسبق الدفع و1,27 مليون مشترك بنظام الفاتورة الشهرية، بحسب إحصاءات تنظيم قطاع الاتصالات. عروض مغرية وقال فريد فريدوني الرئيس التنفيذي للشؤون التجارية بشركة “دو” إن شركته ستكون المستفيد الأكبر من خدمة تبادل الأرقام بين مشغلي الاتصالات في الدولة، مؤكدا أن هذه الخطوة ستحدث تغييرا جوهريا في السوق. وأوضح أن “دو” استعدت فنيا وتجاريا لتطبيق الخدمة الجديدة، حيث عملت مع اتصالات وهيئة تنظيم اتصالات على تطبيق كافة التجارب لضمان نجاح الخدمة عند تطبيقها. وأكد أن دو استعدت لهذه الخطوة بعروضها السعرية، لكنه” قال إنه ليس باستطاعته الاعلان عنها في الوقت الحالي بداعي المنافسة”. وبين فريدوني أن خدمة تبادل الأرقام سوف تزيد من المنافسة في السوق لصالح العميل الذي كان في السابق يجد في تغيير الرقم عائقا أمام الانتقال إلى مشغل آخر يقدم خدمات أفضل. وأضاف: مع تفعيل الخدمة الجديدة تنتهي آخر عقبة أمام العملاء في دولة الإمارات لتكون لهم الحرية في اختيار مزود الخدمة بدون الحاجة إلى تغيير رقم الهاتف”. وزاد قائلا: من الطبيعي أن نسحب شريحة من عملاء المنافس، وأن يفعل المنافس الشيء ذاته، لكن نأمل أن تكون أكبر المستفيدين باستقطاب شريحة أكبر من المنافس. وقال : الفيصل في حسم المسألة في النهاية هي الخدمة المتميزة والسعر الأرخص الذي يقدم للعميل. وأكد فريدوني أن “دو” سوف تستهدف المستخدمين كما عودتهم دائما بعروض مغرية من خلال أسعار تنافسية وخدمات متميزة. ومن جانبه، قال مسؤول مبيعات في شركة “اتصالات” إن الشركة تحضر لمجموعة من العروض المغرية لمشتركي الهواتف المتحركة والإنترنت، ادراكا منها أن السوق تشهد منافسة اكبر خلال المرحلة المقبلة مع تطبيق خدمة نقل الأرقام. وأضاف: إن “اتصالات” تمتلك خبرة سنوات طويلة من العمل في السوق، وشبكتها الأحدث والأكبر على كامل تراب الوطن، وهو ما يجعلها في النهاية تحافظ على الصدارة. ومطلع الأسبوع ، أطلقت “دو” عرض “الرصيد الإضافي على المكالمات الواردة” والذي يمنح عملاءها رصيدا إضافيا مع كل مكالمة يتم استقبالها من داخل الإمارات، ويشمل ذلك مشتركي الدفع الفوري والاشتراك المميز وخط الهاتف المتحرك للزوار. وبعد يومين فقط ردت “اتصالات” على “دو” بعرض أكثر اغراء لمشتركي “واصل”، حيث أعلنت عن تمديد صلاحية اشتراك خط واصل مدى الحياة دون دفع رسوم تجديد. وكانت رسوم التجديد السنوية منذ اطلاق الخدمة 100 درهم، جرى تخفيضها إلى 50 درهما في السنوات الأخيرة. وإلى جانب هذه العروض، اشتدت المنافسة بين الشركتين في مجال أسعار التجوال الدولي، حيث طرحت “اتصالات” خفضا بنسبة تصل إلى 78% على المكالمات الصوتية الواردة ولغاية 31% على المكالمات الصادرة وأكثر من 50% على استخدام البيانات المتنقلة أثناء التجوال الدولي. وطرحت “دو” عرض “باسبورت” للتجوال بين دول مجلس التعاون الخليجي، وحددت سعر الدقيقة للمكالمة إلى دولة الإمارات بنحو 90 فلسا علاوة على خمسة دراهم للمكالمة مقارنة مع 3 دراهم للدقيقة قبل تفعيل العرض، ويصل سعر الدقيقة في التجوال بين دول الخليج لدى “اتصالات” 3,25 درهم. ولا تتوقف حمى المنافسة بين الشركتين على ذلك، بل هناك تنافس محموم بينهما يلاحظ بين عرض “خطي” من اتصالات لمشتركي الفاتورة وبين باقات “دو” التي تحمل مسميات “الاشتراك المميز” و”الاشتراك المميز السوبر”. رأي المستخدمين ومن جانبها، وسعيا للوقوف على تقبل السوق للخدمة الجديدة، طرحت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات عبر موقعها الإلكتروني استطلاعا لقياس رأي المستخدمين لدى شركات الاتصالات، بشأن خدمة نقل الأرقام، وتشير المؤشرات الأولية إلى ارتفاع نسبة الراغبين في الانتقال إلى مشغل آخر. وأفاد المستخدمون بأن الدافع وراء انتقالهم من شركة إلى أخرى هو السعر والخدمة المميزة. وقال مستخدمون للهاتف المتحرك إنهم ينتظرون تطبيق خدمة نقل الأرقام في أسواق الإمارات منذ سنوات طويلة، لإجبار شركات الاتصالات على خفض أسعار المكالمات التي تعتبر أعلى مقارنة بمثيلاتها في الأسواق المجاورة. واظهر المسح السنوي لتكنولوجيا قطاع الاتصالات الذي أجرته هيئة تنظيم الاتصالات لعام 2010 وشاركت فيه 2019 أسرة ونحو 2133 فردا، أن أكثر من 20% من المشاركين قالوا إنهم يطلبون من أقاربهم أو أصدقائهم في دول أخرى الاتصال بهم، بسبب ارتفاع اسعار المكالمات في الإمارات مقارنة بهذه الدول. غير أن محمد الغانم قال في تصريحات سابقة لـ “الاتحاد” أن بعض أسعار خدمات الاتصالات المطبقة في الدولة، أفضل من مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي أو الدول العربية الأخرى، ومع ذلك ترى الهيئة ان هناك مجالا لتخفيض بعض أسعار الخدمات وعلى وجه الخصوص أسعار خدمات الإنترنت والمكالمات الدولية. وقال نادر نعمان عبد (موظف) إنه اضطر منذ عامين إلى حمل هاتف متحرك ثان عبر الاشتراك مع شركة “دو” للاستفادة من آلية التحاسب الثانية وأسعار المكالمات الدولية الأرخص مقارنة بمثيلاتها في “اتصالات”، خصوصا وانه على اتصال دائم مع أسرته في مصر، ويتحمل تكاليف كبيرة بسبب كثرة الاتصالات. وأوضح أنه في حال وجد أن خدمة نقل الأرقام، ستتيح له العودة من جديد إلى “اتصالات”، حال عرضت الأخيرة مكالمات دولية أرخص من “دو”، فإنه سيكون اكثر سعادة، خصوصا وانه يعاني في المنطقة التي يسكن فيها من ضعف شبكة “دو” وقوة إرسال “اتصالات”. واتفق معه في الرأي عبدالحليم فرج (مدرس) قائلا “ إن خدمة نقل الأرقام ستكون في النهاية لصالح المستهلك، وستجبر شركات الاتصالات على تحسين خدماتها، وخفض أسعارها خصوصا أسعار المكالمات الدولية والإنترنت التي تعتبر مرتفعة للغاية”. وقال “ إذا توفرت لي خدمات مميزة في السعر وفي التواصل مع موظفي الشركة بسهولة وييسر، وليس انتظارا طويلا على خط خدمة العملاء، سأنتقل على الفور إلى الشركة الأفضل، خصوصا وانني فشلت طيلة السنوات الماضية في الاستفادة من عروض سعرية مغرية، بسبب رقم هاتفي المميز”. تحرير القطاع وقال المحلل المالي محمد علي ياسين رئيس قسم الاستثمار في شركة كاب إم للاستثمار إن أي خطوة تتخذها هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، بهدف تحرير القطاع، ستصب في النهاية لصالح المشغل الجديد على حساب المشغل القديم. وأوضح: الملاحظ ان الحصة السوقية للمشغل الثاني تسجل ارتفاعا بنسب كبيرة، في حين تتراجع حصة المشغل الأول، بسبب اشتداد المنافسة، مضيفا أن مؤسسة اتصالات ركزت خلال العامين الماضيين على تحسين خدماتها المقدمة في الأسواق المحلية، وعملت على توسيع رقعة انتشارها الخارجي لتعويض الانخفاض في ايراداتها المحلية. وبين ياسين أن الاستثمارات الخارجية لاتصالات لم تستطع حتى الآن تعويض انخفاض الايرادات الناتجة من السوق المحلية والتي لا تزال يستحوذ على 85% من اجمالي ايرادات المجموعة، الأمر الذي يشير إلى أهمية السوق المحلية للشركة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©