بيروت - ''الاتحاد'': اعلن رئيس وزراء بريطانيا طوني بلير استعداد بلاده للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته في حل مشاكله في جميع المجالات خصوصاً الاقتصادية والاعمارية واعداً بتقديم 40 مليون جنيه استرليني لهذه الغاية· وقال بلير في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني فؤاد السنيورة في اعقاب جولتين من المحادثات: انه من المهم ان نرى اليوم تطبيقاً كاملاً للقرار 1701 لانه الوسيلة للتأكد من ان لبنان يستطيع اعادة بناء نفسه·
واكد بلير ان بريطانيا ستلعب دوراً كاملاً في اعادة الاعمار وستقدم اكثر من 40 مليون جنيه لذلك، واشار الى ان للجيش اللبناني دورا جوهريا في البلد وهو الذي يسيطر على اطراف لبنان واجزائه· وقال: ان بريطانيا تلتزم تقديم المساعدة للجيش من اجل ذلك·واعتبر بلير انه من المهم في هذه المرحلة ان يبذل الجميع ما في وسعهم لنعيد احياء عملية السلام للتوصل الى حل شامل وسلام دائم وقال: ان بريطانيا تؤمن بأن قيام دولتين جنباً الى جنب ممكن وتتعهد بأن تعمل حتى التوصل الى هذا الحل معتبراً ان لبنان يستخدم من قبل اناس لحل مشاكل لا تتعلق به·
واوضح بلير أن هناك اموراً يجب معالجتها بالنسبة لمستقبل الشعب اللبناني، آملاً بعد هذه المأساة ان يتمكن لبنان من اعادة الاعمار وان يرى العالم لبنان مجدداً كما كان عليه ويمكنه ان يكون كنموذج للديمقراطية والازدهار في المنطقة·
وختم بلير قائلاً: مهما كانت الاختلافات والفوارق فان بريطانيا مستعدة للوقوف الى جانب لبنان في هذه المرحلة· اما الرئيس السنيورة فقال من جهته: لقد تناولنا موضوع الالغام التي زرعتها اسرائيل في خلال احتلالها لجنوب لبنان ولم تعط خرائط عنها حتى الآن·وطلب السنيورة من بلير ان يلعب دوراً جوهرياً في هذه الفترة الدقيقة لاعادة اطلاق عملية السلام من خلال مجلس الامن مع دعم جامعة الدول العربية·
واشار السنيورة الى انه طلب من حكومة لندن المساعدة على تعزيز قدرات الجيش اللبناني ليتمكن من ضمان الامن في الداخل، وقال: ان النقاش خلال المحادثات كان مثمراً ومفيداً للغاية وكان فرصة لاجراء احتكاك مباشر مع الامور مبدئياً، ونفى علمه بما تردد عن طائرة اواكس بريطانيا لمراقبة الحدود اللبنانية - السورية·
وقاطعت المؤتمر سيدة لبنانية دخلت عنوة الى قاعة المؤتمر وهي تحمل لافتة تندد بزيارة بلير وتتهمه بالاشتراك في العدوان على لبنان، فساد المكان بعض التوتر توقف خلاله السنيورة وبلير عن الكلام· وقال الرئيس السنيورة في اعقاب الجولة الاولى المغلقة مع بلير: ان لبنان في حاجة الى موقف متفهم لبريطانيا بالنسبة الى مزارع شبعا واهمية هذه المزارع ونزع فتيل التفجير لمعالجة مشكلة الشرق الاوسط·
وذكرت مصادر الرئيس السنيورة بأن محادثاته مع نظيره البريطاني تركزت حول نقاط محددة وابرزها الانسحاب الاسرائيلي ومعالجة مشكلة مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وتبادل الاسرى بين اسرائيل و''حزب الله''· وقاطع وزيرا ''حزب الله'' في الحكومة وهما وزير العمل طراد حمادة والنفط محمد فنيش محادثات بلير في بيروت تعبيراً عن امتعاض الحزب من موقف بريطانيا من العدوان على لبنان· وقال الوزير حمادة: ان توقيت زيارة رئيس الحكومة البريطانية الى لبنان هو الذي افضى الى الاعتصام الشبابي الاحتجاجي· واضاف وزير العمل: انه لم يكن مناسباً ان تحصل هذه الزيارة في الاصل لان موقف الحكومة البريطانية معروف من العدوان الاسرائيلي·وقوبلت زيارة بلير الى بيروت بحركة احتجاجات شعبية كبيرة احتجاجاً على موقفه من العدوان على لبنان والسماح باستخدام المطارات البريطانية لنقل القنابل الذكية الاميركية الى اسرائيل التي استخدمت في قتل اطفال لبنان ابان الحرب·
وواكبت محادثات بلير - السنيورة تظاهرات غاضبة واعتصامات حاشدة توقفت على بعد حوالي 200 متر من مكان الاجتماع، بعدما حولت وزارة الداخلية اللبنانية محيط السرايا الحكومي الى منطقة امنية عازلة ومنعت الدخول اليها لأي كان، حيث سدت الطرقات بالاسلاك الشائكة والسيارات العسكرية عند مداخلها وحشدت عشرات العسكريين لمنع اية محاولة قد يقوم بها المعتصمون للوصول الى محيط ''الاسكوا'' او السرايا الحكومي واعلنت حظر التجول في هذه المنطقة· وشارك طلاب الجامعات اللبنانية بفاعلية في الاعتصام الذي تحوّل الى تظاهرة ضخمة امتدت على مساحة عشرات الكيلومترات واتسمت بالهدوء والانضباط، كون طابعها سلمياً ويعبر عن موقف سياسي· ورفع المعتصمون لافتات تندد بزيارة بلير وبمواقف بريطانيا المعادية للبنان، وحملت اللافتات عبارات تطالب بعودة بلير الى بلاده وهو غير مرحب به في لبنان ووصفته بعض اللافتات بـ''قاتل اطفال قانا'' واخرى اعتبرته معادياً للديمقراطية وحقوق الانسان والصديق الحميم لإسرائيل·
عدد اليوم
