الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

سويسرا تكسب «حرب» الشركات الأجنبية بـ «سلاح» خفض الضرائب

سويسرا تكسب «حرب» الشركات الأجنبية بـ «سلاح» خفض الضرائب
6 فبراير 2010 21:40
ساعدت الضرائب المنخفضة سويسرا في كسب الحرب التي تخوضها لجذب عمليات الشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات إليها، وتدور الآن حرب في كل أنحاء العالم التي تشترك المقاطعات السويسرية فيها بشدة لإغراء الأعمال التجارية لتتجه صوبها. وتقدم المقاطعات السويسرية أقل نسبة ضريبية ممكنة بغرض جذب الشركات العالمية لتقوم بفتح أعمالها في سويسرا، وتحاول مقاطعات أخرى جذب الأعمال التجارية بعيداً عن مقاطعة زوج، وهي المقاطعة التي تتزعم لعبة هذا الجذب للحد الذي بدأ فيه الحصول على موقع تجاري فيها، غاية في الصعوبة. ويجدر بالذكر، أن مقاطعة زوج بدأت خطواتها الأولى في جذب الشركات الأجنبية إليها منذ ستينات القرن الماضي مثل "جونسون أند جونسون" و"برجر كينج" وشركة "سيمنز". وفي الوقت الذي أصبح فيه من الصعب الحصول على موقع تجاري في زوج، انضمت المقاطعات الأخرى الصغيرة المجاورة لها لهذا الركب. وتنافس سويسرا دولاً أخرى مثل أيرلندا، والمملكة المتحدة، وألمانيا لتظفر بنصيبها من الأعمال التجارية للشركات الأجنبية، وبينما نجد أن الجامعات البحثية الكبيرة، والقطاع العام وحماية الملكية الفكرية القوية، تمثل عوامل جذب في سويسرا، إلا أن للضرائب المنخفضة النصيب الأكبر في إغراء هذه الشركات. وتبلغ نسبة الضرائب الاتحادية للشركات في سويسرا 8,5% فقط، وعندما تتم إضافة الضرائب البلدية والمقاطعية تبلغ نسبة الضريبة الاتحادية 21,2%، مقارنة مع 30% في ألمانيا، و25,5% في هولندا. وفي سويسرا، تعتبر المقاطعات أكثر استقلالية من الولايات الأميركية، وهي المحرك الأساسي في عملية جذب الشركات الأجنبية. كما أن ثلثي الإجمالي الضريبي يتم تحصيله عبر المقاطعات، والتي تتمتع أيضاً باستقلالية في مساهمات الضمان الاجتماعي، وأذونات الأعمال التجارية، ومتطلبات الإقامة، وقوانين الإنشاءات، ونتيجة لذلك تتسيد المقاطعات الريادة في عملية إغراء الشركات الأجنبية لتجلب أعمالها لسويسرا. ويقول ريتش ريلي كبير نواب رئيس شركة ياهو والتي قامت بإنشاء فرعها الرئيسي في مقاطعة فاوود في أواخر العام 2008 "أصبحت سويسرا من الخيارات المفضلة للشركات المتعددة الجنسيات، حيث يبحث الناس عن بلدان ومقاطعات متعددة في داخل سويسرا". وجاءت حرب البحث عن الشركات متعددة الجنسيات، عندما أصبحت الشركات أكثر شغفاً في تغيير مواقع نشاطاتها إلى رئاسات إقليمية من أجل تخفيف الأعباء الضريبية، وحسب البيانات الواردة من شركة ماكينزي، جذبت سويسرا أكثر من 180 رئاسة إقليمية لشركات كبيرة في الفترة بين 1998 و2008، وفي غضون السنوات الأخيرة، قامت شركات مثل "كرافت" للمواد الغذائية، وشركتي "ياهو" و"جوجل"، بتأسيس مقراتها الرئيسية الأوروبية في سويسرا، كما سجلت أكثر من 150 شركة أميركية حضورها أيضاً. وجذبت مقاطعة زوج في عام 2007 نحو 1600 عمل تجاري جديد إليها، كما جذبت نصف ذلك العدد في العام الماضي، نسبة لإرجاء العديد من الشركات أمر انتقالها بغرض خفض التكاليف، ولكن تدفع مقاطعة زوج ثمن هذا النجاح، حيث تزدحم المدارس العالمية لتسع الطلاب الجدد، كما أن المناطق السكنية والمكتبية أصبحت تعاني شحاً واضحاً. وحذت العديد من المقاطعات حذو زوج، فقامت مثلاً مقاطعة استشاهوسين شمال مدينة زيوريخ بخفض ضرائبها للنصف لتصبح 16 في المئة في 2008 مع تأكيدها على توفر المساكن الخاصة، وقامت شركة يونيليفر قبل عدة سنوات بفتح سلسلة توزيع إقليمية في استشاهوسين لعدم توفر المساحات الكافية في زوج، كما خسرت زوج أيضاً المنافسة مع إستشاهوسين في كسب محلات "وول مارت" الأميركية الشهيرة. كما خفضت مقاطعتي لوكريين وأيوادين معدلاتهما الضريبية أيضاً، حيث بلغ معدل الخفض في لوكرين 12,7%، أما أبوادين، فزادت ميزانية أسواقها وحسنت طرقها السريعة مما ساعد في جذب 450 شركة جديدة وتوفير 2000 وظيفة خلال السنوات الثلاث الماضية. وفي غضون ذلك، تحاول جنيف بالرغم من بعدها بالنسبة للشركات الكبيرة، جذب صناديق التحوط عبر خفض ضريبة الدخل الشخصي مقارنة مع المدن الكبيرة الأخرى خارج سويسرا، وأبدى مدراء صناديق التحوط المقيمون في لندن قلقهم جراء زيادة ضريبة الدخل الشخصي من 40 إلى 50% هذا العام للذين تتراوح دخولهم أكثر من 240.000 ألف دولار في السنة، وفي المقابل تفرض جنيف على الدخول العالية ضريبة تبلغ 35% فقط. وفي حين تفضل معظم صناديق التحوط البقاء في لندن، نجد أن أكبر الصناديق اتجهت نحو جنيف مثل بلوكريست كابيتال بنحو 17 مليار دولار تحت إدارتها وبنقل 50 موظفاً من جملة 350. كما أن بريفان هوارد لإدارة الأصول وهي من أكبر صناديق التحوط في أوروبا، وبأصولها البالغة 27 مليار دولار، حصلت على مكتب في جنيف وتخطط لبدء العمل هذا العام.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©