الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أزمة النووي الإيراني 2013

19 يناير 2013 22:12
دويل ماكمانوس محلل سياسي أميركي إليكم بنبوءة لا أعتقد أني سأضطر للاعتذار عنها مع متم السنة الجارية: وهي أنه في وقت ما خلال الشهور المقبلة، على الأرجح في الربيع القادم، ستعود أزمة البرنامج النووي الإيراني للظهور مرة أخرى، لاسيما وأنها الأزمة التي تحولت إلى موعد دائم في الأجندة الدبلوماسية الأميركية، بحيث تلجأ الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى الضغط على إيران لوقف تخصيب اليورانيوم فيما تصر طهران على الرفض لتنطلق تحذيرات إسرائيل بأن صبرها بدأ ينفد، ولتسارع واشنطن مرة أخرى لإقناع إسرائيل بالهدوء وعدم التهور بإطلاق حرب جديدة في المنطقة. هذه هي الطريقة التي أديرت بها الأزمة على مدى السنتين الماضيتين. لكن يوجد هناك أسباب حقيقة تدعونا للاعتقاد بأن الأمر سيكون مختلفاً في عام 2013، وبأنه إما سيكون على إيران الموافقة على الحد من برنامجها النووي بما يطمئن الغرب، أو أن تلجأ إسرائيل والولايات المتحدة إلى القوة العسكرية لوقف البرنامج النووي الإيراني. ومن هذه الأسباب أن أوباما بعد إعادة انتخابه تحرر من القيود السياسية وأصبح طليق اليدين في التوصل إلى صفقة ما مع إيران، أو التفكير الجدي في عمل عسكري إذا فشلت المحاولات الدبلوماسية في إقناع الإيرانيين بالحد من برنامجهم المثير للجدل. والأمر نفسه ينطبق على نتنياهو الذي يستعد لإعادة انتخابه على رأس حكومة إسرائيلية جديدة تشير جل التوقعات إلى أنها ستكون أكثر يمينية في مواقفها إزاء إيران من سابقاتها. يضاف إلى ذلك التغير الذي حصل في مواقف أوباما نفسه مع إبدائه حزماً أكبر في تحذيراته على مدى السنة الماضية من أنه لن يسمح بحيازة إيران للسلاح النووي حتى لو تطلب ذلك التدخل العسكري، فقد صرح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بأن «إيران نووية ليست تحدياً يمكن احتواؤه، بل إن الولايات المتحدة ستقوم بكل ما يلزم لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي». لكن مع ذلك ما زال ثمة من يشككون في مواقف أوباما، مجادلين بأنه عندما شدد موقفه تجاه إيران خلال السنة الماضية كان تحركه لاعتبارات انتخابية، وكان لابد أن يظهر بمظهر الحازم حتى يمنع إسرائيل من المبادرة بعمل عسكري، ولتهدئة مخاوف الناخبين المساندين لإسرائيل. ويتوقع هؤلاء أنه بعد إعادة انتخاب أوباما ربما تعود مواقفه المناهضة للحرب إلى الظهور مجدداً، والدليل -كما يقولون- ترشيحه لتشاك هاجل وزيراً للدفاع، وهو الجمهوري الذي كان أحد أشد المشككين داخل حزبه في جدوى العمل العسكري ضد إيران، حيث حذر في عام 2010 من أنه «ما أن تبدأ الحرب ضد إيران حتى يكون علينا إرسال ما لا يقل عن مائة ألف جندي أميركي إلى أرض المعركة». وفي كتاب له صدر عام 2008، أشار هاجل إلى أن الولايات المتحدة قد تكون قادرة في النهاية على التعايش مع إيران نووية كما تعايشت مع الاتحاد السوفييتي المدجج بالسلاح النووي. فقد كتب وقتها: «بالطبع نود رؤية إيران بدون سلاح نووي، لكن جنى السلاح النووي خرج بالفعل من قمقمه ولا سبيل لمنع ذلك». بيد أن هذه المواقف التي أبداها هاجل كانت قبل تسميته وزيراً للدفاع، ففي الأسبوع الماضي، وبينما كان يستعد لاستجوابه من قبل الكونجرس، حرص هاجل أشد الحرص على طمأنة أعضاء مجلس الشيوخ بأنه ملتزم تماماً بأجندة أوباما الأكثر تشدداً حيال إيران، وهو ما أكده لي مسؤول تحدث إلى هاجل في البنتاجون قائلاً: «إنه يدعم بقوة موقف أوباما حول إيران، ويوافق على وضع الخيار العسكري على الطاولة»، بل في حديث أجراه دنيس رونس، مستشار أوباما السابق حول إيران، ذهب هاجل إلى أبعد من ذلك مقترباً من معسكر الصقور، حيث أخبرني روس أن «هاجل كان واضحاً بأننا لا نستطيع العيش مع إيران دولة نووية». فهل هذا التغير في مواقف هاجل مجرد محاولة منه لإقناع الكونجرس بالتصديق على تعيينه وزيراً للدفاع؟ ربما، لكنه أيضاً إشارة واضحة إلى أن أوباما ليس بصدد التخفيف من حدة مواقفه إزاء إيران خلال ولايته الثانية، وأن تبني مواقف أوباما كان الثمن الذي دفعه هاجل مقابل ترشيحه لمنصب وزير الدفاع، وهو ما أكده المتحدث باسم البيت الأبيض، «تومي فيتور»، الذي قال لي: «كان الرئيس واضحاً بشأن تصميمه على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، وكل من يعمل مع أوباما عليه أن ينفذ هذه السياسة»، بل إن البيت الأبيض يأمل في تحويل جلسة تأكيد ترشيح هاجل من قبل الكونجرس فرصة لإعادة التأكيد على موقف أوباما تجاه إيران، فإذا كان وزيرا الدفاع السابقان، جيتس وبانتيا، قد حذرا من كلفة الحرب ضد إيران، فمن المرجح بالنسبة لهاجل أن يقبل احتمال الحرب ويؤكد عليه رغم كلفتها الباهظة. ولعل ما يريده البعض، ومنهم روس، هو إقناع إيران بأن الولايات المتحدة جادة في الحديث عن الحرب إذا ما فشلت الدبلوماسية، ذلك أن الهدف من التلويح بالحرب ليس البدء بها بالفعل، بل الضغط على إيران للموافقة على الحد من برنامجها النووي. وفي حال فشلت الحلول السياسية حينها يمكن لأوباما ضرب إيران من خلال العمليات السرية أو شن ضربات جوية محدودة تستهدف المنشآت النووية قبل التفكير في حرب شاملة. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©