الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

12 قتيلاً بينهم قيادي بـ «القاعدة» خلال اشتباكات وغارة في اليمن

12 قتيلاً بينهم قيادي بـ «القاعدة» خلال اشتباكات وغارة في اليمن
18 أغسطس 2014 00:35
قُتل ثلاثة جنود وستة مسلحين مفترضين من تنظيم القاعدة أمس باشتباكات في مدينة القطن بمحافظة حضرموت جنوب شرق اليمن، وذلك غداة مصرع ثلاثة إرهابيين في غارة يعتقد أن طائرة من دون طيار نفذتها، مساء أمس الأول، على عربة كان تقلهم على طريق صحراوي بين اليمن والسعودية. وذكرت مصادر محلية لـ «الاتحاد» أن اشتباكات بين القوات الحكومية ومسلحين من تنظيم القاعدة اندلعت لساعات صباح أمس في مدينة القطن، وسط حضرموت، مشيرة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين، جراء الاشتباكات التي تلت هجوم لقوات الجيش على منزل في المدينة يتحصن فيه عناصر من تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان، إن وحدة عسكرية داهمت، منتصف ليل السبت، الأحد، خلية إرهابية في أحد منازل القطن، مشيرة إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل أربعة إرهابيين، بينهم السعودي أبو ليث الشروري، الذي يعتقد أنه مسؤول التنظيم في المناطق الشرقية باليمن. وذكر مصدر عسكري في المنطقة الأولى المتمركزة في مدينة سيئون، كبرى مدن وادي حضرموت، أن جندياً قتل وأصيب خمسة آخرون خلال عملية مداهمة المنزل التي أسفرت أيضاً عن اعتقال خمسة من عناصر التنظيم. وأفاد مسؤول عسكري آخر لوكالة فرانس برس، بأن من بين المعتقلين يمني وصومالي وامرأتان، باكستانية وفلبينية، مشيراً إلى أن عناصر من التنظيم قدموا من بلدة «وادي سر» القريبة إلى وسط مدينة القطن، حيث «شنوا هجوماً مسلحاً على معسكر لقوات الأمن الخاصة رداً على قصف المنزل». وذكر أن الطرفين تبادلا إطلاق النار، مستخدمين أنواع الأسلحة، واستمر تبادل إطلاق النار لمدة أربع ساعات، ما أسفر عن مقتل ثلاثة جنود، وجرح ستة آخرين، فيما قتل اثنان من المهاجمين وأصيب أربعة آخرون. ونقل الجرحى العشرة إلى مستشفى مدينة سيئون المجاورة الذي استقبل أيضاً جثتين يعتقد أنهما تعودان لجنديين، بحسب مصدر صحفي محلي. ومنذ أيام، يوجد وزير الدفاع اليمني اللواء الركن محمد ناصر أحمد في مدينة سيئون للإشراف على الحملة العسكرية ضد تنظيم القاعدة الذي كثف هجماته في محافظة حضرموت بعد طرده من معاقله الرئيسية في محافظتي أبين وشبوة الجنوبيتين في مايو الماضي. وقُتل مدنيان وأصيب ثلاثة آخرون، بينهم امرأة، أمس، بانفجار عبوة ناسفة زرعت في طريق عام بمدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين. وذكرت مصادر محلية لـ «الاتحاد» أن العبوة الناسفة من مخلفات الصراع المسلح بين الجيش ومقاتلي القاعدة في 2011. وتوعد مصدر في الجيش اليمني بملاحقة «شراذم الإرهابيين إلى كل وكر ومخبأ ولن يفلتوا من العقاب». وكان ثلاثة أشخاص يعتقد أنهم عناصر في تنظيم القاعدة قتلوا مساء السبت في غارة نفذتها طائرة من دون طيار في حضرموت. وقال مسؤول محلي لـ «رويتزر»، إن طائرة من دون طيار أطلقت صاروخين على ثلاثة مسلحين كانوا يسافرون في عربة على طريق صحراوي بين اليمن والحدود السعودية، ما أدى إلى مصرعهم. وعزز الجيش اليمني مؤخراً وجوده في حضرموت، خصوصاً في مناطق الوادي والصحراء، للتصدي لمحاولة جماعة أنصار الشريعة المرتبطة بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب إعلان إمارة إسلامية فيها في ظل الفراغ السياسي والأمني الذي أوجده الرحيل الفوضوي للرئيس السابق علي عبدالله صالح مطلع 2012 تحت ضغط احتجاجات شعبية استمرت 13 شهراً. واغتال مسلحون مجهولون أمس الأول جندياً كان بزي مدني بالقرب من مدينة البيضاء، عاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وتعد بعض مناطقها ملاذاً آمناً للجماعات المتطرفة. وشيع أمس في العاصمة صنعاء في مراسم جنائزية عسكرية جثامين ثلاثة جنود قتلوا في هجمات مسلحة أخيرة في محافظتي مأرب وحضرموت، بحسب موقع وزارة الدفاع الذي ذكر أن المشيعين طالبوا «بملاحقة العناصر الإجرامية وعدم التساهل مع أي إرهابي أو مخرب يحاول زعزعة الأمن والاستقرار والسكنية العامة للمواطنين». وذكرت وزارة الداخلية عبر موقعها الإلكتروني، أن أجهزة الأمن في مدينة تعز اعتقلت ثلاثة أشخاص حاولوا تفجير قنبلة يدوية لدى مرورهم بنقطة تفتيش أمنية بالقرب من المدينة. وأمرت وزارة الداخلية اليمنية مساء أمس بتشديد الإجراءات الأمنية في مناطق الحزام ألامني المحيطة بالعاصمة، وكذا تعزيز الخدمات الموجودة في منطقة الحزام. وشددت الوزارة على «منع دخول أي سلاح إلى العاصمة صنعاء، بما في ذلك الأسلحة المرخصة مع رفع حالة اليقظة الأمنية لضبط المطلوبين أمنياً، وكذا السيارات المشبوهة حفاظاً على أمن العاصمة واستقرارها». إلى ذلك، جدد عالم الدين البارز في اليمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني موقفه الرافض لعمليات القتل التي تستهدف الجنود والأجانب منذ سنوات، داعياً في الوقت ذاته الحكومة اليمنية إلى انتهاج الحوار مع تنظيم القاعدة على غرار بعض الجماعات المسلحة في البلاد. وقال الزاندني في مقابلة مع التلفزيون اليمني الرسمي، الليلة قبل الماضية، إن «العلماء يرفضون قتل الجنود أو المدنيين وقد أصدروا بياناً بذلك». ودعا السلطات اليمنية إلى فتح حوار مع تنظيم القاعدة على غرار بعض الجماعات المسلحة، في إشارة واضحة إلى جماعة الحوثيين التي تهيمن على مناطق واسعة في الشمال، وشاركت العام المنصرم في مفاوضات الحوار الوطني. وبحث الرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي أمس في صنعاء مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر خطوات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتم فعالياته أواخر يناير بإجماع على التحول إلى النظام الاتحادي الفيدرالي بعد عقود من هيمنة الدولة المركزية. كما ناقش اللقاء جهود الحكومة في محاربة الإرهاب والاستعدادات الجارية لعقد مؤتمر أصدقاء اليمن في نيويورك أواخر الشهر الحالي، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ». وأشاد هادي بدعم الأمم المتحدة لإنجاح التسوية السياسية، وفق مبادرة دول الخليج العربية التي حالت دون انزلاق اليمن في عام 2011 في حرب أهلية بعد تصاعد حدة الاحتجاجات الشعبية ضد الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وعلى صعيد متصل، استقبل الرئيس عبدربه منصور هادي، أمس، زعماء ووجهاء قبليين من منطقتي «حراز» و«صعفان» الواقعتين غرب العاصمة، حيث يتصاعد التوتر بعد إعلان جماعة الحوثيين «التصعيد الثوري» لإسقاط الحكومة في صنعاء، احتجاجاً على قرار زيادة أسعار الوقود الذي دخل حيز التنفيذ أواخر يوليو. وأشار هادي خلال اللقاء إلى أن رفع الدعم الحكومي عن المشتقات النفطية كان «خياراً لا بد منه»، و«قراراً وطنياً أجمعت عليه الأحزاب السياسية والقوى الاقتصادية والتجارية» في البلاد لتجنب انهيار الاقتصاد الوطني. وقال إن «الذين لا يريدون الحوار ولا مخرجاته، يفتحون جبهات الحرب في الشمال والجنوب، ويعملون على خلق الإحباطات، إلا أننا عازمون كل العزم مع كل القوى الشريفة والوطنية على إخراج اليمن من دوامة الأزمات، والخروج إلى المستقبل المأمول». في غضون ذلك، تواصل جماعة الحوثيين حشد رجال القبائل المسلحة المحيطة بصنعاء لإجبار الحكومة على التراجع عن قرار زيادة أسعار المشتقات النفطية، فيما دعت إلى مسيرة نسائية صامتة في العاصمة اليوم الاثنين للتنديد بقرار الحكومي. ونظمت الجماعة المسلحة، اجتماعاً موسعاً لبعض القبائل المحيطة بصنعاء، أقر «بدء التصعيد الثوري» حتى إسقاط الحكومة الانتقالية. وقالت الجماعة المذهبية التي وسعت نفوذها بشكل كبير في شمال اليمن بعد شهور من الصراعات المسلحة هناك، إن القبائل التي شاركت في هذا اللقاء هي همدان، خولان، بلاد الروس، الحيمتين، وبني مطر، وقبائل ضواحي العاصمة صنعاء، مشيرة إلى أن العديد من القبائل اليمنية في محافظات أخرى أيدت التصعيد الشعبي ضد الحكومة، وأن «عشرات الآلاف من المواطنين» توافدوا إلى مخيمات احتجاجية أقيمت في تلك المحافظات. وقال الناشط البارز في جماعة الحوثيين، علي البخيتي، إن «التحركات والاعتصامات الشعبية ستكون سلمية تماماً، لكن الاعتداء عليها لن يقابل بالورود ولا بصدور عارية»، مضيفاً «البادئ أظلم». وأفادت صحيفة «الأهالي» الأهلية والمقربة من حزب الإصلاح، أن «جماعة الحوثي المسلحة تستعد لنصب مخيمات واعتصامات مسلحة ومفتوحة في كل مداخل العاصمة صنعاء»، مشيرة إلى هذا التصعيد يأتي غداة فشل جهود رئاسية في إقناع زعيم الجماعة، عبدالملك الحوثي «بإيقاف التصعيد المسلح في العاصمة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©