الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اقترح... لا تنتقد

17 أغسطس 2014 23:15
يقال دائماً بأن الانتقاد ثقيل على النفس البشرية، وقليل من الناس من يتقبل النصيحة بصدر رحب، لكن استخدام الأسلوب غير المباشر وتقديم الحلول بدلاً من شرح المشكلات والسلبيات، يكون أكثر جدوى في تغيير السلوك للأحسن، وهذا يتضح في دعوة ديننا الإسلامي الحنيف إلى استخدام الحكمة والموعظة الحسنة في تبليغ الرسالة وإسداء النصيحة. كل إنسان فينا لديه رغبة داخلية في إحداث تأثير وتغيير إيجابي في حياة الآخرين، ولكننا نختلف في أساليبنا لتحقيق هذا التأثير، ويفشل بعضنا وينجح بعضنا الآخر، ومن واقع التجربة ومما تعلمناه من الحياة فإن أكثر الناس لا يتقبل النقد المباشر كما ذكرنا، وهذا يدفعنا لاستخدام الأسلوب غير المباشر في كثير من الأحيان. كثرة الانتقاد لا تؤتي الثمار الطيبة غالباً، أما الاقتراحات فإنها أكثر قابلية للاستجابة والتطبيق من قبل الطرف الآخر سواء كان فرداً أو مؤسسة، فإذا صادفت رجلاً كثير الغيبة حاول عندما تجالسه أن تقوم بذكر محاسن الآخرين في غيابهم، وبهذا ستلفت انتباهه بطريقة غير مباشرة إلى حسن الخلق وذكر الآخرين بالخير عند غيابهم، وإذا لاحظت أحد الأشخاص يرمي المهملات من سيارته في الشارع فجرب أن تقترح عليه تخصيص كيس للفضلات الصغيرة في السيارة يستبدله كل فترة، وإذا كان زميلك في العمل كسولاً ومهملاً فاقترح عليه أن يغير مكتبه أو أشركه معك في إحدى المبادرات، وهكذا في مختلف المواقف التي تشعر فيها أن الآخر مخطئ وتريد تغيير سلوكه نحو الأفضل فحاول أن تفعل ذلك بطريقة غير مباشرة. وفيما يخص المؤسسات تأكد أنهم يرحبون بكل فكرة واقتراح للتطوير والتحسين المستمر، ويحرصون على رجع الصدى من العملاء والمجتمع، فالشخص الإيجابي لا يكتفي بالتذمر والشكوى من سوء الخدمة في مؤسسة معينة، بل يبادر بتقديم الملاحظات والاقتراحات بأسلوب مهذب يحفز تفاعل الجهة المعنية مع اقتراحاته، فكن إيجابياً وقدم الحلول والمقترحات للمؤسسات بدلاً من الشكوى و(التحرطم). ختاماً كل ما أردت التنبيه عليه ضرورة استخدام الأسلوب غير المباشر وتجنب النقد المباشر السلبي والحرص على تقديم الاقتراحات بدلاً من الاكتفاء بالتذمر والشكوى، ولكن هذا لا ينفي أهمية النصح والنقد المباشر في أحيان أخرى. سليمان أحمد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©