الجمعة 10 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سجود المرأة لزوجها ليس أمراً.. ولكنه نهي عن السجود لغير الله

سجود المرأة لزوجها ليس أمراً.. ولكنه نهي عن السجود لغير الله
28 أكتوبر 2010 21:09
العلاقة بين الرجل والمرأة أو حق الزوج على زوجته في المجتمعات المسلمة من القضايا التي يتخذها بعض المغرضين وسيلة للنيل من الإسلام والهجوم على قيمه ومنهجه، وترديد الأباطيل حول موقفه من المرأة، فيثيرون الشبهات ويزعمون أن الإسلام ينتقص من المرأة ويجعلها أدنى من الرجل بدليل أن النبي- صلى الله عليه وسلم- يصل بخضوعها لزوجها إلى درجة السجود له. يقول الدكتور عبدالرحمن عميرة، أستاذ الفقه وأصوله بجامعة الأزهر، إن خصوم الإسلام يرددون المفاهيم الخاطئة والترهات حول رسالة الهدى التي جاء بها الرسول -صلى الله عليه وسلم- والقائمة على التوحيد والرحمة والعدل والإنصاف لكل الإنسانية، مضيفاً أن الادعاءات الظالمة على الدين الحنيف وموقفه من المرأة لا تستند إلى أدلة أو يدعمها حقائق بل تتناقض مع أسس الإسلام التي تؤكد تقدير المرأة واحترام كيانها ومكانتها في المجتمع. وقال إن إثارة الشبهات حول المفاهيم الإسلامية التي تضع الأسس والضوابط التي تحكم العلاقات بين أفراد المجتمع خاصة الرجل والمرأة من الأمور اللافتة التي تحتاج من علماء الأمة إلى تفنيدها وبيان ما فيها من مغالطات، موضحاً أن الخصوم يدعون أن النبي-عليه الصلاة والسلام- يظلم المرأة بأحاديثه العديدة التي تأمرها بالطاعة العمياء لزوجها وتجعلها خاضعة له إلى درجة تتعارض مع عقيدة الإسلام ويحتجون بما جاء في الحديث الشريف الذي معناه: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها»، حيث يتعارض ما جاء في الحديث الشريف وغيره مع جوهر الإسلام وما ينادي به من توحيد وعدم السجود لغير الله تعالى. دين التوحيد ويؤكد الدكتور محمد عبدالمنعم البري، أستاذ الحديث بجامعة الأزهر، أن الحديث النبوي صحيح السند ومتواتر وورد بصور عدة، وليس في نصه أو معناه ما يدعيه خصوم الإسلام، من تدني مكانة المرأة بالنسبة للرجل، وقال إن الإسلام دين التوحيد ولا يدعو لعبادة ولا عبودية لغير الله الواحد الأحد، بل إن مناسبة الحديث الشريف الذي يستندون إليه للطعن في الإسلام وموقفه من المرأة، ورواياته كافة تقطع بحظر السجود لغير الخالق وحده الذي لا شريك له. ويضيف أنه جاء بكتب السنن أن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- رجع من الشام، وعندما التقى بالنبي -صلى الله عليه وسلم- سجد له، فرفض الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذا التصرف، وسأل معاذ عن السبب الذي دفعه إلى فعل ذلك، فأخبره معاذ بأنه زار الشام فرأى نصارى الشام يسجدون لأساقفتهم وبطارقتهم فنهاه النبي -صلى الله عليه وسلم- عن فعل ذلك مرة أخرى. وقال -عليه الصلاة السلام- في رواية الترمذي والنسائي وابن ماجه: «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها». وفى رواية ابن حبان بلفظ «لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لغير الله لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها»، وجاءت رواية الحاكم في المستدرك أكثر وضوحاً في نفى جواز السجود لغير الله تعالى: «لو كان ينبغي لبشر أن يسجد لبشر لأمرت الزوجة أن تسجد لزوجها إذا دخل عليها»، كما أن رواية الإمام أحمد بن حنبل -رضي الله عنه- في مسنده حاسمة في نفي وتحريم السجود لغير الله تعالى، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم: «لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر، ولو صلح لبشر أن يسجد لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها». أسماء الأشهلية وقال إنه لا يوجد إشكال في الحديث، فهو متوافق مع الأحاديث التي وردت في تعظيم حق الزوج على زوجته، ومنها حديث أسماء بنت يزيد الأشهلية الذي أخرجه البيهقي في شعب الإيمان أنها جاءت لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقالت: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، أنا وافدة النساء إليك، إن الله عز وجل بعثك إلى الرجال والنساء كافة، فآمنا بك وبإلهك، وإنا معشر النساء محصورات مقصورات، قواعد بيوتكم ومقضى شهواتكم، وحاملات أولادكم، وإنكم معشر الرجال فضلتم علينا بالجمع والجماعات وعيادة المرضى وشهود الجنائز، والحج بعد الحج، وأفضل من ذلك الجهاد في سبيل الله عز وجل، وإن الرجل منكم إذا خرج حاجاً أو مجاهداً حفظنا لكم أموالكم، وغزلنا أثوابكم، وربينا لكم أولادكم، أفلا نشارككم في الأجر؟ فالتفت النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى أصحابه ثم قال: هل سمعتم بمقالة امرأة قط أحسن من مساءلتها في أمر دينها من هذه؟ فقالوا يا رسول الله ما ظننا أن امرأة تهتدي إلى مثل هذا، فالتفت النبي -عليه الصلاة والسلام- إليها، ثم قال: انصرفي أيتها المرأة وأعلمي من خلفك من النساء، أن حسن تبعل إحداكن لزوجها وطلبها مرضاته، واتباعها موافقته، يعدل ذلك كله». فانصرفت أسماء وهي تهلل. بيان عظيم ويقول الدكتور محمود الصاوي، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الاستناد إلى الحديث للطعن في الإسلام يؤكد جهل الخصوم بقواعد اللغة العربية، وتعمدهم سوء القراءة وتحريف المعاني الصحيحة للنصوص، واقتطاع بعضها من السياق وتجاهل الروايات الأخرى التي توضح المقصود الحقيقي منه وهو بيان عظيم حق الزوج على زوجته وضرورة احترامه وطاعته، نظراً لمسؤوليته تجاه أسرته ودوره في رعايتها وحمايتها وتوفير كل ما تحتاج إليه من مؤن ومعايش والالتزام نحوها بأوامر الله تعالى وتشريعاته. وأوضح أن وجود أحاديث نبوية كثيرة تتحدث عن قوامة الرجل على المرأة لا تعني أن الإسلام يعطي الحق للرجال بان يظلموا النساء والتسلط عليهن، مضيفاً أن رسالة الإسلام تقوم على العدل والمساواة والإنصاف وترفض الجور على الحقوق أو تحقير مكانة المرأة أو النيل من كرامتها والتعالي عليها تحت أي زعم، ومضمون الروايات وهدفها لا يخرج عن كونها تعطي إرشادات وتوجيهات عن ضرورة طاعة المرأة لزوجها وحدود العلاقة بين الزوجين بما يتفق مع الشرع. تأكيد لعظم حق الزوج قال د. محمود الصاوي إن العلاقة بين الزوج وزوجته في الإسلام تقوم على المودة والرحمة وحسن الطاعة فيما يرضي الله ورسوله، ولا يمكن أن يدعو الدين الحنيف إلى مبادئ تكرس مفاهيم تظلم المرأة وتحقر شأنها وتجعلها في مكانة أدنى من الرجل، والرسول -صلى الله عليه وسلم- نهى عن السجود لغير الله تعالى وليس من المعقول أن يطلب من النساء السجود لأزواجهن بما يتناقض مع عقيدة التوحيد، وذكر السجود حقيقته أنه تأكيد لعظم حق الزوج على زوجته وعلى لزوم طاعته.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©