السبت 11 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العراق: العبادي بعد المالكي.. ثم ماذا؟

العراق: العبادي بعد المالكي.. ثم ماذا؟
17 أغسطس 2014 21:39
العراق: العبادي بعد المالكي.. ثم ماذا؟ يقول عبدالوهاب بدرخان إن أية «محاكمة» لتجربة المالكي لابد أن تكون محاكمة لـ «التفاهم» الأميركي - الإيراني، الذي سلّم مصير العراق لرجل استأثر بالحكم مستقوياً بحزب عقائدي لم تكن له تجربة في الحكم.. ليس هناك أكثر وضوحاً مما شاهدناه الأسبوع الماضي في العراق. عودة قوية للتفاهم الأميركي- الإيراني على شخصية رئيس الوزراء المقبل. وهي تثير تساؤلات كثيرة من أهمها: هل كان هذا التفاهم يقتصر حصرياً على الشخص من دون السياسات، وهل أن تجديده يشمل شخص حيدر العبادي والسياسات المتوقعة منه؟ بالنظر إلى تجربة نوري المالكي وتداعياتها الكارثية على بنية النظام العراقي، وطالما أن الجميع يعرف أن واشنطن وطهران هما اللتان تنصّبان رئيس الوزراء، لذلك يُفترض ألّا يبقى «تفاهمهما» سرّياً تُنسج حوله التأويلات والتكهّنات، بل يُستحسن ويتوجب أن يكون شفافاً وعلنيّاً. فهما دولتان مهمّتان دولياً وإقليمياً ولا يمكن الاعتقاد بأن تفاهمهما يتعلّق بمَن يكون في هذا المنصب وليس - أيضاً - بماذا يريد فلان أو فلان أن يفعل بالمنصب ومن خلال المنصب. أكثر من ذلك، هناك أطراف أخرى عراقية أولاً، وعربية تالياً، ودولية - إقليمية ثالثاً، معنية بالعراق ومؤثرة ومتأثرة بأحداثه، التي هزّت العالم أخيراً، وبالتالي لا يكفيها أن تتبلّغ بالإيماءات التي مفادها تغيير الشخص وإبقاء السياسات عائمة. يقتضي التصارح القول بأن الولايات المتحدة وإيران، اللتين عيّنتا المالكي ودعمتاه في أخطائه وتجاوزاته حتى اللحظة الأخيرة، شريكتان في فشله. صحيح أنه يمكن الاستغناء عنه ولا سبيل إلى إقصائهما، إلّا أنهما مطالبتان بتصحيح ركائز تفاهمهما والمفاهيم المعتمدة لاستكمال بناء النظام العراقي «الجديد» الذي لم يتبلور بعد، وإن كان قطع شوطين كبيرين، أحدهما في دفع الفيدرالية نحو استقلال/ انفصال مرجّح للكرد، والآخر في تثبيت هيمنة «شيعية» ذات أذرع ميليشيوية على الدولة ومؤسساتها. جبهة واسعة.. تحاصر «داعش» يقول د.عبدالله خليفة الشايجي : لقد بات تنظيم «الدولة الإسلامية» الذي كان يعرف باسم «داعش» يشكل خطراً داهماً على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، بل يرى مندوب العراق في الأمم المتحدة أن هذا التنظيم يهدد الأمن والسلم الدوليين، وقد أصبح هو الظاهرة الأكثر تداولاً والاسم الأكثر استهلاكاً إعلامياً والذي يثير الهلع والخوف لدى كثيرين وخاصة من أبناء الأقليات في العراق، وحتى من السنة الذين يكفرهم «داعش» حيث يقاتلهم كما يقاتل الأكراد والمسيحيين والإيزيديين. وقد تسارعت الأحداث في الأسبوع الماضي على أكثر من صعيد لصدِّ خطر ومحاصرة بركان التطرف الذي يؤججه تنظيم «داعش» سابقاً، الذي تسمى «الدولة الإسلامية» منذ 30 يونيو بعد إعلانه عن قيام ما سماه «الخلافة الإسلامية» وتنصيب المدعو أبوبكر البغدادي «أميراً للمسلمين»! وقد بات هذا التنظيم هو واجهة الإرهاب الأكثر عنفاً ومتابعة من الجميع! ولكن السؤال المهم هو: لماذا لم يتدخل الغرب ومجلس الأمن لوقف «داعش» بعد أن سقطت الموصل بيده في 10 يونيو 2014، وبعدما احتل محافظة نينوى وتوغل من شرق سوريا إلى شمال العراق، ثم إلى غربه في محافظة الأنبار، وشرقه إلى ديالى؟ ولماذا لم يُظهر الغرب اهتماماً، إلا بعد تهديد أربيل وتهديد المسيحيين والإيزيديين؟ لقد تدخل الرئيس أوباما على مضض، وقصف مواقع «داعش» في الشمال، وأسقط، مع البريطانيين والفرنسيين، إمدادات الغذاء والماء فوق جبل «سنجار» لإنقاذ عشرات الآلاف من المدنيين الفارين من بطش «داعش». وفي ضوء ذلك، شكل الأسبوع الماضي علامة فارقة في مواجهة التطرف الإسلامي بتراص الجبهة التي تسعى لحصار ظاهرة التطرف والإرهاب التي تهدد بحرب طائفية ومذهبية وإقصاء للأقليات وتشويه لسمعة المسلمين والإسلام. وبشكل غير مسبوق زاد الإرهاب من نرعة الكراهية والعداء للمسلمين حول العالم خلال أشهر، وربما حتى أكثر مما ساهمت في ذلك «القاعدة» التنظيم الأم الذي خرج «داعش» من رحمه، قبل أن ينقلب عليه. وقد بات «داعش» اليوم مرادفاً لتشويه صورة الإسلام من خلال القتل وقطع الرؤوس! ولذلك كانت الهبَّة في وجهه من قبل الدول العربية، وخاصة الخليجية، لصد بركان التطرف والعنف الذي يشكل «داعش» ذروته المجنونة. كلمة العدالة الدولية المنتظرة حول غزة! يقول داوود كتّاب: يقف جورج عياد ذو الـ75 عاماً في هدوء بالقرب من ابنه جيريز البالغ 31 عاماً، والذي يوجد في حالة غيبوبة بوحدة العناية المركزة في مستشفى ساينت جوزيف في القدس منذ أسبوعين. وكان عياد الأب، الذي يتولى دق الأجراس بالكنيسة الأورثوذكسية في مدينة غزة، قد فقد زوجته جليلة وهو الآن ينتظر لمعرفة مصير ابنه الذي بُترت ساقاه. منزل عياد، الذي لا يبعد عن الكنيسة، كان عرضة لصاروخين إسرائيليين يوم السبت 26 يوليو الماضي؛ الأول كان قذيفة تنبيهية صغيرة يفترض أن تنبّه السكان إلى أن منزلهم سيتلقى قذيفة أكبر. لكن بسبب الصخب وضعف سمعه، لم يدرك جورج أن منزله استُهدف بالتحذير. صعد إلى السطح ليعرف مصدر تسرب مائي تسببت فيه القذيفة الأولى. وعندما أدرك أخيراً ما جرى، صاح محذراً عائلته كي تخرج من المنزل. كانت جليلة وجيريز في المطبخ عندما ضربت القذيفة الثانية المنزل المؤلف من طابق واحد. ويقول الجيران إنهم سمعوا جيريز يحاول إخراج والدته ويستحثها على الخروج قائلا: «حاولي حاولي، لقد كدنا نخرج»، لكن الأوان كان قد فات لمساعدتها. وأصيب جيريز إصابة خطيرة جراء الضربة. أما جورج، الذي كان على السطح عندما جاءت القذيفة من الجانب، فقد سقط فوق منزله المهدم وتعرض لإصابات في الصدر والوجه. حالة جورج عياد هي من الحالات التي يبحث عنها المحققون في جرائم الحرب. فحقيقة أن منزل العائلة تلقى قذيفة تحذير صغيرة أولا يعني أن الإسرائيليين استهدفوا بشكل خاص هذا المنزل، وأن الأمر لا يتعلق بضربة عن طريق الخطأ. وحقيقة أن المنزل تقطنه عائلة مسيحية متقدمة في السن لا تربطها أي علاقة بـ«حماس» أو «الجهاد الإسلامي»، تقصي احتمال أن يكون أي من أفراد العائلة مقاتلين. وعليه، فإن نظام «دق السطح» التحذيري الذي تعتمده إسرائيل لن يكون له أي تبرير في أي محكمة جنائية دولية نظراً لأنه لم يكن ذا فائدة بالنسبة لعائلة متقدمة في السن وتجد صعوبة في التنقل. الإيبولا».. مخاطر وباء عالمي تقول لاوري جاريت : على دول العالم أن تنتبه، فهي لا تدرك حقيقة الأمور، وتعتقد أن هناك وصفات سحرية تحتفظ بها بعض الدول الغنية من شأنها أن توقف فوراً انتشار فيروس «إيبولا» في غرب أفريقيا. فهل يظن البعض أن عناصر الأمن في مطار لوس أنجلوس مثلاً يمكنهم النظر في عيني مسافر ورؤية الإصابة، ومنع دخوله إلى الأراضي الأميركية؟ أم هل تصدقون الروائي «دان براون» الذي وصف على نحو غريب «منظمة الصحة العالمية» بأن لديها طائرة نقل عسكرية خاصة من طراز «سي 5-إيه» وفرقة تدخل سريع ضد الأمراض يمكنها التوجه إلى مناطق انتشار الفيروسات وحماية العالم من العدوى؟ أفيقوا أيها المغيبون .. فما يجري في غرب أفريقيا لا يجدي معه وصف «براون» السخيف. وقد حذر زميلي في مجلس العلاقات الخارجية «جون كامبل»، وهو السفير الأميركي السابق لدى نيجيريا، من أن انتشار الفيروس داخل مدينة «لاجوس» -التي يبلغ تعداد سكانها 22 مليوناًـ سرعان ما سيحول هذا الوضع إلى أزمة عالمية، بفعل الفوضى والكثافة السكانية وسرعة انتقال الفيروس ليس فقط في تلك المدينة ولكن في عشرات المدن الأخرى داخل دولة نيجيريا الكبيرة الغنية بالنفط. ثم أضف إلى مفردات السيناريو النيجيري، الحرب الأهلية والانتخابات الوطنية، وإرهابيي «بوكو حرام»، وإضراب الأطباء في أنحاء البلاد، وكلها مخاطر حقيقية وجار. ضبط العلماء..العصا لمن عصا يقول منصور النقيدان : كان التحقيق أكثر من مرة مع عبدالله بن زيد بن محمود الذي يعقد له مجلس للتتويب في الخمسينيات من القرن الماضي شاهداً على السطوة التي كانت تبعث الرعب في قلوب نظرائه من علماء السعودية من أبناء الجزيرة، أو من العلماء الذين هاجروا أو استضيفوا في المعاهد وكليات الشريعة أو لإلقاء الدروس في الحرمين. لكن قصة عبدالله بن محمود مع علماء السعودية مثيرة وتستحق الحديث عنها أكثر، فابن محمود هو نجدي نشأ وترعرع في وسط البلاد، وهو من تلاميذ محمد بن إبراهيم مفتي البلاد ورئيس قضاتها. ابن محمود كان معروفاً بالجرأة والتمرد، والشجاعة في مخالفة شيوخه في أي مسألة وجد أنها هي الأصوب والأرجح، وماهو أكثر إدهاشاً أنه لم يتوقف عند المسائل الفقهية أو ماله علاقة بفقه العبادات، بل كانت اجتهاداته في العقيدة وتفاصيلها كالقضاء والقدر والعلم الكلي إلى ماله علاقة بأشراط الساعة والمهدي والروايات المتعلقة بظهوره، وكانت مثيرة وصادمة لشيوخه. مبارك و«رابعة» و«داعش» أكد عبدالله بن بجاد العتيبي أن المهم اليوم لمصر هو التطلع للمستقبل والتركيز على البناء والتنمية واستعادة استقرار الدولة وهيبتها وحجمها الطبيعي في المنطقة، وهو أمرٌ بدأت فيه بالفعل. لما يقارب نصف الساعة تحدث الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أمام ما يسميها البعض بمحاكمة القرن، ولئن لم تكن هذه المحاكمة ذات أثرٍ على المستقبل الواعد لمصر الذي تخطه رؤى قياداتها وسواعد أبنائها وقوة تحالفاتها العربية والدولية، إلا إنها مهمةٌ لإعادة كتابة التاريخ، الذي فشلت فيه دولٌ وجماعاتٌ ورموزٌ على كل المستويات الدولية والإقليمية والعربية. ومع التحفظ على التسمية لأن القرون لا يحكم عليها إلا بعد انقضائها، وهذا القرن لم يمض منه سوى أربعة عشر عاماً إلا أن كلمة مبارك لم تكن مرافعةً قضائيةً بل كلمةً للتاريخ، أراد أن يقول إن الحكم على عهده في السلطة لا يمكن أن يكون حول قضايا صغيرةٍ يُحاكم عليها قضائياً، وإنما هو للتاريخ وللشعب المصري، وذكَّر فيها بخدمته لبلاده عسكرياً ومدنياً، وراعى في كلماته الحكم الحالي في مصر، وشنّ هجوماً شرساً ضد جماعة «الإخوان المسلمين» وتحدث عن أنها استغلت الشباب الثائر في أحداث 2011 وما تلاها. الأزمات العربية: دعوات الحماية والتسويات الممكنة يقول د. السيد ولد أباه إن التدخل العسكري المباشر في سوريا لم يعد مطروحاً، ومن الصعب تصور طبيعة التدخل الناجع الممكن في ليبيا، رغم الدعوات المتكررة لحماية المهددين بالعنف الأهلي. في سابقة مثيرة دعا البرلمان الليبي إلى وضع البلاد الممزقة بالفتنة الأهلية تحت الحماية الدولية، بعد أن أصبحت وحدة الكيان الليبي مهددة بمخاطر التفكك والانهيار. في العراق حيث الخلافة «الداعشية» تتمدد شمالاً وجنوباً، نسمع الدعوة ذاتها للتدخل الخارجي من أجل حماية الأقليات المهددة بالإبادة، ومن أجل استعادة وحدة الإقليم المجزأ بعد أن أصبح من الجلي أن حكومة بغداد الطائفية لم تعد قادرة على تأمين استمرارية الدولة التي تشكلت في عشرينيات القرن الماضي. وفي سوريا حالة مماثلة: مبادرات للتدخل الخارجي لحماية السكان واستعادة كيان الدولة في سياق صراع إقليمي حاد لا منتصر ولا منهزم فيه. لاستكناه هذه المؤشرات البادية للعيان، لايتردد البعض في الحديث عن «عودة الوصاية الاستعمارية»، مذكراً بالظروف الأصلية للاحتلال الأوروبي للبلدان العربية، التي تمت في سياق حروب أهلية طاحنة، وتفكك الكيانات السياسية القائمة إثر انهيار الإمبراطورية العثمانية. عسكرة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط حسب أندرو باسيفيتش، فإنه من منظور أخلاقي، تعتبر استجابة الرئيس أوباما لمحنة الأقليات العراقية التي يهدف الإسلاميون إلى انقراضها، استجابةً مبررةً وربما تحظى بالثناء. لكن استئناف العمل العسكري الأميركي في العراق لا يمكنه إخفاء الفوضى الشاملة التي تتميز بها سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. كما أن الأخلاقيات الحساسة التي قد تكون حركت إدارة أوباما لتجديد حرب العراق هي أخلاقيات انتقائية، إذا ما أردنا وصفها بعبارة لطيفة. وفي أماكن أخرى من المنطقة، ترددت واشنطن في مواجهة الشر ووقفت تنتظر بينما كان الأبرياء يتعرضون لأقسى معاملة. ومهما كانت العوامل التي شكلت استجابة الولايات المتحدة للحرب الأهلية في سوريا، أو الأحداث التي شهدتها مصر العام الماضي، إلى جانب الهجوم الإسرائيلي على غزة.. فإن اعتبارات أخلاقية قد برزت، في أحسن الأحوال، بعد فوات الأوان. وإذا ما كانت الإجراءات الأميركية الأخيرة في الشرق الأوسط تنطوي على موضوع مشترك، فهو يتمثل في أمل غامض في أن قمع التطرف الإسلامي المستشري سيساعد على استعادة النظام في منطقة بذلت الجهود العسكرية الأميركية الكثير لزعزعة استقرارها. إلا أن ترجمة هذا الأمل إلى واقع يمثل تحديات مروعة، تبلغ ذروتها في العراق وليس في مكان آخر. وقد أشار «بيتر باركر» بصحيفة «نيويورك تايمز» إلى العراق كـ«مقبرة للطموح الأميركي»، وهذا توصيف ملائم تماماً. فكل من الرؤساء الأميركيين الخمسة السابقين قد رأى العراق كأداة لخدمة المصالح الأميركية، أو توقع أن تمتثل بغداد لمتطلبات أميركية محددة. وقد فشل كل منهم بدوره وأورث عواقب هذا الفشل لمن أتى بعده.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©