الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

اختبارات

7 سبتمبر 2006 23:42
لكل نفس معالمها وطبيعتها الخاصة التي خلقها الله بها والتي تتناسب مع حدودها وقدراتها وتتناسب حتى مع حجم البلاء الذي استهدفها فالإنسان ليس روحا فحسب بل هو تفاعل بين المادة والروح، لذلك تنشأ في النفس صراعات بين الخير والشر ودائماً يخالجنا شعور بهذا الصراع ولمن نستجيب نميل للروح أو نميل للمادة أم لكليهما؟ فكل عنصر له نوازع وشهوات وله قوة عجيبة للسيطرة والتأثير، لذلك نشعر بجهد وتعب لأن ذلك متعلق بإرداتنا الذاتية فالابتلاء ليس في المصائب فقط كما نعتقد وربما يبتلى الانسان بالمحن وليس فقط بالمحن فالدنيا دار تكليف وليست دار النعيم وقد يغفل البعض عن تلك الحقيقة اذا اقبلت عليه المصائب يفزع ويسخط على قدر الله لأن لم يؤمن بالإيمان بالقضاء والقدر وهناك من يبتلى بالحرمان ربما من نعمة الصحة أو الابناء أو الجمال وكذلك المنصب او اي متعة من متع الحياة وهناك من ينعم بتلك النعم ويعيش لذاتها ويبتلى ومنهم من يندفع لينهل من عطاياها دون شبع غرضه الأول فقط الاستمتاع وكأن الدنيا هي مكانه المخلد فيه للابد ولا حياة بعدها يدرك شكر النعم، فهمه الوحيد عدم زوالها، ان الفقر والغنى والصحة والقوة والضعف كلها ابتلاءات والاجر لمن يصبر ويحتسب وليس شرطاً ان يكون المرض عقوبة فقد يكون امتحاناً وابتلاء فرحمة الله ليست قاصرة على ما وهب واعطى بل تمتد الى ما حرم ومنع فما حرم شيئاً وما منع رزقا أو مالا أو صحة الا رأفة بعباده فرحمة الله تعالى يجدها من يفتحها الله له في كل مكان وفي كل شيء يجدها في نفسه وكذلك فيما حوله حتى لو فقد كل شيء، وكما أن هناك قلوبا قاسية هناك قلوب حانية فالحياة تكاليف واختبارات مشقة وجهاد وفي الآخرة لا ننال التكريم والشرف وما علينا سواء ان نصحح علاقتنا مع الله عز وجل حتى نتمكن من تفسير واقعنا على نحو نرضيه ونطمئن اليه وتطمئن نفوسنا فقد يكون الابتلاء جزاء من جنس العمل وقد يكون اختباراً· محمد خميس السويدي - أبوظبي
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©