الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاب إماراتي يطلق قصة محلية مصورة من وحي الخيال العلمي بأسلوب «المانجا»

شاب إماراتي يطلق قصة محلية مصورة من وحي الخيال العلمي بأسلوب «المانجا»
19 يناير 2013 21:33
تجذب الأعمال الكرتونية الصغار والكبار على حد سواء، وينطلق المرء من خلالها إلى عالم من الخيال الواسع، وهو ما ترعرع عليه الفنان خالد حمد، الذي نشأ أمام ذلك الإبداع المصور الذي يتجلى له أمام شاشات التلفاز وهو صغير، فعشق تلك الخطوط من الرسم الكرتوني، وأخذ عن الثقافة اليابانية، وجلبها إلى دارنا، بإطلاق قصة إماراتية مصورة في مجال الخيال العلمي تأليفاً ورسماً. خولة علي (دبي) - أثارت الشخصيات الكرتونية اهتمام خالد حمد وشغفه بها، مما عزز تعلقه بهذا الفن مع ظهور عباقرة هذا المجال مثل الحائز على الأوسكار «هاياو ميازاكي» والمبدع «تاكيهير واينوي»، وعلى أثر ذلك بدأت رحلة خالد حمد إلى اليابان لدراسة فن الرسوم المتحركة و«المانجا» الخاص باليابان، والنهل من منبع هذا الفن، ليكون ثمرة ذلك العشق والجهد والمثابرة، هو إطلاق قصة إماراتية مصورة في مجال الخيال العلمي تأليفاً ورسماً. عن حبه لهذا الفن يقول خالد حمد: عشق فن المانجا الياباني لم يكن وليد اللحظة، إنما هو عشق وتعلق طفولي بذلك الفن، الذي بث لنا من خلال مشاهده وشخصياته الكثير من الأحداث المفرحة والمحزنة تارة أخرى، والمغلفة بالتحدي والرغبة في الانتصار الذي يتحلى به بطل القصة في أحيان كثيرة، وهذه المغامرات الخيالية دفعتنا إلى إطلاق العنان لفكرنا نحو غزو عالم الخيال، فكان أسلوبي في التعبير عن تعلقي بهذا الفن، هو الرسم، ولم يكن هناك أي عائق يثنيني عن لحظة تبوح خلالها فرشاتي عن أسرارها، على الجدران، أو حتى على طاولة المدرسة التي أخذت نصيبها من رسوماتي، وكذلك الكتب المدرسية التي أيضاً حملت لمسة من فني. باب الدراسة وأضاف: دخلت مجال الرسم من باب دراسة الفنون، وأنا في السادسة عشرة من عمري، حيث خطيت أولى خطواتي بتعلم تقنية الرسم من أقلام الرصاص انتقالاً إلى الرسم بالفحم والباستيل، ثم الألوان الزيتية، لكن وجدت نفسي انجذب إلى استخدام تقنية الرسم باللونين الأبيض والأسود خصوصاً الفحم. ونظراً لاهتمام الفن برسم التراث والبيئة أو الثقافة المحلية، عبر رسم الخيول والصقور، بحث خالد حمد عن نقطة انطلاقة جديدة إلى عالم الخيال، حيث يقول عن سعيه إلى التميز في الساحة الفنية: يعد فن «المانجا»الكرتوني بيئة ضحلة للتعبير عن الخـيال، ممــا دفعني إلى خوض هذا الفن والنهل منه على أيدي رواده، في اليابان، حيث درسة فني الأنيمي والمانجا وأساليب الرسم ونظم تطوير الشخصيات الكرتونية، واستغرقت سنتين إلى جانب تحضري لدرسة الماجستير في التسويق في أوساكا باليابان. حب القراءة ويضيف: المانجا فن كرتوني منغرس في صلب المجتمع الياباني، وهو متداول بشكل واسع، حيث يقرأ في القطارات والحافلات والمواقف من الأعمار كافة، فهناك نهم ملحوظ في هذا المجتمع على القراءة، وبالرغم من التطور التكنولوجي المذهل والنهضة التقنية التي تشهدها هذه الدولة، إلا أن هناك علاقة وثيقة جداً بعادة القراءة، التي لم تغب ولم تطمر في ظل التكنولوجيا الحديثة، إنما لا زالت متربعة على عرش الأهمية بين مختلف الأجيال. وعن الأعمال التي قدمها في هذا المجال: أول عمل قدمته يتناول الأدب العربي، وهو قصة مسمار جحا، حيث عرضت القصة بطريقة مصورة وسريعة، وتلتها قصة تعرض حالياً في معرض للأعمال الكرتونية في دبي حملت عنوان أسرار ناصر، وهي تمهيد للقصة المصورة الإماراتية المقبلة في مجال الخيال العلمي، وهي قصة اختفاء ثلاثة من الشباب ثلاثة أيام وعادوا بعدها سنة أكبر مما كانوا عليه، وتتمحور القصة حول هؤلاء الأبطال الثلاثة والأحداث المتعلقة بهم. وقال: ردة فعل الجمهور كانت مشجعة جداً، في قبول هذا النوع من الروايات المصورة، وفاقت كل توقعاتي الشخصية، موضحاً أن حب الناس للعمل جاء من تعاطفهم مع الشخصيات، وذلك لقربهم من الواقع، لذلك فطموحي هو تحويل هذا العمل إلى رسوم متحركة محلية فريدة من نوعها تجسد واقع المجتمع بشكل جديد بعيداً عن أعمال الدراما الحزينة، بحيث يظهر هذا الفن بصورة مرتبطة مع تطور الأفكار العلمية الحديثة. وعن موضوع القصة، لفت خالد حمد إلى أنه من خلال هذه القصة، يتم مناقشة نظريات من الخيال العلمي في نطاق محلي مع شخصيات بسيطة، تتعامل مع وقائع خارج نطاق المنطق، وأن «أسرار ناصر» عمل يجسد ملامح تماسك أبناء الإمارات بشكل عام، والأسرة على وجه الخصوص في مواجهة أحداث ما وراء الطبيعة وكيفية التعامل مع ظهور أشرار من نوع آخر. وبين أنه حاول عرض العمل كلوحات فنية، فصفحات القصة تعرض كلوحة فنية على الحائط، حيث ينتقل القارئ من الصفحة الأولى إلى التالية لقراءة القصة، وأن هذه الطريقة أبتدعت في اليابان، والآن تطبق لأول مرة في الشرق الأوسط، كما شرع في رسم وكتابة القصة على جهاز الكمبيوتر اللوحي، ليوثق نوعاً جديداً من الرسم، الذي ظهر مع تطور مجال التكنولوجيا. التجربة وبخصوص صعوبات التجربة التي مر بها، قال : جاءت التجربة صعبة ومشوقة ومليئة بالمغامرات والتجارب الجديدة من لحظة تعلم اللغة اليابانية إلى التأقلم مع الحياة اليومية والتعايش في مجتمع بعيد كل البعد والاختلاف عن الحياة الاجتماعية في الإمارات، فالخطوة كانت رغبة جامحة في تحقيق مسعاي. وحاولت ابتداع أسلوب رسم جديد، وهو خليط بين الأسلوب الياباني والأميركي، بملامح إماراتية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©