الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العرب والمسلمون وتصدع الحلم الأميركي؟

5 سبتمبر 2006 01:11
واشنطن-وكالات الانباء: اذا كان هناك من متضرر فعلي داخل الولايات المتحدة جراء تداعيات 11 سبتمبر فهم بكل تأكيد العرب والمسلمون الاميركيون· ورغم مرور 5 سنوات على الاعتداءات الارهابية التي استهدفت برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع الاميركية في واشنطن فان هؤلاء ولا سيما من يحمل منهم ملامح شرق اوسطية اصبحوا داخل دوامة شديدة من الشك والارتياب وعرضة لمضايقات تتراجع وتتزايد وفق التطورات السياسية في الخارج· ورغم ان الانباء عن حوادث المضايقات وغيرها من الانتهاكات ضد العرب والمسلمين الاميركيين تراجعت عن مستوياتها العالية عقب هجمات 11 سبتمبر ،2001 الا انها عاودت الصعود مجددا خلال العامين الماضيين لاسباب عدة ابرزها الحرب في العراق، حيث اخذت تتعمق أجواء عدم الثقة وبالتالي اصبح هناك صدع داخل صورة اميركا نفسها كبلد للجميع لا لفرز على اساس عرقي أو ديني· ووفق رئيس المعهد الاميركي العربي في واشنطن جيس زغبي فانه حتى الجيلين الثاني والثالث الذين ولدوا في اميركا يواجهون مشكلات او يخافون من مواجهة مشكلات''، وقال لوكالة الانباء الالمانية ''يخشى الناس اتساع نطاق هذه المشكلات وهذه هي المشكلة''· فيما يؤكد المسلمون الاميركيون اصحاب الملامح الشرق اوسطية مواجهتهم لحالة شاذة من الارتياب بينها نظرات اتهام وعنصرية ومرورا بعمليات المراقبة والتفتيش الاضافية في المطارات والاعتقالات التعسفية· وتبدو المشكلة الكبرى اشبه بجهل ثقافي، اذ وحسب استطلاع للرأي لمعهد جالوب فان 39 بالمئة من الاميركيين يعترفون بان لديهم افكارا مسبقة حيال المسلمين وبالتالي فهم لا يرغبون في جار مسلم· وقال مدير فرع ميشيجن في مجلس العلاقات الاميركية الاسلامية داود وليد ''ان اغلب الاميركيين لا يعرفون المسلمين باستثناء الذين يلتقونهم في العمل ولذلك فان ما يعرفونه عنهم يأتي من وسائل الاعلام''· واشار في تقرير لوكالة فرانس برس الى ان الرئيس جورج بوش الذي كان ابدى نوعا من ضبط النفس اثر اعتداءات 11 سبتمبر استخدم في الاونة الاخيرة تعابير سياسية اكثر حدة مثل ''الفاشيين الاسلاميين'' في وصف لـ''حزب الله'' اللبناني، واضاف ''حين يستخدم القادة الروحيون والسياسيون لغة متشددة فان ذلك تكون له آثار جانبية مؤسفة''· وسجل المجلس خلال السنوات الخمس الاخيرة تزايدا في الشكاوى من عمليات مضايقة وعنف وتمييز· ففي 2004 زادت الشكاوى بنسبة 49 بالمئة لتبلغ 1522 بينها 141 تتعلق باعمال عنف ذات طابع عنصري· فيما توقع احد مسؤوليه ان تتزايد هذه الارقام في 2006 الحالي· وقال اسامة ابوالحسن (20 عاما) وهو احد مقدمي هذه الشكاوى (اميركي من اصل لبناني) انه امضى الشهر الماضي اسبوعا بالسجن على اساس تهمة الارهاب بعد ان اعتقل في مدينة صغيرة في اوهايو حيث اشترى هواتف نقالة مع صديق، واضاف ''على مدى اسبوع سألنا ماذا نفعل هنا؟ وادركنا ان هذا الامر يمكن ان يحدث لاي كان''· ويشبه اسامة بالقبعة التي يعتمرها وال ''تي شيرت'' الذي يرتديه اي طالب عادي، لكن اسمه (اسامة) يثير الفزع حين تتم دعوته للدخول الى ملاعب كرة السلة· وقال في اسف انه اعتاد على نظرات الارتياب حين يمشي في الطريق، لكنه تساءل ''لماذا وضع في زنزانة وظهرت على شاشات التلفزيون وسط صور الاعتداءات في العراق''، وقال معلقا على التهم التي وجهت اليه والتي تم سحبها لاحقا ''ما كان يجب ان يحدث لي كل هذا··الامر لا اساس له··لا نزال نفخر بكوننا اميركيين وباصولنا لكن حين تعيش مثل هذه الاوضاع فانها تغير من نظرتك للامور··ان هذه الحادثة افقدتني الثقة بالنظام القضائي الاميركي· واعتبر امام سيد حسن القزويني المسؤول في المركز الاميركي الاسلامي في ديربون في ضاحية ديترويت من جانبه ان ممارسات السلطات الاميركية مثيرة للقلق، وقال ان الولايات المتحدة آخذة في التحول الى دولة بوليسية على الاقل بالنسبة للمسلمين''، مضيفا ''هناك قول ماثور··من يضحى بالحرية باسم الامن لا يستحق الحصول على اي منهما''· ووثقت دراسة اجريت مؤخرا مخاوف العرب الاميركيين من أن الحكومة تتجسس عليهم وبانها تعمل على تبني مفاهيم عرقية أو دينية نمطية· ووجدت الدراسة أن العرب عرضة بما يزيد على الضعف لمشاعر الاحباط مقارنة بغيرهم من الاميركيين العاديين وأن أجورهم تراجعت منذ عام 2001 ولاسيما في المناطق التي تشهد معدلات جرائم دافعها الكراهية· فيما كشف استطلاع لصحيفة ''يو اس ايه توداي'' أن 39% يعتقدون أن المسلمين حتى الاميركيين منهم يتعين أن يحملوا بطاقات هوية ''خاصة'' في إطار إجراءات مكافحة الارهاب· وتتفاوت أشكال التمييز الموجه للمسلمين في الحياة اليومية بين رسائل الكترونية بذيئة في العمل إلى جرائم دافعها الكراهية الشديدة مثل حرق المساجد· وقال زغبي أن المهاجرين الجدد وأصحاب المتاجر والطلاب هم الاشد عرضة للخطر لاسيما لو كانوا يرتدون ملابس عربية أو إسلامية واضحة· في وقت قارن منير عزاوي المتحدث باسم المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا بين حال المسلمين في أميركا وحالهم في أوروبا، وقال بعد جولة في الولايات المتحدة إن الشيء الذي أثر بشدة فيه لقاء المسلمين الاميركيين وتاكيدهم إنهم يشعرون بالفخر بانتمائهم الاميركي وتملؤهم روح التفاؤل والتطلع الى المستقبل رغم كل ما يجري· ماذا يقول بعض المسلمين الاميركيين في الداخل والذين وفق التقديرات يتراوح عددهم بين ثلاثة ملايين وسبعة ملايين؟··احسان سعد الدين فخور بأنه أميركي لكنه سئم أن يكون مضطرا لإثبات ذلك لمجرد أنه أيضا مسلم· ويشعر أنه أميركي مثل جاره تماما، لكنه اضاف إن هجمات 11 سبتمبر كانت حدا فاصلا مأساويا إذ حولت مسلمي الولايات المتحدة بين عشية وضحاها من مواطنين عاديين إلى أهداف للاشتباه والتمييز· مشيرا الى استجوابه لمدة 45 دقيقة في المطار الشهر الماضي وسؤاله مرارا عما إذا كان يؤيد الإرهاب· وقال آسفا ''كوني ولدت في بلد آخر لا يجعلني أقل أميركية من وزير الأمن الداخلي· وينفي المسؤولون الأميركيون من جانبهم استهداف المسلمين الأميركيين على نحو ظالم ويقولون إن زعماء مسلمي أميركا يستطيعون الآن الوصول إلى كبار المسؤولين أكثر من أي وقت مضى· وقال دانييل ساذرلاند رئيس مكتب الحقوق والحريات المدنية بوزارة الأمن الداخلي ''من الواضح أن الأميركيين المسلمين يواجهون الآن تحديات فيما يتعلق بالحقوق المدنية لم يواجهوها من قبل ونحن كحكومة في حاجة لأن نتصل بشكل أفضل معهم ونبذل قصارى جهدنا في وزارتنا وسترون ذلك الأمر مع حكومات الولايات والحكومات المحلية''· وأنشأ ساذرلاند فريقا لإدارة الحوادث يضم نحو 25 من زعماء الجالية للتشارك في المعلومات عندما تقع أزمة والرد بسرعة على أي تطور معاكس· ويتفق كثير من المسؤولين على أن الجالية المسلمة يمكن أن تكون ذات أهمية حيوية في القضاء على المتشددين في الولايات المتحدة· وقال سعد الدين ''نشعر أن المسجد هو خط الدفاع الأول عن البلاد··نراقب عن كثب أي وافد جديد وإذا رأينا أي خطر فإننا نعتبره في المقام الأول تهديدا لنا ولمسجدنا··إنني أول من أتحرك وأتصل بالسلطات''· وقال سومبال محمود ويعمل محاميا بشركة في مينابوليس بولاية مينيسوتا وهو المتحدث باسم الجالية الإسلامية المحلية إن المسلمين الأميركيين يريدون منع الإرهاب أكثر من أي طرف آخر لأن تأثيره على حياتهم أشد من تأثيره على الآخرين· وقال خالد قاضي وهو طبيب متخصص في غرب نيويورك إن الأميركيين المسلمين أصبحوا أكثر نشاطا في الحياة السياسية والمدنية منذ الهجمات ويخوضون الانتخابات لشغل مناصب عامة من قضاة المناطق حتى مجلس الشيوخ·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©