الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«دَيلي ريكورد»: أموال الدوحة تسلب الروح من كرة القدم

«دَيلي ريكورد»: أموال الدوحة تسلب الروح من كرة القدم
28 أكتوبر 2018 00:03

دينا محمود (لندن)

أكدت صحيفة «دَيلي ريكورد» البريطانية أن المحاولات المستمرة التي يقوم بها النظام القطري لاستغلال الرياضة - وخاصةً لعبة كرة القدم - لتحقيق أهدافه السياسية المشبوهة، يجرد هذه اللعبة ذات الشعبية الساحقة في مختلف أنحاء العالم من روحها، ويُدخلها حلبة الصراعات الإقليمية والدولية.
وفي مقالٍ للكاتب دنكان كاسيل حمل عنوان «روح كرة القدم تُسلب من جانب دولٍ شرق أوسطية»، نددت الصحيفة واسعة الانتشار بالأموال الطائلة التي يبددها «نظام الحمدين» على كرة القدم منذ سنواتٍ دون الاكتراث بمصلحة اللعبة أو ممارسيها. وأشار المقال في هذا الإطار إلى أن أغلى صفقتين أُبرمتا على الساحة الكروية الدولية مؤخراً كانتا على يد هذا النظام، وبلغت قيمتهما مجتمعتين 402 مليون يورو (ما يقارب 460 مليون دولار أميركي).
وتشير الصحيفة في هذا الإطار إلى تعاقد نادي «باريس سان جيرمان» الفرنسي ذي الملكية القطرية، قبل عامٍ مع النجم البرازيلي نيمار جونيور دا سيلفا من برشلونة الإسباني مقابل 222 مليون يورو (258.5 مليون دولار)، وضم النادي نفسه اللاعب الفرنسي الشاب كيليان مبابي من «موناكو» على سبيل الإعارة لمدة موسمٍ واحدٍ قبل التعاقد معه بشكل نهائي، وذلك مقابل 180 مليون يورو (نحو 210 مليارات دولار).
وأدى هذا الإنفاق المهووس إلى اتخاذ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «اليويفا» قراراً قبل أسابيع بإعادة فتح التحقيق بشأن انتهاك النادي الباريسي - الذي يملكه «جهاز قطر للاستثمار» وهو أحد الصناديق السيادية القطرية - لما يُعرف بـ«قواعد اللعب المالي النظيف»، والتي تنص على ألا يتجاوز إنفاق الأندية المشاركة في مسابقات «اليويفا» قيمة إيراداتها المالية، وألا تتعدى خسائرها 30 مليون يورو (نحو 35 مليون دولار) خلال فترة ثلاثة أعوام.
وواصل كاسيل هجومه على نظام تميم مُتسائلاً بسخريةٍ مريرةٍ قائلاً: «أين يا ترى ستُقام بطولة كأس العالم المقبلة؟ لقد اشترتها قطر بمبلغٍ ماليٍ ربما لن نعلمه أبداً»، في إشارةٍ إلى سرقة النظام الحاكم في الدوحة لحق استضافة مونديال 2022 عبر دفع رشى لعددٍ من الأعضاء البارزين في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي لكرة القدم، لضمان الحصول على دعمهم للملف القطري في جولات التصويت التي أجرتها اللجنة أواخر عام 2010، وشهدت كذلك طرحاً لملفات دولٍ أكثر خبرة في إقامة الفعاليات الرياضية الكبرى، مثل الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية. وقال الكاتب في مقاله إن إسناد تنظيم المنافسات لقطر بهذه الأساليب الاحتيالية، أدى إلى إسقاط رئيس «الفيفا» الذي وقعت في عهده تلك الجريمة، في إشارة إلى الرئيس السابق للاتحاد الدولي سيب بلاتر، وأسفر أيضاً عن الإطاحة بعددٍ كبيرٍ من أعضاء اللجنة التنفيذية، التي اتخذت القرار المشبوه المتعلق بتحديد الدولة المُضيفة لكأس العالم المقبلة.
المعروف أن 11 من أصل الأعضاء الـ22 لهذه اللجنة في وقت إجراء ذاك التصويت، حوكموا أو أدينوا أو صدرت بشأنهم - فيما بعد - قراراتٌ تمنعهم من ممارسة أي نشاطٍ كرويٍ مدى الحياة. ولم يسلم من هذا المصير بلاتر نفسه الذي اضطر إلى الاستقالة من منصبه بدورة منتصف عام 2015. ووصف الصحفي الرياضي البريطاني البارز ما تفعله قطر على الساحة الكروية العالمية في الوقت الحاضر بـ «الحقيقة القاسية»، وأشار على وجه الخصوص إلى إنفاق هذا البلد - الموصوم بدعم الإرهاب وإفساح منابره الإعلامية لدعاة التطرف والعنف - مئات الملايين من الدولارات دون طائل على «باريس سان جيرمان»، أملاً في فوزه ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، وهو ما لم يتحقق حتى الآن. وأشار كاسل إلى أن الدويلة المعزولة تواصل تصرفاتها الحمقاء هذه على الصعيد الرياضي، رغم الإجراءات الصارمة المفروضة على نظامها الحاكم منذ منتصف العام الماضي من جانب الدول العربية الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين)، والتي تشمل قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.
واستشهد المقال بالانتقادات الحادة التي توجهها شخصياتٌ كرويةٌ بارزةٌ على المستوى الدولي لاستغلال نظام تميم أمواله لإفساد اللعبة الشعبية الأولى في العالم. وأشار في هذا السياق إلى التصريح الذي أدلى به المدير الفني الفرنسي المخضرم أرسين فينجر - الذي ظل مدرباً لفريق الأرسنال الإنجليزي لكرة القدم لمدة 22 سنة متواصلة - تعقيباً على المبلغ الهائل الذي تكبدته الدوحة لشراء نيمار من برشلونة، حين قال بحسرة إن «كل شيء يمكن أن يحدث بمجرد امتلاك دولةٍ ما نادياً» للكرة. وكانت «دَيلي ريكورد» قد طالبت قبل أسابيع بنقل مونديال 2022 من قطر، بسبب تغيير موعد المباريات من منتصف الصيف كما هو معتاد إلى شهري نوفمبر وديسمبر، بهدف تجنب درجات الحرارة الهائلة التي تسود الدويلة المعزولة في يونيو ويوليو من كل عام. وشددت الصحيفة البريطانية، التي تتخذ من اسكتلندا مقراً لها، على أن التوقيت يعني كل شيء بالنسبة لكأس العالم تحديداً، وأن إقامته أواخر 2022 - كما بات مقرراً - سيدمر جدول مباريات البطولات الكروية في مختلف أنحاء أوروبا، وسيُحْدِثْ ورطةً بالنسبة لبطولتيْ دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي؛ «شامبيونز ليج» و«يوروبا ليج» على الترتيب.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©