السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الكامي».. وجبة صباحية من لبن وسمن وتمر لليوم كله

«الكامي».. وجبة صباحية من لبن وسمن وتمر لليوم كله
16 أغسطس 2014 20:10
«الكامي» طبق شهي، يعد من الأكلات الشعبية التراثية المعروفة التي لا غنى عنه، ويستخلص من لبن الماعز أو البقر، ويتصف بطعمه اللذيذ خصوصا إذا أضيف إليه القليل من السمن العربي. ودرجت العادة أن يؤكل مع التمر صباحا ليكون وجبة متكاملة العناصر تمنح متناولها الطاقة والحيوية طيلة اليوم. تجديد بلا تغيير «الكامي» كما يطلق عليه باللغة العامية، يعتبر من الأكلات الشعبية المعروفة في الماضي عند الأسرة الإماراتية، حيث يؤكل هذا الطبق مع التمر «السح»، ويضاف إليه السمن، وغالبا ما يؤكل في الصباح الباكر أو وقت العصر خاصة حين يكون الطبق باردا. إلى ذلك، عمدت أم يوسف، من إمارة رأس الخيمة، والتي تملك أسرار هذا الطبق إلى تجديده بطريقة مبتكرة وغير تقليدية، حيث استطاعت من خلال خبرتها ومهاراتها أن تقدم هذا الطبق التراثي الذي لا تزال الكثير من الأسر تشتاق له خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل القيظ. حول طبق الكامي، تقول أم يوسف إن مشروعها بدأ مع بداية شهر رمضان، حيث يزداد الإقبال عليه في هذا الشهر الكريم نظرا لما يتصف به من مذاق طيب وسهولة في التحضير إلى جانب فوائده الغذائية الكثيرة، وتضيف «البعض يشتري الكامي من الأسواق، إلا أن كثيرين يفضلون إعداده بأنفسهم، ويحرصون على توزيعه على الجيران خاصة قبل دقائق من موعد الإفطار. وهذه من العادات القديمة والمنتشرة عند أهل الإمارات، ولا تزال الأسر تحرص على التمسك به وتحافظ عليه». طريقة التحضير حول طريقة تحضير «الكامي»، تؤكد أم يوسف أنها «بسيطة للغاية ولكنها دقيقة، فحليب المواشي هو المصدر الذي يستخلص من اللبن الرائب أو الروب، حتى يتم سكب اللبن في وعاء، ويوضع على نار هادئة لمدة لا تتجاوز العشرين دقيقة، ويجب ألا يصل إلى درجة الغليان حتى يبقى متماسكا، وتبدأ المادة الصلبة تطفو على سطح الوعاء منعزلة عن الماء لتكون الكامي، ثم يترك حتى يفتر ثم يصفى ويضاف إليه السمن العربي أو الدهن الخنين ويقدم مع التمر». وتشر أم يوسف إلى أنه يتم حفظ «الكامي» لفترات طويلة تحت درجة برودة متوسطة، ونظراً لعدم توفر أجهزة تبريد في الماضي، فقد كان السبيل الوحيد أمام الأجداد للاستفادة منه لفترات طويلة وحمله كمؤونة رئيسة أثناء السفر، التجفيف وتحويله إلى «يقط»، وهو عبارة عن «جامي» مجفف، يحضّر من البقايا الزائدة عن الحاجة، موضحة «كانت النساء في السابق تضع «الكامي» في إناء كبير، وترش عليه قليلاً من الملح، ثم تضع غطاءً شفافاً يحميه من الحشرات والغبار وتتركه تحت أشعة الشمس لمدة تصل إلى أيام، حتى يجف. بعد ذلك يمكن حمله وحفظه لفترات طويلة تصل إلى عام، وعند الرغبة في تناوله، لا يتطلب الأمر سوى نقعه في الماء لنحو 20 دقيقة، ليأخذ بعد ذلك الشكل الطبيعي لـ«الكامي». طريقة غير تقليدية للخروج من الطريقة التقليدية للبيع، وجدت أم يوسف مواقع التواصل الاجتماعي هي الأنسب لترويج منتجها، وذلك عن طريقة حساب في «الإنستغرام»، تحت عنوان «جامينا»، ويرجع السبب في تسميته نسبة إلى أن الاسم متداول ومعروف عند أهل الإمارات نسبة إلى الطبق نفسه. في هذا الصدد، تقول «منذ انطلاق المشروع حظي بإقبال جيد، من خلال بيعه يتم وضعه في أوان تراثية قديمة مثل «الجفير» بأحجام صغيرة أو وعاء مثل «مله أم خماس» التي تتشكل بألوان جميلة، فضلا عن أن هذه الأطباق يمكن توزيعها كهداي على الجيران أو يمكن أن تقدم في المناسبات والولائم والأعراس». وتؤكد مريم أحمد، من سكان أبوظبي أن الجميل في المجتمع الإماراتي تمسكه بالتقاليد مهما تطورت الحياة، ولهذا تم الحفاظ على الأكلات الشعبية الموروثة عن الآباء والأجداد، فالجيل الجديد لا يزال يقبل عليها، مضيفة «الكامي من الأكلات المفضلة لدى أسرتي، وكثيراً ما نطلب ذلك الطبق من أم يوسف التي لها طريقة مميزة في عرضه للبيع ناهيك عن طعمه الطيب واللذيذ، ونفضل أكله خاصة في الصباح الباكر أو وقت العزائم العائلية في نهاية الإجازة الأسبوعية». (أبوظبي- الاتحاد)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©