الباليه، ليس بالرقص السهل، وهو ليس حكراً على الفتيات ذوات القوام الرشيق أو الأطفال النحيفات، ولو عدنا إلى تاريخ هذا الفن الراقص فسنجده أحد فنون الرقص التي تعبر عن مشاعر ورغبات وتطلعات الإنسان منذ أقدم العصور وهذا الفن كغيره من الفنون مر بمراحل عديدة وأضيفت إليه خصائص وسمات متباينة.
وتشير الأبحاث إلى أن كلمة «الباليه» (Ballet) جاءت من كلمة Ballareالإيطالية وBalloاللاتينية القديمة، وأصبحت كلمة Balletالفرنسية الاسم الشهير لهذا الفن القديم حتى الآن، مما يؤكد أن هذا الفن عرف في عصر النهضة الثقافية في أوروبا، وفي إيطاليا تحديداً مهد النهضة الثقافية حيث استخدم الأرستقراطيون والأمراء الفنون كوسيلة وطريقة للتباهي بقوتهم الاقتصادية وزيادة نفوذهم السياسي، لينتقل ويصبح جزءاً مهماً في حياة القصر الفرنسي في القرن السابع عشر، وليصل مسرح الباليه أواخر القرن السابع عشر إلى بلاط القيصر الروسي وينشأ بعدها الباليه في روسيا تحت تأثير اتجاهين عظيمين على حد سواء هما: تقاليد الرقص الغربية التي جاء بها مخرجو الرقص الأجانب الذين عملوا في روسيا منذ القرن الثامن عشر، والرقص الفلكلوري الروسي.
وفي الثلث الأول من القرن التاسع عشر تشكل فن الباليه الروسي باعتباره مدرسة وطنية مستقلة، وهو ما وصل إلينا اليوم.
رقص كلاسيكي
ويأتي هذا التعريف ليؤكد أن الباليه هو رقص كلاسيكي راقص منذ أقدم العصور للمحافظة على أنوثة المرأة ورشاقتها، وحرصها على ممارسة نوع من الرياضة بمتعة وشغف، لكن ذلك لا يمنع أن الباليه أيضاً محبب عند بعض الرجال ولطالما درسه مدربون شأنه شأن بقية الرقصات كالتانغو والسامبا وغيرها.
وعن فوائد الباليه للجسم خاصة عند المرأة تقول أخصائية ومدربة الرقصات عايدة نهرا إن الباليه أثبت أنه أهم أنواع الرياضة كونه يتطلب لياقة كبيرة تساهم في عملية الأيض وهو ينشط الدورة الدموية مع تنمية الحس الفني للرقص والموسيقى التي هي غذاء الروح.
وتقول: يساعد الباليه على المرونة، لأن الحركات الخاصة بهذا الرقص تساعد بشدة في خلق مرونة الجسم، لاستخدامها لبعض العضلات التي قلما تستخدم في الألعاب الأخرى.
ويحسّن الباليه وضع الجسم فالتمارين تطلب استخدام وضع جسم جيد ومستقيم، ولهذا السبب تتضمن فصول تعليم الباليه دروس الاستقامة والمحاذاة، التي تحسن شكل وهيئة الجسم وتعمل على خلق حالة من الوعي تجاه الاستقامة الجيدة عند أداء أي نشاط.
ويعمل الباليه على تناسق الجسم، فالحركات التي يتم تدريسها في الباليه مصممة خصيصاً لتناسق الجسم وتقوية العضلات، وهذا يحول دون تكون الدهون والشحوم الضارة بالصحة.
ويعمل الباليه على خفض التوتر والإجهاد، فعند تأدية تمارين وحركات يتلقى الفرد مزيداً من الاسترخاء لدى جسمه وعقله، فانتباهه سوف يتحول للتركيز على كل حركة، ووضع يديه وقدميه، ويقر العديد من الأشخاص بشعورهم بالراحة وتخلصهم من التوتر بمجرد التركيز في رقص الباليه.
كما يساهم في تعزيز التعبير الإبداعي، فعلى الرغم من الفوائد الصحية الجَمَّة التي تعود من جراء ممارسة الباليه، فهو ليس فقط شكلاً من أشكال التمرينات، ولكنه أيضاً نوع من التعبير الفني، حيث يمكن فهم كل حركة من حركات الرقص بطريقة خاصة، لتصبح هي وسيلة التعبير عن شخصيته وآرائه مما يخلق منه نوعاً فريداً من العلاج لكل من العقل والجسم.
(بيروت - الاتحاد)
عدد اليوم
