الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طالبتان تبتكران تقنية لاستخلاص البلاستيك من سعف النخيل

طالبتان تبتكران تقنية لاستخلاص البلاستيك من سعف النخيل
17 أغسطس 2014 02:28
فكرت الطالبتان نورة الحوسني وآية المصري، من المعهد البترولي، في إنجاز مشاريع عدة، واختبرتا الكثير منها منذ بداية السنة الدراسية الحالية، فنجحت فكرة واحدة، بل وصلت إلى منصة التتويج في الدورة الثانية في مسابقة «بالعلوم نفكر»، التي تنظمها مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، واحتل المشروع الذي حمل عنوان «أشجار النخيل لإنتاج مواد بلاستيكية مهجنة»، المركز الأول على مستوى الجامعات والمعاهد العليا، في فئة الطاقة والبيئة، وكان من ضمن المشاريع الناجحة التي حظيت بتكريم سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإمارات لتنمية الشباب، إلى جانب 60 طالبا من الشباب الإماراتيين المبدعين عن ابتكاراتهم وأفكارهم الإبداعية في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا. دافع بيئي يهدف المشروع، الذي نفذته الفتاتان، بإشراف المهندس سعيد الحسن، إلى استخراج بلورات السليلوز النانونية من سعف شجرة النخيل الجاف، وبالتالي الاستفادة من أشجار النخيل في تطبيق جديد في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال إنتاج المواد البلاستيكية المهجنة باستخدام البلورات السليلوز النانوية المستخرجة من أوراق شجرة النخيل الجاف. واختارت المجموعة سعف النخيل انطلاقا من إيمانها العميق بأهمية النخلة التي كانت وستظل الرمز الثقافي والتاريخي للبيئة المحلية، كما كان الدافع البيئي حافزا لاختيار النخل وسعفها كمادة للبحث للحلول من دون إتلاف كميات هائلة منها تضر بالبيئة، بحيث يعتبر سعف النخيل الجاف من المخلفات الزراعية في دولة الإمارات العربية المتحدة، إذ تنتج الدولة منها ما يعادل 600 مليون كيلوجرام سنويا. وعن سبب اختيار سعف النخيل كمادة للمشروع، تقول الحوسني: «يستخدم أجدادنا سعف النخيل منذ القدم في تصنيع أدوات منزلية، كما شكل مصدر طاقة للطهي، إلا أن هذه الاستخدامات غير كافية لاستهلاك كميات كبيرة من سعف النخيل، لذلك فهي ترمى أو تحرق من غير جدوى اقتصادية». وتوضح الحوسني أن المشروع يسعى إلى إيجاد استخدامات جديدة لسعف النخيل عن طريق استخلاص بلورات السليلوز ذات الأبعاد النانونية، والتي تستخدم في تصنيع المواد البلاستيكية المهجنة. وتضيف «بلورات السليلوز تعتبر من أهم مكونات الأشجار فهي تتمتع بخواص كيميائية وميكانيكية مميزة تجعلها صالحة للاستخدام في تطبيقات عدة، أهمها المواد المهجنة وبالأخص المواد البلاستيكية. بحيث لا يتم استغلال سعف النخيل بالطريقة الصحيحة، وذلك ما يتبين من الحالة الراهنة المتمثلة في قلة الفائدة الاقتصادية للكميات الهائلة من سعف النخيل، والذي يتطلب منا الاستفادة منها عن طريق تطوير منتجات ذات قيمة مضافة باستخدام التكنولوجيا النانونية». اقتصاد المعرفة من خلال الأبحاث التي قامت بها المجموعة، تقول الحوسني: «اتضح أن المواد البلاستيكية المهجنة تتمتع بخواص ميكانيكية وكيميائية وبيئية أفضل بكثير من نظيراتها من المواد الأخرى». وتفيد بأن المشروع تطلب القيام باستخلاص البلورات السليلوزية من سعف النخيل بكميات مخبرية تكفي للقيام بالتحاليل القياسية، ومن ثم تم تصنيع المواد المهجنة ودراسة خواصها الأساسية وفي الختام تم إعداد دراسة هندسية واقتصادية متكاملة لتصنيع هذه المواد في الدولة. وتضيف الحوسني أن فوز المشروع بالجائزة يعتبر مسؤولية ودافعا للبحث عن تعميق المشروع، موضحة أن النخلة أعطت وما تزال تعطي بالوتيرة نفسها. وتتابع «كانت وما زالت وستظل أشجار النخيل جزءا لا يتجزأ من نسيج الثقافة والحياة الإماراتية فهي رمز العطاء في رطبها وجذوعها وأوراقها. وبهذا المشروع فهي ستسهم في بناء اقتصاد المعرفة باستخدام التكنولوجيا النانونية وبهذا يتواصل عطاء النخلة من خلال هذا المشروع». وعن آلية تنفيذ المشروع، تقول الحوسني: إن اختيار هذا الموضوع جاء بناء على رغبة المجموعة والتفاضل بين العديد من المشاريع، مؤكدة أن الاتفاق على المشروع جعل المجموعة تعمل على توفير المواد وعمل خطة كاملة لتوفير احتياجاته وتوفير البيئة الملائمة للعمل المتمثلة في المختبر. وتضيف: «بعد توفير كل الاحتياجات بدأنا التجريب، حيث تبين لنا أن العصا التي تتوسط سعف النخيل تتضمن نسبة أعلى من السليلوز، وعليه قطعناها إلى أحجام صغيرة وغسلناها بالماء ووضعناها في مغل للتخلص من الشوائب، بعد ذلك تركناها في فرن خاص لتجف، وكنا نستخرج من كل عصا أكثر من جرام من المادة الخام، والتي أضفنا لها مواد كيماوية للحصول على مادة السليلوز، وفي مرحلة متقدمة وضعنا المادة تحت جهاز التكبير ليتضح لنا أن العملية نجحت وحصلنا على مادة السيليلوز». تجاوز التحديات// تجاوز التحديات عن التحديات التي واجهت المشروع، توضح الطالبة نورة الحوسني «واجهتنا تحديات عدة في إنجاز الموضوع وكانت تتعلق بالدقة في العمل، وعدم السماح بالخطأ لأن ذلك كان يجعلنا ندفع الثمن من الوقت ومن توفر المختبر الذي يعمل به كل الطلاب ويصعب الحصول على فرصة أخرى في وقت وجيز، ما دفعنا للعمل خلال العطل لاختصار الوقت».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©