العلم العراقي يفجر جبهة جديدة

بغداد - حمزة مصطفى: أثار قرار رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني بإنزال العلم العراقي من الدوائر والمؤسسات الحكومية في إقليم كردستان والاكتفاء برفع العلم الكردي ردود فعل واسعة في الأوساط السياسية وغير السياسية في العراق· ففي الوقت الذي رأت فيه قوى سياسية وبرلمانية عراقية مقدمة لانفصال الأكراد عن العراق، سعت قوى سياسية وبرلمانية أخرى إلى التقليل من أهمية هذه الخطوة ودعت إلى عدم المبالغة في تحميلها نتائج سياسية آنية ومستقبلية لا تستحق وبين هذين الموقفين ظهر موقف وسط سعى إلى منح القرار الذي حمل رقم 60 والذي أصدره رئيس الإقليم بارزاني شيئاً من التبريرالمنطقي· أما السياسيون الأكراد فلديهم موقفهم المبني على قناعة راسخة بأن العلم العراقي الذي تم أقراره بعد أول انقلاب على حكومة عبدالكريم قاسم عام 1963 ليس فيه حصة للأكراد، بل هو يدعو فقط إلى أمجاد الأمة العربية· فالعلم ذو النجمات الثلاث الخضر والألوان الأسود والأبيض والأحمر يلخص مآثر العرب وأيامهم ولياليهم منذ العهد الجاهلي الى العصر العباسي· العلم الذي سبق هذا العلم والذي كان معمولاً به على عهد عبدالكريم قاسم كان مقبولاً من الأكراد على أساس أنه جعل لهم حصة من خلال اللون الأصفرالمنبثق من شعاع الشمس الذي يتوسط شعار الجمهورية العراقية بعد سقوط الملكية عام ،1958 وبالتالي فأنه يمثل كل أطياف الشعب العراقي· بعد عام 1991 تمتع الأكراد بنوع من الحكم الذاتي الكامل الذي يكاد يشبه الاستقلال عندما أضطر صدام الى الانسحاب من المحافظات الشمالية ما اعتبره الكرد تحريراً للإقليم حيث بسطوا سيطرتهم عليه بالكامل في هذه الاثناء لم يعترف صدام حسين بخسارته الحرب مع الولايات المتحدة الأميركية التي أخرجته من الكويت خلال حرب الخليج الثانية· وكان من بين أبرز ما فعله هو العبث بالعلم العراقي وذلك بإضافة عبارة ''الله أكبر'' بخط يده داخل العلم وبين نجومه الثلاث· وعقب سقوط النظام في التاسع من أبريل عام 2003 أدرك قادة العراق الجدد أن واحدة من المهام التي ينبغي التصدي لها هي العلم العراقي والنشيد الوطني· فالأكراد عادوا للتذكير بموقفهم القديم من العلم الذي لم يشر إليهم بوصفهم أحد مكونات الشعب العراقي·