الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

التفرغ الدراسي أزمة تواجه منتخباتنا قبل «آسياد جوانزهو»

التفرغ الدراسي أزمة تواجه منتخباتنا قبل «آسياد جوانزهو»
26 أكتوبر 2010 21:52
بدأ العد التنازلي لدورة الألعاب الآسيوية السادسة عشرة التي تستضيفها مدينة جوانزهو الصينية خلال الفترة من 12 - 27 نوفمبر المقبل، وتواصل منتخباتنا استعداداتها للمشاركة في الدورة من خلال المعسكرات الداخلية والخارجية، بعد أن أقرت اللجنة الأولمبية المشاركة في 17 لعبة يمثلها 95 لاعباً ولاعبة. مشكلة كبيرة ظهرت فجأة ومن دون مقدمات، وهي قضية التفرغ الدراسي للاعبين الذين يدرسون في “الثانوية العامة” والجامعات المختلفة، وهي المشكلة التي وضعت معظم الاتحادات الرياضية في مأزق أمام إصرار أولياء الأمور على عدم سفر أبنائهم للدورة بسبب الدراسة والتخوف من تأثر مستقبلهم، خاصة أن عدداً كبيراً من لاعبي المنتخبات يدرسون في “الثانوية العامة”، وهي السنة التي تحدد مستقبل اللاعب الدراسي. المشكلة ليست وليدة اليوم، بل موجودة منذ سنوات، ولكن الموقف اختلف هذه المرة بسبب تغيير نظام الدراسة هذا العام. محاولات المسؤولين في الاتحادات لم تتوقف خلال الفترة الماضية مع أولياء الأمور لإقناعهم بسفر أبنائهم إلى الدورة، لدرجة وصلت إلى أن الاتحادات تعهدت بأن تسافر البعثة قبل المنافسات مباشرة، على أن يعود اللاعب عقب انتهاء المنافسات للحاق بالدراسة. كما لجأت بعض الاتحادات لإلغاء مشاركتها في بعض المسابقات من أجل تنفيذ وعودهم بعودة الطلاب لمدارسهم في أسرع وقت. أولياء الأمور طلبوا تعهدات كتابية من الاتحادات بعدم سفر أبنائهم في بطولات أخرى حتى نهاية الموسم وأيضاً منح أبنائهم دروساً خصوصية والتعهد مع المدرسة على إعادة تدريس المواد التي تغيبوا عنها طوال فترة الدورة وأشياء كثيرة من هذا القبيل، كما أن بعض الاتحادات سعت لحل المشكلة بطريقة ودية وبعضها الآخر وقف عاجزاً أمام إصرار أولياء الأمور على التعهد الكتابي. وفي الاتجاه نفسه فقد العديد من اللاعبين سنوات دراسية في الجامعات بسبب المشاركة في البطولات نظراً؛ لأن الكليات العملية تحتاج لحضور يومي بلا غيابات، فكان من الصعب التوفيق بين المشاركة في البطولات والدراسة في الجامعة، بعض اللاعبين هجروا الرياضة وهم قادرون على صنع إنجازات رياضية للدولة بسبب هذه المشكلة. وتظهر هذه الأزمة هذا الموسم بشكل واضح بعد قرار وزارة التربية والتعليم بتقسيم الفصل الدراسي إلى ثلاثة أجزاء وليس اثنين كما كان سابقاً، وبالتالي ستبدأ امتحانات الفصل الأول عقب نهاية دورة الألعاب الآسيوية. القضية خرجت من يد وزارة التربية والتعليم من خلال تعميمات على الورق بتسهيل مهمة الرياضيين، دون أن يكون هناك إلزام للمدارس بإعادة الامتحانات أو الدروس للاعبين، وبات الأمر يتم بصورة ودية بين أولياء الأمور ومديري المدارس. وما بين مستقبل اللاعب الدراسي وحلم تمثيل الدولة وخدمة الوطن ورفع علم البلاد في المحافل الآسيوية، يعيش الرياضيون أزمتهم بين إصرار أولياء أمورهم على عدم سفرهم وحلم تمثيل الدولة. رؤساء الاتحادات وضعوا القضية في ملعب اللجنة الأولمبية في الاجتماع الأخير مع بعثة جوانزهو، حيث أكد سعيد عبدالغفار الأمين العام للجنة الأولمبية أن “الاتصالات مع وزارة التربية والتعليم مستمرة للتوصل إلى حل يضمن مستقبل الرياضيين العلمي وأيضاً تمثيل الدولة في دورة الألعاب الآسيوية”. ورغم تصريحات أمين عام اللجنة الأولمبية، إلا أن القضية مازالت قائمة وتحتاج إلى حل سريع وجذري. وكانت أحد الحلول التي طرحها أفراد القضية هي عودة درجات النشاط الرياضي التي كانت تمنح من قبل للرياضيين والذي تم إلغاؤه، وهي التي تطبقها دول العالم على الرياضيين لتحفيزهم على تمثيل دولتهم في البطولات. رئيس اتحاد المبارزة: اللاعب يحتاج إلى خطط بديلة لتعويض غيابه دبي (الاتحاد) - قال الشيخ سالم بن سلطان القاسمي رئيس اتحاد المبارزة “إن مستقبل اللاعب الدراسي مهم، ولكن هناك مشاركات المنتخبات في البطولات مطلوبة ورغم معارضة الآباء سفر أبنائهم إلا أن الأب وراء التفوق الرياضي الذي وصل إليه اللاعب، ومن المفترض أن تكون هناك خطط بديلة لتعويض ابنه عن غيابـه في البطـولات”. أضاف: “الحل في عمل توازن بين الدراسة والرياضة من خلال حسم المشاركات التي يشارك فيها اللاعبون، بحيث لا تؤثر على دراستهم، ولا بد أن نذكر أن إدارة التربية تساعد وتدعم بعض اللاعبين من خلال مراجعة وشرح الدروس السابقة بعد عودة اللاعب من البطولة”. وقال إبراهيم خالد مدير اتحاد المبارزة “إن هذه المشكلة قديمة ولا تجد الحل حتى الآن، ويكفي أننا شاركنا في البطولة الخليجية بالكويت وأعقبتها البطولة الخليجية في لبنان وحدثت مشكلات كثيرة من أولياء الأمور لإعادة أبنائهم وحتى موعد السفر إلى بيروت، لم نكن متأكدين من سفر اللاعبين من عدمه وحرصنا على عودتهم قبل عودة الدراسة في الأسبوع الجديد، وحققنا ثلاث ميداليات منها ذهبيتان”. وأضاف: “أولياء الأمور يطرحون السؤال: كيف سيتم تعويض أبنائهم في حالة رسوبهم في الامتحانات وضياع عام دراسي عليهم؟ خصوصاً أنه ليس هناك قرار ملزم للمدارس بتسهيل مهمة الطلاب؛ لأنهم في مهمة وطنية ويمثلون الدولة ويرفعون علم البلاد عالياً”. أمين السر العام لاتحاد المصارعة: عودة درجات النشاط الرياضي الحل الأمثل دبي (الاتحاد) - قال ناصر التميمي أمين السر العام لاتحاد المصارعة والجودو والجو جيتسو: “إن المشكلة ليس لها حل؛ لأننا مررنا بها عندما كنا طلاب، وأثرت على مستوانا الدراسي، كما أن ولي أمر الطالب ينظر لمصلحة ابنه، وعندما يصل الأمر إلى الجامعة يكون من السهل تأجيل الكورس، ولكن المشكلة تتفاقم في الألعاب غير الأولمبية التي تضم لاعبين صغاراً في السن”. وأضاف: “عودة درجات النشاط الرياضي هي الحل لحسم الأمر؛ لأن الطالب عندما يحصل على الدرجات سيخرج من هذا المأزق، بجانب أن أولياء الأمور سيستجيبون لرغبة الاتحاد في سفر أبنائهم للبطولات. لقد كانت الدرجات موجودة من قبل وتم إلغاء العمل بها، وهي موجودة في العالم كله إلا دولتنا ولا ندري لماذا تم إلغاؤها؟ ففي أوروبا وأميركا يتعاملون مع اللاعب على أنه بطل وثروة قومية لا بد من الحفاظ عليها؛ لأنه طالما تفوق رياضياً سيكون متفوقاً دراسياً فيتم تهيئة المناخ له بشكل جيد”. اقترح التميمي أن يكون هناك “لقاء موسع بين الهيئة العامة للشباب والرياضة ووزارة التربية والتعليم العالي لحسم مثل هذه الأمور، وإذا لم يحدث هذا فسوف تستمر المشكلة ليس فقط في جوانزهو، بل في جميع البطولات المقبلة، ونخسر فرصة الفوز بميداليات ورفع علم بلدنا رغم أن الحل بأيدينا”. مدير إدارة الرياضية في «الهيئة» يرد: وزارة التربية تتعاون معنا والمشكلة في الاتحادات دبي (الاتحاد) - قال خالد آل حسين مدير إدارة الشؤون الرياضية بالهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة: “إن المشكلة التي تواجهها الهيئة هي تأخر إرسال الاتحادات لأسماء اللاعبين الطلاب الذين سيشاركون في البطولات، وبالتالي نتأخر في إرسالها إلى وزارة التربية، وقد حددنا 15 يوماً للاتحادات لإرسال أسماء اللاعبين المشاركين في البطولات، حيث يحتاج القرار من (الهيئة) إلى يومين على أقصى تقدير قبل أن نوجهه إلى وزارة التربية والتعليم والتي تخاطب بدورها المناطق التعليمية والمدارس”. أضاف: “وزارة التربية تقدم الدعم الكامل لنا، وهناك تعاون كبير، وتبقى المشكلة داخل الاتحادات ولا بد من تواصل هذه الاتحادات مع المدارس وأولياء الأمور، فهناك بعض المدارس يصلها قرار التفرع للطالب دون أن تعرف أين سيذهب، وعندما يعود الطالب للمدرسة يعاني بشكل كبير؛ لأنه لا يستطيع تحصيل الدروس التي سبقته، ولو أن إداري الاتحاد أو المنتخب يتواصل مع المدرسة، فلن تكون هناك مشكلة”. وعن اعتراض أولياء الأمور، قال: “إن هذه المشكلة تحتاج إلى تنسيق وتفاهم بين الاتحادات وأولياء الأمور، وعندما يجد أولياء الأمور اهتمام الاتحاد ومتابعته مع المدرسة تنتهي المشكلة، ويشعر أولياء الأمور بأن أبناءهم في مأمن، وهناك حرص من الاتحاد على مستقبلهم”. والد بطل الشطرنج: العلم لا يقارن بالرياضة دبي (الاتحاد) - أكد عبدالرحمن محمد صالح والد بطل الشطرنج سالم عبدالرحمن أن هناك “تعاوناً كبيراً من اتحاد الشطرنج وأيضاً نادي الشارقة وهناك ثقة متبادلة، حيث يقوم النادي بتوفير مدرسين له بعد عودته من البطولات لتعويض ما فاته دراسياً، ولكن ابني هذا الموسم في (الثانوية العامة) وأهم مرحلة في مشواره الدراسي، ويحتاج للتركيز من أجل الحصول على مجموع مرتفع ودخول الجامعة”. وأضاف عبدالرحمن صالح: “ابني حتى الآن شارك سالم في ثلاث بطولات، آخرها بطولة العالم المقامة حالياً باليونان وتغيب كثيراً عن الدراسة وكان من الصعب أن أمنعه من السفر إلى بطولة العالم باليونان؛ لأنه حقق المركز الثالث في البطولة الماضية وأملي أن يرفع علم الإمارات في البطولة الحالية، ولكني أشترط عليه التعويض في الدراسة”.أشار والد سالم إلى “أن العلم لا يقارن بالرياضة، وبالطبع أولياء الأمور يبحثون عن مستقبل الأبناء العلمي؛ لأن الولد سيأتي يومياً ويتوقف عن الرياضة وقتها لن يفيده سوى علمه وشهادته الدراسية، وقد تخرج جميع إخوانه في الجامعة بكليات مرموقة، وللأسف الكليات هنا تطلب مجموعاً كبيراً لدخول الطب أو الهندسة على عكس أوروبا التي تدخل الطالب في كورس لمدة 6 أشهر وتحدد إمكانية التحاقه من عدمها”. أب بين نارين دبي (الاتحاد) - قال ناصر الحمادي والد اللاعب علي بطل المبارزة: “إن الموقف سيئ والخيار صعب بين مستقبل ابني الدراسي وتمثيل الدولة في المحافل الخارجية ورفع علم بلادي، وهذه مفخرة لنا جميعاً، ولكن ابني في (الثانوية العامة) انقطع عن الدراسة عندما شارك في البطولتين الخليجية والعربية وحقق الميداليات ولا أُريده أن ينقطع عن الدراسة مرة أخرى خوفاً من تراجع مستواه الدراسي خاصة أنه من الطلاب المتفوقين”. وقال: “ابني يمثل الدولة مقابل 300 درهم يومياً هل هذا معقول؟ لا أريد أن أتحدث عن الأمور المادية؛ لأنني أصرف على ابني من سنوات طويلة وتمثيل منتخب بلادنا شرف لنا، ولكن هذه أمور لا تصدق، كما أن حماس ابني يعجبني.. لا يريد بدل السفر والمهم أن يرفع علم بلدنا”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©