الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

ناصر الظاهري يرتحل في السيرة الذاتية وتاريخ الإبداع والصحافة

ناصر الظاهري يرتحل في السيرة الذاتية وتاريخ الإبداع والصحافة
26 أكتوبر 2010 20:38
وصف القاص والروائي ناصر الظاهري طفولته التي عاشها في مدينة العين بأنها “تعبير عن زمن الصلصال الطيني باعتبارها بداية التشكيل والتشكل حيث الأفلاج الجارية بالمياه والنخيل والبيوت الطينية التي يشم منها رائحة الطفولة”. وفرق بين الكتابة بوصفها قدراً أو اختياراً، وشدد على أنها “اختيار قدري”. وأكد أن الكتابة اليومية منقذة للنفس ومدعاة للتواصل، وأنه لا يميل إلى الأدب الإنجليزي بل يظل عشقه للأدب الفرنسي والروسي والعربي لا يضاهيه عشق. وشدد على أنه يراهن على الزمن والوقت والمستقبل في اكتشاف ما قدم في أعماله الإبداعية وبخاصة روايته “الطائر بجناح أبعد منه” وقال: “كثير من الروايات ينتبه لها بعد زمن طويل”. جاء ذلك خلال الأمسية الأدبية التي استضافه فيها اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي تحت عنوان “كاتب وكتاب” والتي استهلها مرتحلاً إلى الزمن الماضي ملخصاً مراحل تنقلاته الحياتية والصحافية والإبداعية في الكتابة والثقافة. وقال: “كنا في بيت غير بعيد عن قلب واحة العين، كان البيت دافئاً ومليئاً بالأخوة والعمات والجد (كان المربي)، ذاك الرجل الذي كان كتفه مركباً لي. من ذلك البيت الطيني كنت أركض إلى المدرسة النهيانية، ومستشفى الكندي، حيث علمني المكان أشياء جميلة وملونة وأن الله محبة”. ووصف الظاهري في حكاية طريفة ما كانت تفعله الممرضات الهنديات والأطباء والطبيبات الأميركيات حين تجتمع النساء عندهم ويذكرون “المخلص والخلاص” وحالما تنتهي القراءات الوعظية المصاحبة تنهال الحلوى والسكاكر على الرؤوس، وتخرج العجائز والأمهات وهن يصلين على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم). قرأ الظاهري تاريخ الطفولة بعين القاص والروائي، وتحدث عن البريد المركزي والرسائل التي لم تصل إلى أصحابها وعن سوق العين قبل العيد وأيام الجمع وعن أول سينما وعما تمنحه تلك الآلة السحرية التي اسمها الكاميرا للطفولة من معنى وحيث يقف الطفل في طابور طويل من أجل متعة فيلم وكيف عرض فيلم “عنتر” عشرات المرات ولم يمله الناس. وتذكر الظاهري مدرسة القرآن الكريم الأولى في المساء حيث اكتشاف حروف الله النورانية والمطاوعة الثلاثة الذين قرأ على أيديهم وهم الكندي ومطوعة كنة وسالم العماني “صاحب الرجل الخشبية” ولم ينس المعلم الثالث بالإضافة إلى المدرسة النهيانية القديمة في الصباح وهو خاله سالم بن هادي الذي علمه القراءة والكتابة. ووصف الظاهري جهاز الراديو ذاك الزمان وبطاريتيه وتلفزيونهم الأبيض والأسود ثم الملون، والكُتّاب ومكتبة العين ورحيله إلى أبوظبي وساحلها المزرق ورمالها الخبازية التي تشبه الزجاج المكسور ورمال العين التي تشبه الزعفران والأصدقاء المغادرين. وارتحل بنا في المدارس التي تعلم فيها وفي سيرة عائلته التي بدأ يعيلها وأخته (لطيفة) التي غادرته فسيلاً من النخل. وانتقل إلى العمل في الصحافة الحائطية والاذاعة المدرسية وفي فرق التمثيل والموسيقى وكتابة المسرحيات وتمثيلها “قاضي قرطبة” والتي أخذت شوطاً كبيراً من السيرة ثم دراسته الأدب الإنجليزي والإعلام والأدب العربي وإدارة مجلة درع الوطن وأول مقال فيها منذ أن كان في عمر الـ 14 عاماً.. ثم إلى باريس حيث معهد الصحافة الفرنسية وتدريبه في جريدة الشرق الأوسط والحياة والسفير والنهار ثم عمله في “الاتحاد” الذي وصفه مثل ريح جميلة خلقت شيئاً جميلاً أشار فيها إلى الملاحق المتخصصة ودخول الجريدة الإنترنت وكتابة العمود الثامن الذي لا يزال مستمراً إلى اليوم. ثم تحدث عن مرحلة اشتغاله في المؤسسة العربية وإصدار المجلات المتخصصة “المرأة اليوم والرجل اليوم والشباب اليوم ثم الطفل اليوم” وأخيراً تجربته مع مجلة “الظفرة” التي وصفها بأنها مجلة الثقافة الشعبية حيث عمل فيها 3 سنوات متواصلة. وتحدث الظاهري عن صحيفته الدولية الالكترونية (الهدهد) التي تصدر بـ4 لغات وهي العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية ونية الإصدار بالفارسية. وأشار إلى أول مجموعة قصصية له صدرت عام 86 وهي “عندما تدفن النخيل” ثم “خطوة للحياة خطوتان للموت” ثم “حالات من الليل يخشاها النهار” ثم “الطائر بجناح أبعد منه” ثم “على سفر تذهب بعيدا .. تذهب عميقا”” ثم “ما تركه البحر لليابسة” ثم “أصواتهم” و “أصواتهن” والأخيران بالاشتراك مع الكاتب بدر عبدالملك، وأخيراً المجموعة القصصية التي ينوي إصدارها بعنوان “الحطيم” وكتاب “صور” وهو رحلة مع الكاميرا خلال فترة طويلة. وتحدث الظاهري عن العمود الثامن والكتابة اليومية وقال: “لا أحب أن أكتب عن المناسبات الخالية من النفس الإنساني” وأعتبر العمود الثامن قطباً يسير يومه، وفرق بين الكتابة الأدبية والصحفية ووصف الأولى بطائر بجناح أبعد منه بينما الثانية بطائر مكسور الجناح. وتطرق إلى السفر وإلى الرقيب وإلى مشروعه الثقافي الذي يطمح لتنفيذه وهو إخراج فيلم تسجيلي عن المكان وإلى قراءاته الأولى في الأدب الروسي والأميركي اللاتيني والعربي والفرنسي، وأخيراً تحدث عن روايته وعن التاريخ واستنطاق المكان وطقوس الكتابة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©