صرح حضاري أكاديمي جديد يضيء المنطقة الشرقية متمثلةً في مدينة كلباء والمناطق المجاورة لها تلبيةً لاحتياجات أهالي المنطقة وأبنائها بعد افتتاح جامعة الشارقة فرعها الجديد في كلباء التي انتظمت فيها 440 طالبةً منذ بداية العام الأكاديمي الجديد، على أن يزاول الطلاب عامهم الدراسي فور الانتهاء من تسليم المشروع.
العلم حق
أكد مدير جامعة الشارقة الدكتور سامي محمود أن مكرمة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة رئيس جامعة الشارقة بإنشاء فرع للجامعة في مدينة كلباء يأتي في إطار رؤية سموه بنشر منارات العلم على كل شبر من أرض الإمارة، فسموه مؤمن بأن العلم والثقافة حقان أساسيان من حقوق كل مواطن يجب أن يكونا على مقربة منه وفي متناول يده دائماً، مشيراً إلى أن ذلك يقع أيضاً في إطار مشروع سموه الذي يقوم على العمل لحفظ التراث العربي والإسلامي في العلم والفكر والثقافة وتعزيز مكانته الحضارية بين شعوب وأمم الحضارات الأخرى.
وأوضح أن أهمية إنشاء فرع للجامعة في مدينة كلباء تكمن في توفير منابر العلوم والتكنولوجيا للمواطنين والحد من مخاطر الطريق ومشقاته بالنسبة لمن يسعون إليه في الشارقة خاصةً الطالبات، كما أن هذا الفرع يمكن أن يوفر خدمات التعليم العالي ليس لأبناء المنطقة الشرقية فحسب بل لمناطق سلطنة عمان وغيرها.
وأشار الدكتور محمود إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تفقد الفرع في كلباء مع بداية العام الجامعي الجديد للتأكد من جاهزيته للطلاب على أن يتم استكماله يوم 30 من شهر ديسمبر القادم قبيل بداية فصل الربيع الدراسي.
وأضاف أن فرع الجامعة في كلباء يطرح برامج لدرجة البكالوريوس في عدد من التخصصات الأكاديمية التي تحتاج إلى المعامل والمختبرات والمكتبات وغيرها، ويطرح الآن درجتي البكالوريوس في القانون والاتصال، وسيطرح المزيد من التخصصات في السنوات المقبلة بالإضافة إلى مساقات متطلبات الجامعة الأكاديمية.
استكمال البناء
قال مدير الجامعة إن الطالبات فقط هن من بدأن عامهن الدراسي في مختلف فروع الجامعة في الشارقة وخور فكان وفروع كلية المجتمع في مختلف مدن الإمارة، حيث التحقت به 440 طالبة حتى الآن منهن 212 من طالبات كلية المجتمع، و100 طالبة من طالبات برنامج اللغة الإنجليزية المكثف، بالإضافة إلى 100 طالبة يدرسن من خلال الفرع مساقات متطلبات الجامعة، و28 طالبة سجلن في تخصصي القانون والاتصال، موضحا أن الطلاب سيباشرون دوامهم بفرع الجامعة مع بداية الفصل الدراسي الثاني عند استكمال إنشائه، ليشتمل مبنى الفرع بعدها على جناح للطالبات ومثله للطلاب والإدارة وما يتبعها من معامل ومختبرات ومكتبات وغيرها، بالإضافة إلى مسرح ضخم يتسع لـ 750 مقعداً لعقد أكبر الأنشطة وأوسعها، فضلاً عن مساكن خاصة لأعضاء هيئة التدريس وأخرى للطلبة وحدائق واسعة يتسم بها الحرم الجامعي.
وأشار إلى أنه قد تم دمج فرع كلية المجتمع في كلباء بفرع الجامعة فيها لأسباب من أهمها تعزيز أداء الفرع ودوره كمنارة علم في المنطقة الشرقية، والعمل على إلحاق طلبة كلية المجتمع ببيئة علمية جامعية تتوفر فيها جميع مقومات العمل العلمي التعليمي الجامعي من مختبرات ومعامل ومكتبات ووسائل تعليمية وغيرها.
ولفت محمود إلى أن هذه المنارة سيفعل دورها من خلال المؤتمرات والندوات وورش العمل المحلية والإقليمية والدولية التي ستعقد تحت قبابها أو التي تشارك بها الجامعة في الشارقة.
إنجاز حضاري
من جانبهن، أعربت الطالبات عن فرحتهن بهذا الإنجاز الحضاري الجديد للمنطقة، حيث قالت الطالبة نادية محمد من منطقة وادي الحلو، إنها فضلت الانتقال للجامعة بعد أن تم افتتاحها في كلباء لقربها من منطقة سكنها، كما أنها فرصةً جيدة للحصول على الوظيفة في نفس المنطقة فور الانتهاء من الدراسة والحصول على الشهادة. وأشارت شيخة الأميري، التي كانت تدرس في الجامعة بمقرها الرئيسي بالشارقة، إلى أنها بعد أن سمعت بافتتاح فرع آخر لها حولت للدراسة فيها لأن وجودها في المنطقة يسهل عليها التنقل، كما ساهم في تطور المنطقة باعتبارها حدثاً جديداً ومنبراً للعلم يضاف لها ولإنجازاتها.
أما ميساء النقبي فالتحقت بالفرع بعد أن حولت تخصصها من كلية الطب إلى القانون. وقالت “وجدت الدراسة هنا مريحة بعد أن قارنت بينها وبين الفرع الرئيسي الذي تحتشد فيه أعداد كبيرة من الطالبات ما يؤدي إلى قلة الاستيعاب وضعف التركيز، أما هنا فكان توزيع الطالبات أفضل بشكل كبير”.
وقالت بدرية إبراهيم المتخصصة في العلاقات العامة والإعلام إن أهلها فضلوا أن تلتحق بالجامعة لرغبتهم في أن تكون قريبة منهم. وأوضحت الطالبات شيماء الزعابي ونورة الكلباني وإيمان الجابري وفاطمة القايدي أن وجود الجامعة في المنطقة شجع الأهالي على إلحاق بناتهن بها خاصةً أن الإدارة تتعامل مع الطالبات بأسلوب راق.
عدد اليوم
