الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوش أمام ثلاثة خيارات ونجاد يختار المفاوضات بلا تنازلات

1 سبتمبر 2006 00:46
كيف هي الصورة في واشنطن وفي طهران مع انتهاء مهلة مجلس الامن ودخول الازمة النووية دائرة التصعيد مرة اخرى؟· الرئيس الاميركي جورج بوش ما زال يراهن على جدوى العقوبات الاقتصادية والسياسية التي من المحتمل أن يفرضها مجلس الامن على إيران، رغم شكوك الكثيرين من اعضاء الحزب الجمهوري في إمكانية نجاحها· ورأى محللون ان استمرار الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد في سياسته التصعيدية سيدفع بلا شك الى رفع أسهم صقور السياسة الاميركية بدرجة كبيرة والتي لخص نيوت جينجريش المتحدث السابق باسم مجلس النواب وجهة نظرهم بالقول ''إذا كانت القوة ضرورية لهزيمة إرهابيين إيرانيين او غيرهم فإن استخدامها يصبح للاسف ضروريا''· والمفاجئ في الامر انه ليس اليمينيين وحدهم هم الذين دعوا إلى استخدام القوة بل انضم إليهم في ذلك ديمقراطيون مثل هيلاري كلينتون التي دعت إلى منع إيران بالقوة من امتلاك القنبلة النووية· لكن هل الحل العسكري ممكن؟· الاجابة تبدو صعبة، فقد حذر 22 من الجنرالات والمسؤولين السابقين من ''العواقب الوخيمة لاي هجوم على إيران، وتساءلوا ''ان حرب إسرائيل المصغرة ضد ''حزب الله'' اللبناني والتي بينت للادارة الاميركية ضعف حيلة دولة مثل إسرائيل ضد ميليشيات مدربة جيدا وذات روح قتالية عالية وشعبية، كيف ستبدو الحرب مع إيران اذا بسكانها البالغ عددهم اكثر من 68 مليون نسمة وجيشها الذي لا يستهان به''· كما حذر تقرير برلماني من ان الاستخبارات الاميركية تعاني نقصا فادحا في المعلومات حول ايران وتفتقر الى معلومات بالغة الاهمية يحتاج اليها الخبراء لاجراء تقويم دقيق· لكن مع ذلك، اصر وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد على أن الولايات المتحدة ما زالت قادرة على الرد على التهديدات العسكرية في الداخل والخارج رغم وجود قواتها في العراق وافغانستان، وقال مؤخرا في كلمة امام الجنود في صحراء نيفادا ''إننا قادرون على التعامل مع المشاكل الاخرى عندما تحدث·· سيكون من المؤسف أن تعتقد دول اخرى أنه بسبب اننا لنا 137 ألف جندي في العراق اليوم فإننا ليس بمقدورنا الدفاع عن بلدنا او القيام بأي شيء ربما نحتاج إلى عمله في ايران''· اما بالنسبة للعقوبات، فقد كان السفير الاميركي في الامم المتحدة جون بولتون واضحا بان القرارات المتصلة بايران لا تنحصر في مجلس الامن، وقال ''يمكنكم تصور عقوبات يتم اتخاذ قرار بشأنها خارج اطار المجلس على غرار العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة من جانب واحد على العراق فحكومات اخرى تستطيع القيام بالامر نفسه''· مشيرا الى انه يمكن لواشنطن بموجب قوانين مكافحة الإرهاب أن تفرض عقوبات من نفسها من بينها فرض قيود مالية على طهران واعتراض الصواريخ والمواد النووية في الطريق إلى إيران كما تشجع دولا أخرى على أن تحذو حذوها، وأضاف ''لا نحتاج إلى تفويض من مجلس الأمن لفرض عقوبات''· في وقت ذكرت صحيفة ''لوس انجليس تايمز'' مؤخرا أن إدارة بوش مستعدة لتشكيل تحالف مستقل لتجميد أصول إيرانية وفرض قيود تجارية إذا فشل مجلس الأمن في معاقبة طهران بسبب برنامجها لتخصيب اليورانيوم· وبين الردع والعقوبات، يدفع آخرون ابرزهم وزير الخارجية الاسبق هينري كيسنجر الادارة الاميركية باتجاه خيار ثالث يرى ان على الولايات المتحدة وإيران أن تقتربا إحداهما من الاخرى من خلال خطوة كبيرة، وان على بوش أن يتخلى عن فكرة تغيير النظام في إيران ويعطيها بدلا من ذلك ضمانات أمنية وحوافز اقتصادية· وان كان هذا الخيار لا يلقى ترحيبا كبيرا من بوش لانه يعتبر إيران ضمن ''محور الشر''· في الجانب المقابل الايراني، الموقف لم يتغير حتى لو تطور الوضع نحو المزيد من عزلتها السياسية وعلى قاعدة ''نعم للمفاوضات ولا للتنازلات''· وقد أبدت طهران استعدادها لعقد محادثات مع الغرب حول تفاصيل برنامجها النووي وتلقي مقترحات جديدة لكنها ترفض التعليق الفوري لعملية تخصيب اليورانيوم· وقال ناشط إصلاحي ''إن إيران لا تريد المواجهة او أن تتحول إلى كوريا شمالية ثانية ولذا لا تزال تبذل الجهود من أجل التوصل لاتفاق مقبول ويفضل أن يكون سريا من خلال المفاوضات''· وقال تريتا بارسي وهو كاتب وخبير ايراني ان لجوء الادارة الاميركية لفرض عقوبات خارج مجلس الامن سيكون علامة على فشلها لا نجاحها· فيما حذر نائب رئيس البرلمان محمد رضا باهونار الغرب من ان وضع الضغوط على طهران قد يثير دعوات عامة لايران بان تسعى لامتلاك اسلحة نووية، وقال ''يجب ان تخشوا من اليوم الذي يخرج فيه الشعب الايراني إلى الشارع وينظم تظاهرات تطلب من الحكومة انتاج اسلحة نووية لمواجهة الاخطار· واعلن رئيس المصرف المركزي الايراني ابراهيم شيباني ان بلاده اتخذت تدابير فعلية لمواجهة العقوبات التي يمكن ان يفرضها عليها مجلس الامن في حال رفضت تعليق تخصيب اليورانيوم، وقال ''ليس لدينا اية مخاوف''· في وقت كشف خبيران ايرانيان في تقرير نشر على الانترنت ان رد ايران على عرض حوافز مجموعة ''5+''1 طالب بجدول زمني لتنفيذ الحوافز التجارية والتكنولوجية وترتيبات أمنية تأخذ بالاعتبار دورا ايرانيا محتملا في ترتيبات أمنية إقليمية·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©