السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مفاعل ديمونا كابوس كارثة كبرى

1 سبتمبر 2006 00:45
اذا كانت كارثة مفاعل تشرنوبل لم تزل ماثلة في الاذهان رغم ان كابوسها كان بعيدا عن المنطقة نسبيا، فكيف الامر لو ان شبح مثل هذه الكارثة جاثم على المنطقة··انه موجود فعلا في مكان ما في صحراء النقب اسمه مفاعل ديمونا أهم منشأة نووية إسرائيلية بعيدة عن أعين العالم ورقابته· التقارير العلمية وصور الأقمار الصناعية الفرنسة والروسية للمفاعل وفق مجلة ''جينز إنتلجنس ريفيو'' الدفاعية المتخصصة تؤكد دخوله في مرحلة الخطر الإستراتيجي ليس بسبب انتهاء عمره الافتراضي فحسب بل لتصدعه المستمر وتحوله إلى مصدر محتمل لكارثة إنسانية تهدد أرواح مئات الآلاف إن لم يكن الملايين من البشر· يقع مفاعل ديمونا والذي يطلق عليه اسم ''مركز الأبحاث النووية'' وسط منطقة صحراء النقب قليلة السكان والتي يطلق عليها البعض اسم ''أم دومنة'' أو ''أم أرديمة''· وتحيط بالمفاعل أشجار عالية ونباتات كثيفة لإبعاده عن الأنظار· ويعاني المفاعل من أضرار جسيمة بسبب ما يطلق عليه اسم الإشعاع النيتروني والذي يحدث أضرارا بالمبنى· فالنيترونات تنتج فقاعات غازية صغيرة داخل الدعامات الخرسانية للمبنى مما يجعله هشا وقابلاً للتصدع، إضافة إلى أن المفاعل أصبح قديما بحيث تآكلت جدرانه العازلة وأساساته قد تتشقق وتنهار بسبب قدمها محدثة كارثة ضخمة· ويؤكد خبراء اكتشاف أعراض مرض السرطان لدى أكثر من 70% من سكان النقب اضافة الى إصابة الكثير من سكان المناطق المحيطة بالمفاعل ايضا بالأمراض مما يرجح تسرب بعض الإشعاعات· وترفض الحكومة الإسرائيلية اي محاولة للربط بين إصابتهم وبين الإشعاعات على الرغم من ان المحاكم نظرت مؤخرا في أكثر من 45 دعوى قضائية تقدمت بها عائلات المهندسين والخبراء والفنيين العاملين في المفاعل بسبب تفشي الإصابة بالسرطان خلال السنوات الأخيرة بعد اختراق الإشعاعات لأجسادهم· وكان تشغيل مفاعل ديمونا الذي يشبه مفاعل سافانا ريفر الأميركي في ولاية كارولينا الجنوبية بدأ في ديسمبر 1963 وكانت طاقته آنذاك لا تتعدى 26 ميجاوات اي ما يترجم إنتاجيا بحوالي 8 كيلوجرامات من البلوتونيوم، وهو ما يكفي يكفي لصناعة قنبلة نووية واحدة بقوة 20 كيلو طنا من المتفجرات· لكن في السبعينيات رفعت إسرائيل طاقة الإنتاج للمفاعل إلى حوالي 70 ميجاوات بزيادة قدرها 44 ميجاوات· ويشكل إنتاج البلوتونيوم إحدى أخطر العمليات في العالم إذ إن إنتاج كيلوجرام واحد ينتج عنه أيضا 11 لترا من سائل سام ومشع مثل مركبات ''الأيزوسيانيد'' كمنتج جانبي· والبلوتونيوم الخام الذي يتم إنتاجه في ديمونا عبارة عن مسحوق حامضي أخضر اللون يسخن في درجات حرارة عالية جدا ويتحول إلى سائل يتم ترشيحه لتنتج بعدها أزرار صغيرة (9 أزرار أسبوعيا) بوزن 130 جراما، وهذا يعني ان المفاعل ينتج سنويا 40 كيلوجراما من البلوتونيوم (ما يساوي 10الى 12 قنبلة)· وحذر المكتب الاقليمي لبرنامج الامم المتحدة في مذكرة إلى الدول العربية المجاورة لاسرائيل من خطورة الاشعاعات النووية المتسربة من مفاعل ديمونا بعدما سجل أعلى نسبة أضرار للبيئة والانسان في هذه المنطقة· والخطر من المفاعل لا يتمثل بالتلوث الاشعاعي فحسب وانما ايضا من النفايات النووية· في محافظة الطفيلة الجنوبية الفقيرة في الأردن التي تبعد نحو 40 كيلومترا عن المفاعل في النقب يتردد مرارا بين السكان أن نسبة أمراض السرطان المختلفة في المحافظــــــة باتت في تزايد مستمر، وأن الجو مليء بالإشعاعات الضــــــارة· لكن المصادر الحكومية الأردنية لا تؤيد هذه النظريات وتنشر دورياً مجموعة من الإحصائيات الرسمية حول أمراض السرطان تشير الى أن الطفيلة لا تختلف في أنماط ونسب إصاباتها عن المحافظات الأخرى· لكن رغم التأكيدات الحكومية يتردد على ألسنة سكان الطفيلة سؤال لا يعرفون إجابته وأعتقد ان آخرين غيرهم ايضا لا يعرفون وهو ''أين يتم التخلص من النفايات النووية للمفاعل؟· وان كانت الصور التي التقطتها كاميرا ''اميكي ''4 عن منطقة استنبات غير طبيعي غربي المفاعل رجحت ان تكون المنطقة التي تعالج فيها النفايات· وقال رئيس معهد العلوم والأمن الدولي وهو مركز مستقل للأبحاث في واشنطن ديفيد اولبرايت منتقدا غياب الرقابة الدولية على ديمونا ''إن جميع القوانين المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية فصلت من أجل إعفاء إسرائيل من الخضوع لها''· فيما اعتبر زئيف شيف المعلق العسكري الإسرائيلي المعروف أن من يعتقد أن إسرائيل سوف توقع يوماً على معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية ''واهم''· وقال البروفسور عوزي ايبان أحد كبار العلماء سابقاً في ديمونا أن المفاعل خطير وغير آمن ويجب إغلاقه خلال فترة قريبة أو على الأقل البدء بخطوات تؤدي إلى إغلاقه قبل وقوع الكارثة، مشيرا الى أن المفاعل خطط له في الأصل أن يعمل 30 عاماً ولكن مر عليه بالفعل اكثر من 43 عاماً· وحذر من المشاكل الناجمة عن استمرار تشغيل المفاعل وأهمها صعوبة السيطرة على عمله حيث ينتج لب المفاعل مادة النيوترون التي تتسبب في شقوق وتشوهات في اللب المصنوع من الاسمنت والحديد وهو ما يهدد لاحقا قضبان اليورانيوم التي تشكل أساساً لعمله، مما قد يجعل من الصعب إخراج القضبان من أجل وقف عمل اللب· وأضاف ان القدرة الإنتاجية للمفاعل عالية جداً مما يعني أن نفاياته تقدر بالأطنان الى جانب ان مواقع دفنها قريبة من شق جيولوجي يتميز بالنشاط الزلزالي مما يعني احتمال تلوث المخزون المائي بالمواد المشعة·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©