الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مارتن لنجز.. صاحب أفضل كتاب عن السيرة النبوية

مارتن لنجز.. صاحب أفضل كتاب عن السيرة النبوية
26 يوليو 2013 21:06
من أهم المؤلفات الأخرى للشيخ أبو بكر سراج الدين كتاب «اليقين»، وهو كتاب في التصوف الإسلامي، وكتاب «ما هو التصوف؟»، وكتاب «شيخ صوفي من القرن العشرين: شيخ أحمد العلوي» وتُرجم الكتاب إلى العربية والفارسية والأردية والفرنسية. كما كتب عدة مقالات لدائرة المعارف الإسلامية ومقال «التصوف» في دائرة المعارف البريطانية، والفصل الخاص بالتصوف في كتاب «الدين في الشرق الأوسط»، وهو من مطبوعات جامعة كامبريدج، وكتب فصلاً عن الشعر الصوفي في الجزء الثاني من تاريخ كامبريدج الجديد للأدب العربي. وتوفي مارتن لنجز عام 2005 عن عمر ناهز السادسة والتسعين. أحمد مراد (القاهرة) - ينتمي المستشرق «مارتن لنجز» إلى مدرسة من المستشرقين الذين دخلوا الإسلام عن اقتناع وبعد دراسة عميقة وبحث علمي طويل في مجال الإسلاميات، ولم يكن دخوله في الإسلام هجرا للمسيحية، ولكنه كان سعياً وراء الحقائق الدينية العميقة التي نسيتها المسيحية وضاعت منها خلال تاريخها الطويل وحفظها الإسلام. ولد المستشرق مارتن لنجز في مدينة «بُرناج» في إقليم «لانكشير» بإنجلترا في عام 1909م، وتخرج في جامعة أكسفورد عام 1932م، وحصل على درجته الجامعية في الأدب الإنجليزي، وقام بتدريس اللغة الإنجليزية الوسيطة في جامعة كاوناس في لتوانيا، وقد أسلم في وقت مبكر وهو في التاسعة والعشرين من عمره، عام 1938 م، وأطلق على نفسه أسم الشيخ أبو بكر سراج الدين، وبعد إسلامه بأربع سنوات رحل إلى مصر لتدريس الأدب الإنجليزي في جامعة القاهرة، وفي عام 1952م عاد إلى إنجلترا وأصبح طالباً في مرحلة البكالوريوس بجامعة لندن، حيث نال درجته في اللغة العربية، ومن عام 1970 حتى 1974م عمل محافظاً على المخطوطات الشرقية والكتب المطبوعة بالمتحف البريطاني، وكان لنجز منذ 1955م مسؤولاً عن المخطوطات العربية والكتب المطaبوعة وعمل مستشارا لمهرجان عالم الإسلام في 1976م. حياة روحية وانضم الشيخ أبو بكر سراج الدين - مارتن لنجز - إلى مجموعة من المستشرقين المسلمين الذين انجذبوا إلى التصوف الإسلامي، وما يمثله من حياة روحية انبهر بها هؤلاء المستشرقون، وأسسوا ما يشبه مدرسة فكرية أو جماعة روحية انجذبت إلى الإسلام، وجذبت إليها العديد من الشخصيات الغربية، ولعل من أهم شخصيات هذه المدرسة المستشرق المسلم رينيه جينو أو الشيخ عبد الواحد يحيى الذي التقى به مارتن لِنْجز في مصر، وارتبط به ارتباطاً قوياً حتى أصبح وكأنه من أقاربه أو عضو في أسرته، بالإضافة إلى المستشرق المسلم الشيخ عيسى نور الدين أحمد، واسمه قبل إسلامه «فريتهوف شوون»، والمستشرق المسلم «تايتوس بوركهاردت» والذي كان إسلام مارتن لِنْجز على يديه في عام 1938 في سويسرا، وكانت هذه جماعة من المستشرقين المسلمين الذين كونوا مدرسة فكرية مسلمة أثرت في المجتمع الغربي تأثيراً دينياً عظيماً، وتمكنت من تقديم الإسلام للغرب، وجذبت إلى الإسلام جماعة من علماء الغرب من أصحاب الفكر الفلسفي والديني بل امتد تأثيرهم إلى العلماء المسلمين وأصبحوا شيوخاً كما يتضح من ألقابهم التي حصلوا عليها بفضل تعمقهم في الإسلام وفي الفكر الإسلامي. شخصيات ثرية وعاش مارتن لنجز بين عالم الإسلام وعالم الغرب، ولذلك كان تأثيره مضاعفا حيث أثر في عالم الإسلام كما أثر في عالم الغرب، فهو من الشخصيات المسلمة الثرية التي تركت أثرها الروحي والعلمي في هذين العالمين المختلفين وربما المتناقضين، فمنذ إسلامه عام 1983 م ظل يتردد كثيراً على بلدان العالم الإسلامي، ويعيش لفترات طويلة في ظل الحضارة الإسلامية وفي مدنها المختلفة والممتدة من المغرب العربي إلى المشرق الإسلامي. وقد أحب الشيخ أبو بكر الإسلام الدين الذي اختاره الله له كما أحب اللغة العربية التي تخصص فيها وأجادها بإتقان، كما أحب الثقافة العربية التقليدية، وتراوحت عبقريته بين فن الخط القرآني والأدب الإنجليزي، وكان من بين أهم أعماله كتاب «عظمة الخط القرآني»، وكتاب «سر شكسبير»، وقد كتب بغزارة عن الإسلام والموضوعات ذات الصلة بالإسلام، وسافر كثيراً وشارك في العديد من المؤتمرات الإسلامية، وكان زميلاً للجمعية الملكية الآسيوية وعضواً في مجلس إدارتها، كما كان عضواً بجمعية المتحف البريطاني. مؤتمر السيرة ويعد كتابه «محمد صلى الله عليه وسلم» من أهم كتب السيرة النبوية، واعتمد فيه على المصادر الأساسية للسيرة النبوية من القرنين الثامن والتاسع للميلاد، وقام بترجمة بعض النصوص التي لم تترجم من قبل إلى اللغة الإنجليزية. وفاز هذا الكتاب بجائزة الحكومة الباكستانية، وتم اختياره كأحسن كتاب عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم في اللغة الإنجليزية وذلك في مؤتمر السيرة الذي انعقد في إسلام أباد عام 1983م، وهو نفس العام الذي نُشرت فيه هذه السيرة. وانتشرت هذه السيرة النبوية على المستوى العالمي، وتُرجمت إلى الفرنسية والإيطالية والإسبانية، والتركية والهولندية، والمالاوية ولغة التاميل وإلى العربية والألمانية والأردية، والسندية وغيرها، وفي عام 1990م نال المؤلف تكريماً على هذا الكتاب من جامعة الأزهر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©